تب إلى الله

تب إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تب وعد إلى الله، فَكر وحاسب نفسك، ماذا ضيعت وماذا قصرت وفرطت،فكر في لحظة تخرج فيها من هذه الدنيا بلا جاه ولا منصب ولا سلطان،وستدخل فيها إلى قبر ضيق يتركك فيه أهلك وخلانَك

وأَحبابك، ويتركوك مع عملك بين يدي أرحم الراحمين،سينادى عليك فيها على رؤوس الأشهاد ليكلمك الله جلا وعلا ليس بينك وبين الله ترجمان،في لحظة تنصب فيها الموازين،وفي الصراط المستقيم،ترى فيها جهنم والعياذ بالله،

،أين أنت من القرآن،والبذل لدين الله،ومن الحلال،ومن السنة،قف وقفة صدق مع نفسك، قبل أن تقف بين يدي الله الذي سطر عليك في كتابٍ عنده(عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى)سينادى عليك

لتعطى هذه الصحيفة التي لا تغادر بلِية كتمتها ولا مخبئة أَسررتها، فكم من معصية قد كنتَ نسيتها ذَكَرك الله إِياها،وكم من مصيبة قد كنت أَخفيتها أظهرها الله لك وأَبداها،إن كنت

من الموحين الصادقين أعطاك كتابك باليمين، كما في الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع رب العزة عليه كنفه،فيقرره بذنوبه، فيقول لقد عملت كذا وكذا يوم كذا،

فيقول المؤمن إى ربي ،إي ربي ، فيقول الله جل وعلا،ولكني سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم، ويعطيه صحيفة حسناته، يعطيه كتابه بيمينه،قال تعالى(فأما من أوتي كتايه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه،إني ظننت أني ملاق

حسابيه، فهو في عيشة راضيه،في جنة عالية،قطوفها دانية،كلوا واشربوا هنيئاّ بما أسلفتم في الأيام الخالية)وإن كانت الأخرى،أعطاه الله كتابه بشماله أو من وراء ظهره، واسود وجهه وكسي من سرابيل القطران وانطلق في أرض المحشر

يصرخ وينادي ويقول(وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابه،ولم أدر ما حسابيه،ياليتها كانت القاضيه، ماأغنى عني ماليه،هلك عني سلطانيه، خذوه فغلوه،ثم الجحيم صلوه،ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاّ فاسلكوه،إنه كان

لايؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين،فليس له اليوم هاهنا حميم،ولا طعام إلا من غسلين،لايأكله إلا الخاطؤون)

كم يراك الله عاصِياّ،حريصاً على الدنيا،وللموت ناسياّ،أنسيت لقاء الله،واللحد والثرى،

أن الدنيا لا تدوم لأهلها،ولكنها تفنى ويفنى نعيمها، وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي،هل أنت مسلم كما أراد الله،ورسم لك طريقك رسول الله صلى الله عليه وسلم،إن التوبة هي الدين كله،ومن شروط التوبة،الإقلاع عن

الذنب فوراّ،والعزم على عدم العوده،إرجاع حقوق من ظلمهم أو طلب البراءة منهم،

يانفس كفي عن العصيان واكتسبي فعلاّ جميلاّ ،،، لعل الله يرحمني،

يانفس ويحك توبي واعملي حسناّ ،،،عسى تجازين بعد الموت بالحسن

والتائب من الذنب كمن لاذنب له

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري