![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#25 |
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ابن تيمية يصنع التاريخ ابن تيمية – في حقيقة الأمر –صار حديث الركب ،وصار قضية الناس ، وصار الشغل الشاغل للعالم في عصره وبعد عصره ، حتى يحق فيه قول القائل : إنه مالىء الدنيا وشاغل الناس ... يقول فيه المستشرق جولد زيهر : وضع ابن تيمية ألغاما في الأرض فجر بعضها محمد بن عبد الوهاب ،وبقي بعضها لم يفجر حتى الآن وإنك لتجد ابن كثير في ( البداية والنهاية ) – مثلاً – وهو يتحدث في عصر ابن تيمية يجعله الشغل الشاغل ، فأحياناً ينسى من تاريخ الدولة ويذكر ابن تيمية وحده فيقول : دخلت سنة كذا وكان ابن تيمية في جبل كسروان يجاهد النصيرية ، ودخلت سنة كذا وكذا وكان ابن تيمية في الحبس ،ودخلت سنة كذا وكذا وقد ذهب ابن تيمية من الشام إلى مصر ن فصار هذا الإمام هو القضية ، فهذه هي المكالمة والمنزلة ، وهذا هو المجد والعظمة ، وهذا هو الشرف والملك الباقي ، حيث صار هذا الإمام بحق هو شغل الناس الشاغل ، متشاغلين بردوده وكتبه ؛ إن سجن انشغلوا به ، وإن أفرج عنه صار حديثهم ، إن ذهب وغاب صار قضيتهم ، وإن حضر صارا حدوثتهم ، فهو العلم والإمام الذي نشر له هذا القبول بسبب صدفة مع ربه سبحانه وتعالى . ابن تيمية داعية من أعظم صفات العالم أن يدعو غيره إلى ما يحمله من علم ، ,أن ينشر ما حصله ، وأن يبلغ عن الله عز وجل وعن رسول صلى الله عليه وسلم ما استودعه من ميراث ، وكذلك كان ابن تيمية ؛ فإن مما يميزه بين العلماء أنه تحرك بعلمه ، ودعا إلى الله بعمله ومقاله وقلمه وكتبه ورسائله ن فلم يقتصر علمه على الفيتا فحسب ،ولم ينتظر في بيته ليأتيه الناس ، بل ذهب إلى غيره وزار الأماكن العامة ، وتكلم مع الخاصة ،ودخل عل السلطان ، وحاور الفرق المخالفة ، وناظر المبتدعة وراسل الأقاليم ، فكان بحق رجلاً مباركاً أينما كان، وهذا أحسن ما يكون ف العالم إذا عمل بعلمه أن يدعو إلى هذا العلم المبارك ، كما قال سبحانه : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) ، وكذلك كان هذا الإمام المقدم في بابه وفي صفاته كان مضرب المثل في نشاطه الدعوى ، وف حركته الإصلاحية وف تجديد العالمي . ![]() تأصيله للمسائل ابن تيمية لا يلقى الكلام على عواهنه ، ولا يأتي بكلام متفرق لا رابط لهن وليس بحاطب ليل ، بل هو الراسخ في علمه – كما أسلفنا - ، فكان إذا أتى بمسالة أصلها ، وذكر منشأها أسسها ، وردها إلى قواعدها ، فهو مهتم بالتأصيل وبالقواعد الكلية وبجوامع المسائل اهتمام رجل سبر غور الشريعة ، وعرف مقاصدها ، وأدرك أسرارها ، وكشف غوامضها ، وغاص على دررها ، فكان إذا ظن أن السائل لا يفهم المسالة رجع إلى اصل المسالة ن ثم فرع على هذا الأصل ورد السائل إلى هذا الأصل، وضرب أمثله بجزئيات كثيرة على هذه الكلية ن وذكر أمثلة لفروع هذا الأصل حتى يشفى ويكفي ويكون السائل على بصبرة . تكريره وبسطه لابن تيمية طرق في الإحاطة ، وطرق في التأليف ، وطرق في الفتوى وفي عرض المسائل ؛ فمرة يكرر الجواب إذا علم أنه لم يعلم من مرة واحدة أو مرتين ، وهو يقول : إنه لابد للحق من أساليب متنوعة ومن أطروحات شتى حتى يفهم ويعرف ، وكلما كرر أبدع وأحسن واشرف ، وأحياناً يكتفي بجواب واحد ، لكنه يبسطه ويكثر الإيراد عليه ، ويأتيه من عدة جوانب ، ويطرقه من عدة أبواب ، ويفتح له السبل ، حتى تنكشف للقارئ المسالة بطول ما يبسطه الشيخ وما يذكره من أدلة ،وأمثلة ،ومن شواهد ن وقصص ، ومن شرح، حتى لا يدع مجالاً للغموض أو التساؤل . ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo