كل يوم نتعلم من الدنيا دروس

بسم الله الرحمن الرحيم ..
ابدا حديثي بالصلاة على رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم..

في البداية اقول .. لن يعيش كل انسان منا في هذه الدنيا الا ولديه مُنغصات وآلامٌ تفوق الجبال ..وصدماتٌ تُفتت الاحجار..

قلبُ الانسان ضعيف ..وروحه تُرهق بأمواج الحياة ..فتارةً تكون هادئة وتارة اخرى تأتي مُهاجمة بلا مُقدمات..

وتأتي حينا لحضاتُ ضعفٍ ينهار فيها قلبه ..فيشعر الانسان وكأنه لم يذق يوما حُلواً في حياته.. ويفقد أغلى من عنده ..وتأتي أعوام ..وأعوام ..وأعوام ..وهو مازال في غرفته يتذكر موت عزيزٍ على قلبه ..

قبل ان ابدأ في تطرقي للموضوع ..اريد ان اُذكر بمن فقد احد ابويه فما زال هناك بابٌ مفتوح امامه للبر بهما وهو (الدعاء)

بدايةً أقول ..
مادامت الدنيا مليئة بهذا الكم الهائل من الاوجاع والمنغصات والآلام والامراض والمشاكل ..الخ
فلماذا نحزن عليها !!
اليست هناك دارٌ للبقاء..انسينا ان دنيانا ستزول بمافيها من سلاطين واموال ونعيم !!
اليست حياتنا الدنيا مكانا للإبتلاء!!
اذا كنت تؤمن بماسبق .. فلماذا الحزن !

اعلم بأن العين ستدمع ..وان القلب يتلهف لرؤية من فقدناه ..وبعدها سنموت ايضاً وسيُبكى علينا..وهكذا.. وبعدها ستمضي الحياة وتذهب حتى وإن وقفنا بأوسطها فلن تنتضرنا !!

احبتي .. يجب علينا الا نتعلق في هذه الدنيا وان نعمل لآخرتنا فلن يبقى في هذه الحياة احد..يقول الله تعالى (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)

ليس معنى كلامي بانه لايوجد لدينا طموح نحو مستقبلنا بلى ..ولكن ادراكنا لمانعيش له ايضا مهم !


والعجيب بأمرنا اننا لا نفكر في لقاْْء الله عز وجل ولا في قصة الارتحال من هذه الدنيا ..الا اذا وقعنا في المخاوف وحصل مالم يحمد عقباه !!

فلربما صحّت الارواح بالعلل!!
وبما ان هذه الروح ذهبت عند ارحم الراحمين ..فبالاحرى سنبكي على انفسنا لاننا مازلنا نواكب مشاكل هذه الحياه !!

ولنعلم ان الموت لا يستأذن أحداً ..وليس للموت انذارٌ مسبق ..يقول الله تعالى في كتابه الكريم(وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت)

واخيرا وليس اخرا بما ان الحياة مجموعٌ فيها الخير والشر السعادة والبلاء الفرح والحزن فذلك كله ينقسم في الدار الآخر اما نعيمٌ في الجنة دائما لا انقطاع فيه
واما عذاب جهنم اجارنا الله واياكم منها ..

تطبيق عملي لذلك:
1.يقول الرسول عليه افض الصلاة واتم التسليم (ارحنا بالصلاة يا بلال ) وما الصلاة الا دواءٌ العبد من همومه واحزانه وتجعل في القلب الرضا وتُعطي طاقة تمده بالسكينة والامان ..
2. تجنبي الوحدة وحاولي ان تدخلي في مجتمعك ..
3.تقربي من الله اكثر وداومي على صلاة الوتر فإنها راحة لكِ من كل هم فلربما يبتليك ليَسعد بعبده حين يتقرب اليه
4.حذار حذار الوحدة فإنها تسيطر عليك حتى تتمكن منك فيصعب بعدها الرجوع للعالم الخارجي ..
5.(إن مع العسر يسرا )(ثم ان مع العسر يسرا) !! هناك تأكيد من رب العباد يُريح به قلب المؤمن في تلك الايه

اعتذر عن الاطالة ولكن احببت ان اُلم بالموضوع .. تحياتي .