سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
*** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم *** - الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الرجاء من الاخوه عدم نشر قصيده لشاعرنا الا بعد التأكد من مصدرها. وذالك نظراً لأنتشار الكثير من القصائد التي تحمل أسم الشاعر محمد بن فطيس .. وهي فالحقيقه ليست لشاعرنا .. لرؤية القصائد المنشوره مسبقاً التفضل بزيارة قسم الشاعر محمد بن فطيس .. والاطلاع على الموضوع المخصص لذالك .. مع تحيات فريق عمل الموقع
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شاطي الحب........ (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: (كان ..للبأسْ ..واليَأسْ.. وأشياءَ أخرى) (آخر رد :كان)       :: Test, just a test (آخر رد :XRumerTest)       :: . . ' صبري صبر بحّاره ، بغوإ في اليييم محّاره ! (آخر رد :نَوفْ . .)       :: كل عام وانتم بخير (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: خلك على خبري ياغاية مرامي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: لاتجعل العين تبكي صبآبة,,,,,بقلمي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: التصويت للقروبات المشاركه في مسابقة التحدي (آخر رد :empils)       :: أفضل التمارين البدنية للتخلص من الكرش (آخر رد :expefe)       :: من خلف الابواب (آخر رد :empils)      

العودة   الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري > َ ً ُ ٌ ِ ٍ ’ , . المجالــــس الأدبيــة . , ’ ٍ ِ ٌ ُ ً > منتدى الركن الهادئ
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
 

سعودي كام شات صوتي شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-08-2014, 02:20 PM
أم عمر
آل مره
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
أم عمر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل Darkred
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل : May 2013
 فترة الأقامة : 4406 يوم
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم : 1076
 معدل التقييم : أم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud ofأم عمر has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***



ركني الهادي اقلامهم

سرعة خطه
من لطائف سيرة الشيخ ابن تيمية أنه سريع الخط ، فخطه أسرع من كلامه إلا أنه معلق اشد التعليق ومغلق ، يفكه بعض تلاميذه كابن رشيق وغيره ، ولكن الساهد أنه ربما ألف في ألف الواحد أربع كراريس ،وربما ألف الجلسة الواحدة كتاباً ( كالتدمرية ) ، و ( الحموية ، و( الواسطية ) ، وقد درست كل واحدة منها في سنة دراسية في الجامعات ، وربما كتب كتاباً في عدة أيام ، فكان يتناول القلم ثم لا يتوقف ، وليس عنده أوراق ولا مراجع ولا كتب قريبة منه ثم لا مصنفات ، وإنما يفيض الله سبحانه وتعالى عليه من فتوحاته، ومما استودعته ذاكرته العجيبة القوية ، فتنهال عليه وتسخو ، وتمطره بشآبيب من المعرفة ، وتسح سحاً وتسيل سيلانً ، وتتدفق تدفقاً ، فيكتب سريعاً مملياً كل ما جاد به خاطره في الموضوع ، من شرح لآية ، أو بسط لحديث ، أو كلام عقلي ن أو كلام معرفي ، أو كلام لخصومه من الفلاسفة وأهل المنطق وعلماء الكلام والفقهاء والصوفية ، ومن سار مسيرهم من كافة الطوائف .

تعدد معارفه
سبق القول عن تفنن ابن تيمية في العلوم ، وأضيف هنا إن ابن تيمية لم يكتف بمعرفة دون معرفة ، ولم يتخصص في فن دون فن ، بل ابحر وتعمق في كثير من الفنون والمعارف ، حتى إنك إذا قرأت له في فن تظن أنه سخر حياته لهذا الفن فحسب ، وانه اعتنى بهذه المعرفة فقط ، وما ذاك إلا لعدة أمور ، منها : ما وهبه الله – عز وجل – من ذكاء بارع ، ومن ذاكرة قوية ، ومن جد ومثابرة ، ومن تفرغ للبحث والقراءة والاستفادة ، ومن نفس وثابة وهمة عالية لا ترضى بالدون ؛ فإنه على سبيل المثال أتى إلى علوم أجنبية كعلم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فمهر فيها وأبحر ورسخ ، ثم رد على أصحابها ونقض شبههم شبهة شبهة ، بين الحق في هذه المسائل ، وقد رأينا وقرأنا لمن تبحر في علم الحديث مثلاً ، فأفتى عمره في هذا العلم ثم لم يستطع أن يكون فقيهاً ،ورأينا من رسخ في علم الفقه ومهر فيه ثم لم يستطع أن يكون محدثاً ، ورأينا من تخصص في علم التفسير وأمعن النظر فيه فصار مفسراً ، لكنه قصر في علم الحديث وعلم الفقه ، فما بالك بمن ألم بعلوم الإسلام علماً علماً ، ثم أتى إلى العلوم الوافدة الغربية فمهر فيها علماً علماً ، فأتي بالعجب العجاب ! ... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

ركني الهادي اقلامهم

تنوع أساليبه
ابن تيمية له أساليب متعددة في طرحة للموضوع ؛ فمرة يوجز العبارة إذا رأى أن المقام لا يحتمل الإكثار ، ومرة يبسط القول ويسهب ، ومرة يذكر الدليل إذا علم أن السائل بحاجة غليه ، ومرة يكتفي بإيراد الجواب والكلام فحسب ، ومرة يذكر الأقوال المتعددة في الباب ، ومرة يكتفي بالقول الراجح ، وأحياناً يذكر الأدلة بإسهاب سواء العقلية أو النقلية ، ومرة يكتفي بالنقل في الباب ، وأحياناً يصرح بأسماء أصحاب الأقوال ، وتارة يكتفي بذكر الأقوال دون نسبة إلى قائليها ، وأحياناً يأخذ الجزئية من المسالة فيذكر ما قيل فيها من القديم والحديث حتى تأتي في مجلد ، وأخرى يأتي بها في اسطر ، وأحيانا تجده يرد على الأقوال الضعيفة في المسالة ويبين الراجح ، وأحياناً يبين الراجح دون أن يرد على الأقوال الأخرى ويكتفي بذكر الصحيح في الباب .

تاليفه
ترك ابن تيمية للمكتبة الإسلامية تراثاً عامراً وتركه مباركة ، فهو من أكثر من ألف على طول تاريخ الإسلام من أهل العلم ، لكنه تأليف جاد مفيد ناع باق بإذن الله ، وهو من العمل الصالح الذي يبقى لصاحبه ، ولا أعلم عالماً نفع بتأليفه الأمة في عدة فنون كهذا العالم ، ولا أعلم عالماً نفع الله بتأليفه الأمة في عدة فنون كهذا العالم ، صحيح أن أحمد بن حنبل –مثلاً- أو البخاري ، أو الشافعي ، أو مالك ، لهم تأليف نافعة ، لكنها في أبوابها جزاهم الله خيراً عن الإسلام ، غير أن ابن تيمية ترك عدة تأليف في عدة فنون ؛ فنفع أهل الإسلام في باب التفسير ، والفقه ، والمعتقد ، وأصول الفقه ، والمنطق والفلسفة ،وعلم الكلام ، إلى آخر ذلك ، فهو مفيد في عدة أبواب ، نافع في كثير من الفنون،والعجيب في تأليفه أنها سارت بها الركبان ، وصارت حديث الناس ، ودخلت الجامعات ، واستفاد منها أهل العلم على تعدد مشاربهم ، فما بين مختصر وشارح ومستفيد وناقل وجامع .


ركني الهادي اقلامهم





 توقيع : أم عمر


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:36 PM   #2
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





ابن تيمية ليس ناقلاً فحسب
القوية الآسرة الأخاذة ؛ فإن له قاموساً خاصاً ، فيه
فرق بين أن يؤلف الإنسان كتاباً فينقل الأقوال ويجمعها في الباب ، وأن يأتي إلى الأقوال فينتقدها ويناقشها ، ويأخذ الصحيح منها ويترك الضعيف ،ويستفيد من العبارات ويقوم المعوج منها ، ويثني على الطيب ويعقب على الواهن والضعيف ، وهذا ما يفعله ابن تيمية ؛ فإنه لا يقبل القول على عواهنه ، بل يناقش الأقوال عبارة عبارة ، وفصلاً فصلاً ، ويشيد بالحسن الجميل ،ويرد الواهي الهزيل ، وتجدد يتجرأ حتى على الأكابر في كثير من المسائل ،ويبين الوهم فيكل مسالة ، ويجمع أطراف الموضوع ، ويأخذ المعلومة فيوظفها هو بعبارته ويكسوها بجلباب جملة من الجلالة والفخامة والإشراف ما أمتاز به هذا الرجل ، فكأنه شاعر موهوب عبقري يمتاز عن بقية الشعراء ، وكذلك كان ابن تيمية في المؤلفين ، له رونق خاص ، وديوان متفرد يعلم أنه من كلامه لجلاله حديثة وسمو عباراته .

ابن تيمية ومسألة التوحيد
من أعظم المسائل التي يجب البحث فيها والكلام عنها مسألة التوحيد الذي بعث الله به أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام ،وقد أحسن ابن تيمية كل الإحسان في هذه المسألة ، فاستولت على جل حديثة وكتاباته ورسائله وتأليفه ، واعتنى بها كل العناية ؛ لحاجة البشر غليها ، فالله – عز وجل – لم يرسل الرسل أصلاً ولم ينزل الكتب إلا لتقريرها ، فبسطها شيخ الإسلام بأنواعها كتوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وتحدث عن أفعاله سبحانه وتعالى ، وتحدث عن مسألة الشرك بأقسامه وبينها برسائل ومؤلفات ، وبسطها فبعدة مواطن ، ونوع الأساليب فيها ؛ لأنه يعلم أنها أصيل الأصول وأنها أكبر المائل وأنها أعظم القضايا ، فهو بحق منظر أهل السنة والجماعة في ماله التوحيد ، وهو إمامهم من عصره فما بعده في قضية المعتقد ، وهو الذي أقام هذا الفن وشرحه ودافع عنه وناظل عن قضاياه وبين الحق في ذلك.



ابن تيمية ومسألة التاريخ
تقل الذهبي وغيره أن الشيخ مؤرخ ، وأنه يعتني بتاريخ الدول والرجال والسلاطين ، وما سلف كافة الأمم والشعوب ، ومن يقرأ بعناية لتأليف ابن تيمية يلحظ ذلك، حتى إنه يلحظ اهتمامه بتاريخ ما قبل الإسلام ، حتى القضايا التي لا يهتم بها أهل العلم ، في الغالب تجده متجرأ فيها ملماً بها فمثلاً سئل عن الإسكندر المقدوني فبين أن الإسكندر اثنان ، ثم شرح تاريخ كل واحد منهما ، وتجده يعنتي بالدول والأشخاص من الأمراء والوزراء الذين مروا والسلاطين ، حتى ولو كانوا من دول غامضة ليست معروفة عند الكل ؛ وسبب هذا حبه للاطلاع ، وشغفه بالمعرفة ، وولهة باكتشاف المخبوء من العلوم والفنون والتخصصات ، وقد نفعه ذلك في أن تكون له عقلية ثقافية متسعة ، وذهبية مطلعة متوثبة .

جلده على البحث
الذين تكلموا عن ابن تيمية وصفوه بأنه لا يكل ولا يمل من البحث كما أسلفت ، حتى في أوقات انشغاله ومرضه كان يجعل الكتاب على صدره ، وربما أكب عليه ، فهو دائماً في بطون الكتب ، يذهب وراء المسألة في كل كتاب ، فتكون شغله الشاغل حتى يلم بها ويحققها ويرسخ فيها ويجيد الحديث عنها ، فلا يكتفي بكتاب ، ولا بعالم عن عالم ، ولا بمذهب عن مذهب ، بل يستطرد وراء المسالة ،ويكتنز شوا ردها ، ويجمع فرائدها ، ويلم بها إلماً ، حتى يكفيك كلامه عنها فياي باب عن أي مؤلف ، أو أي عالم من العلماء .



 

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:39 PM   #3
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





صبره على التحصيل

لا يحصل العلم الذي جمعه ابن تيمية إلا بصبر على الطلب وجلد على التحصيل ، وكذلك كان هو فإنه ا ستفرغ عمره كله ليلاً ونهاراً ،صيفاً وشتاءً ، حلاً وترحالا في طلب العلم فكان يدور على المشايخ ،حتى دار على أكثر من مائة عالم ، وجل مع أرباب المقالات ، وزار أهل التخصصات ، كل ذلك وهو يلم ويحوى ما عندهم ويجمع ما لديهم، فتراه مكرراً لما يحفظ ، أو متأملاً ، أو كاتباً ، أو مناقشاً،أو مناظراً ، أو مجادلا أو مفيداً ، أو مدرساً ،أو مؤلفاً ،أو مدرسا أو مؤلفاً ، أو مراسلاً ،فكانت حياته علماً وعملاً ، ولا اعلم رجلاً من المتاجرين دفع عمره كله للعلم والتعليم كابن تيمية ، ربما وجدت علماء تفرغوا للعلم ولكن ليس كل التفرغ ؛ فعندهم ما يشغلهم من الزوجات والأبناء والمناصب والوظائف ، لكن ابن تيمية ، ربما وجدت علماء تفرغوا للعلم ولكن ليس كل التفرغ ؛ فعندهم ما يشغلهم من الزوجات والأبناء والمناصب والوظائف ، لكن ابن تيمية ليس له أسرة يقوم عليها ، ولا أبناء يشتغل بتربيتهم ، ولا تجارة يهتم بها، ولا وظيفة يقوم عليها ،ولا منصب يزاوله ، إنما شأنه وقضيته الكبرى هذا العلم ن وتعلمه ،وتعليمه ، والعمل به .

دابة في نشر العلم

مما زاد محبتنا لهذا الإمام أنه نشر علمه نشراً لم يسمع بمثله ، نشره بعمله
فكان كل من يقرأ سيرته ويعايشه ويعرفه تمام المعرفة يتأثر بسيرته وأخلاقه وأوصافه ، - وهذا نوع من أنواع نشر العلم - ، وكان يتكلم في مجالسة كلها عن العلم ، النافع المفيد ، فلم يشتغل بقضية غير العلم ، وليس له حديث ي أمور الناس ، ولا في اسعارهم أو أخبارهم ، ولا في أخبار سفرهم وإقامتهم ، ولا في صنوف معايشهم ، إنما همه وشغله وقضيته نشر العلم النافع المفيد.
فقد نشره بواسطة تدريسه ن فكان يعقد الحلقات في المساجد ليلاً ونهاراً لا يشغله عن ذلك شاغل ، وكان ربما عقد الندوات للمناظرة النافعة المفيد ، وكان ينشره بواسطة الرسائل التي عمت وانتشرت وبهرت الموافق والمخالف ، وكان ينشره عبر الكتب النافعة المفيدة التي تصل إلى عشرة مجلدات أو أكثر ، وكان ينشره عب الذهاب إلى الناس في أماكنهم والي الملوك السلاطين وغلى الأمراء ، وكان لا يجلس مجلساً إلا أنشأ قضية ، أو تحدث عن مسالة ، أو تكلم في باب من أبواب العلم ؛ فكان إما مذاكراً أو مستفيداً أو شارحاً أو مؤلفاً أو مراسلاً أو خطيباً أو مفتياً ،حتى في سجنه ؛ كان بعد أن تنتهي من عبادته وأوراده يشتغل بمراسلة الناس بالفتاوى والكتابة في العلم .



صموده رغم المعوقات

فابن تيمية لم يثنه ما حصل له من الأذى والكيد والمكر والمجابهة والمواجهة ، بل زاده ذلك قوة وإصرار ومضاء واستمرار ، فإنه واجه من الحسد ما الله به عليم حتى من أقرب المقربين إليه ؛ فحسده أرباب المذاهب الإسلامية ،وأهل المشارب الفقهية ، وحسده علماء الكلام ،وحسده أهل الطوائف من غير أهل السنة ،وآذاه كثير من الولاة والسلاطين ، فافتروا عليه ونسبوا إليه ما لم يقل ، ألفوا فيه الكتب والرسائل ، وأهدروا دمه ، وافتوا بقتله وضللوه ،ودعوا السلطان إلى سجنه .
وبالفعل سجن خمس مرات ،وكادوا ، ومنعوا كتبه ومنعوه من التدريس ، ومنعوه من الحديث ومواجهة الناس ، وتناولوا عرضه ، وشتموه وسبوه ، وجلد مرة من المرات ، وأخرج من دمشق إلى مصر ، كل ذلك والرجل منشرح الصدر ، وصابر مصابر محتسب على ما أصابه في سبيل الله مصر على تبليغ فكرته ، مستمر عل الدعوة إلى الله عز وجل ، لا يزيده الكيد إلا قوة وثباتاً وصبراً واحتساباً ، فصار مضرب المثل في ذلك كله ، وتعجب أصدقاؤه وخصومه من شجاعته ومن إصراره – رحمه الله - ، فما ثناه حبس ولا قيد ولا جلد ردود ولا تهديد ولا وعيد عندما قام له من تجديد أمر الأمة ، بل كلما آذوه نشراً لعلمه ، وصبراً على خصومه ، وحباً لأصحابه ن وثقة في وموعود ربه، وتفويض الأمر إلى خالقه ، ورضا بكفايته ووكالته – سبحانه وتعالى - ، وتفاؤلاً بالعافية الحسنة ، وبذلك صارت له – بفضل الله – العاقبة الحسنة ، فانتشرت كتبه وتأليفه ، وانتصر على حاسديه ، وكبت خصومه وصارت الدولة له والدائرة على أعدائه .

ابن تيمية ونفسه الجادة

من يقرأ سيرة هذا الإمام بالتفصيل يرى الجد والمثابرة في سيرته العملية والعلمية ، فهو لا يعرف الهزل ولا الدعابة القائلة ، ولا صرف العمر في حواشي المسائل أو اللهو واللغو والعبث ، أو فضول العلوم والأعمال ، بل كان يختار أنفع المسائل وأفيد الأعمال وأفضل القربات ، فهو الجد كله وكأنه منذر جيش ، وكأنه مدعو للقاء الله في كل غد .
فهو يحرص على العمل النافع المثمر المفيد من الأقوال والأعمال والمؤلفات والرسائل ، فلا يختار إلا أحسن الأبواب ، فتجده يؤلف في الأسماء والصفات ؛ لأنه يعلم أنها من أجل العلوم بل من أفضل الأبواب ،ويستفرغ جهده في باب المعتقد وفي مسالة التوحيد فيبسط القول في ذلك أكثر من بسطه في فروع المسائل ، حتى إنه ألف في الأصول أكثر مما ألف في الفروع ، وسئل عن ذلك فقال : من عبد الله في الفروع على مذهب أبي حنيفه أو مالك أو الشافعي أو أحمد فقد أصاب في الجملة ، لكن الخطورة أن يخطئ الإنسان في المعتقد أو الأصول ؛ ولذلك كفى الأمة في هذا الباب أثابه الله .



 

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:44 PM   #4
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





ابن تيمية وأسلمة العلوم

هذه عبارة عصرية حادثة ، ولكنك إذا نقلتها إلى عصر ابن تيمية تجده يؤسلم المعرفة ، يأتي بالعلوم الداخلة والنون الوافدة عل المسلمين فيضعها في ميزان الكتاب والسنة فيقبل الصحيح منها ويترك المخالف ويطرح المرذول ، وهذا ما يطلق عليه أسلمة المعرفة ، فكلما سمع بفن قرأه وأبحر فيه ثم عرضه على منهج الوحي ، وحاكمة في محكمة الرسالة الخالدة ، وعلى ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن وافق رضية وقبله وقال هذا تحصيل حاصل فهو لدينا ، وإن خالف رده مهما كان قائلة كانت قوة هذا القول .

ابن تيمية ومشروعه الإصلاحي

ابن تيمية ليس كغيره من العلماء الذين همهم – فقط – التحصيل والنفع في محيطهم وبني عصرهم ، بل له مشروع إصلاحي يهمه ويؤرقه؛ وهو إعادة الناس إلى الكتاب والسنة وهو ما يسمى ( بالتجديد ) ، إذ تلحظ عليه التقعيد لهذا الباب ، والنظرة العامة الشاملة للأمة ، والهم ، لإعادتها إلى كناب الله –عز وجل – وسنة صلى الله عليه وسلم ، وتصحيح مسارها ، وتوضيح الطريق الذي صار ملتبساً على كثير من الناس ، فليس همه فقط أن يتخصص في الفقه ليكون مفتياً أو قاضياً أو خطيباً أو معلماً ، لكن همه أن يجدد للأمة ما درس من دينها ، وأن يعيدها إلى الجادة الأولى التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان ، وهذا المشروع الذي ترك أثره ونفعه في الأجيال .
وإني أقول كلمة حق : لو أن علوم هذا الإمام انتشرت في الجامعات الإسلامية والمدارس وقامت بها الجماعات الإسلامية والحركات الإصلاحية ، لكان فيها من النفع العظيم والإصلاح والتجديد ما كفانا وشفى غليلنا وأروى عليلنا في هذا الباب ، لما وجد – بإذن الله – هذا التخبط والالتباس في بعض المدارس الفكرية وبعض الدعوات الإصلاحية ، من غبش في مسألة المعتقد ، ومن انحراف ، ومن بدع عند البعض ؛ لأن هذا الرجل – مع ما أوتي من نظرة شاملة ومن تجديد وإصلاح – فيه من الصفات والصواب والتسديد ما الله به عليم .



ابن تيمية ونظرته الربانية

علم هذا الإمام علم مبارك ، يقول المعاصرين : ومن كرامات الأولياء ما وهبه الله عز وجل ابن تيمية من علم ، فتجد غيره أعطي علماً على حسب ما حصل وما حفظ ، وعلى حسب ما وجد من الكتب والمشايخ ، إلا هذا الإمام وأمثاله فإن علمه علم مبارك غزير ، لا يمكن أن يكون بجهد بشري فقط ، لكن بموهبة إلهية ربانية ، وكذلك كان نشره للعلم ، فقد كان نشراً ربانياً لا يريد من ورائه سمعة ولا ، بل نشره خالصاً لوجه الله – سبحانه وتعالى – مبتغياً ما عنده من ثواب جزي في الدار الآخرة .
فبارك الله بأنفاسه وبكتبه وبرسائله وبدروسه ؛ إذ كان لها من الأثر والنفع ما تلقته الأجيال بعد الأجيال ، وتشاغل به الناس ، واهتم الكثير ، واستفاد منه العامة والخاصة ، وما زالت في ازدياد وانتشار ، وفي بركة وزيادة ، وهذا من الفضل الذي وهبه الله هذا الإمام ، فإنك تجد في كلامه من النور ، ومن النفع والبركة ما لا تجد في كلام غيره ، فإنه يغذيك بصفحات مما يكتب ، ويزيد من معرفتك ،ويزيد من إيمانك ؛ لصحة نيته ولصدقه مع الله عز وجل ، وإخلاصه فيما يقول وفينا يكتب ، وهذا هو العلم المبارك النافع المفيد .

ابن تيمية والرسوخ العلمي

ابن تيمية لا يجتزئ المسالة اجتزاء ولا يأخذ بطرفها ، وليس بالذي يريد الإشارة غليها مجرد إشارة لكنه العالم الذي يقتل المسالة بحثاً ، فيستولي على أطرافها ، ويفصلها تفصيلاً ، ويشرحها شرحاً كافياً ، بعد الإيمان بها دراسة وبحثاً وتحصيلاً ، وهذا الرسوخ في العلم ، وإذا لم يكن ابن تيمية راسخاً في العلم فمن هو الراسخ إذا ؟ والرسوخ هو العمق والاستيلاء على المسائل ، والفهم كل الفهم فيها ، والتفقه كل التفقه في دلالتها ، وكذلك كان ابن تيمية ، فإنه يتكلم عن المسالة لواحدة كلام بصير بها عاف بوجوه الاعتراض عليها ، مبيناً أطرافها ، كلمة كلمة ، وفصلا فصلا ، وبابا بابا .




 

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:47 PM   #5
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





ابن تيمية وفقه النصوص

ميزة هذا الإمام أنه صاحب نص ؛ مهتم بقول الله عز وجل وقول رسول صلى الله عليه وسلم ، وليس مجرد حافظ وناقل للنص ، بل يورد الآية والحديث ن ثم يشرحهما مستفيداً من كلام الأئمة الذين سبقوه ، ثم يأتي هو – بفهمه المتدبر المتعقل لكلام الله عز وجل وكلام رسول صلى الله عليه وسلم - بكنوز وبدور وبجواهر ما سمع بمثلها ، فميزته الكبرى الفقه كل الفقه ، والفهم كل الفهم ، حتى إنه يرد على الأكابر من المفسرين ممن تظن أن الواحد منهم فرد في بابه ، ومع ذلك يلاحظ وينتقد ويعترض ويقول إن القول الصحيح في تفسير هذه الآية وفي شرح هذا الحديث وفي هذا المعنى هو كذا وكذا ، كلام رجل مدرك لمقاصد الشريعة ملم بها ، عارف بمدلولات النصوص ، متبحر في اللغة متعمق في النحو ، صاحب عقلية مستنيرة ربانية مباركة .

ابن تيمية والمعاصرة

لما حوى ابن تيمية الفنون وجمعها نفعه ذلك في أن يكون له أسلوب عصري متميز ، غير متخل عن مبادئه وأصوله الأولى السلفية السنية ، ولكنه يكسو كلامه بجلباب المعاصرة وبعبارات من عاصروه من العلماء ، بل بالعبارات الجميلة التي تأخذ التي تأخذ بالألباب ، فهو يرى أنه لا مشاحة في الاصطلاح ، وأنه لا غضاضة في أن يوظف الإنسان ثقافية ، وأن يستفيد من مصطلحات معاصريه إذا كانت جميلة وكانت قوالبها أخاذة مؤثرة لتحمل الحق الذي أخذه من الكتاب والسنة ؛ ولذلك كان يتكلم للفلاسفة بمصطلحاتهم وللمتكلمين بجملهم ، ، وللصوفية بإشاراتهم ، وللمعاصرين من الفقهاء بكلامهم ، وهذا الذي يسر له الانتشار ، والعموم ، والاهتمام .



معرفته الخصوم

من يقرأ لهذا الإمام وردوده على خصومه يعلم أنه ليس صاحب هوى ،وليس مقصوده الانتقام الشخصي ، بل نصره الملة ، فإذا أت إلى الخصم تكلم كلام معرفة بقول هذا الخصم ومن هو الخصم ، حتى يدخل في حياته الشخصية ، فتجده أحياناً يرد عل الفكرة الخاطئة ، ثم يأتي بصاحبها فيتناوله بالنقد ، ويتكلم عن حياته مفصلاً ؛ كما قال عن ابن سبعين وعن ابن عفيف التلمساني ، فإنه يقول : إن هذا ليس عفيفاً بل هو فاجر ، وهو صاحب خمر وصاحب معاص ومخالفات ، ثم يذهب وراء حياته الشخصية فينتقده ، فالرجل لا يتكلم عن خصومه بجهل ، لكنه يتكلم بعلم ومعرفة عن حياتهم وأقوالهم تستغرب أن يلم بها ، فلما تكلم – مثلاً – عن ابن الخطيب الرازي بين أن له فصائد يشكر عليها ، وأن له ردوداً على الملاحدة يحمد عليها ، رغم ما عنده من بدعة ومخالفة للسنة .

هروبه من المناصب

أتت الدنيا ابن تيمية راغمة ، لكنه ردها بنفس راغبة عنها وعن مناصبها وزينتها وزخرفها وأموالها ، أ‘رض عنها قاصداً عامداً متعمداً ، وترك المشيخة ورئاسة القضاء والولايات وما أعطي من أموال ، تركها كلها لوجه الله ، وأعرض عنها وردها واكتفى بمسجده وبيته الصغير ، بنشر العلم ويجاهد ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فانزل الله منزلة وفوق منازل قاضي القضاة ، وفوق منزلة الملوك والسلاطين والأمراء والوزراء والتجار ، فبقي أثره في الأمة وانتشر علمه ، أما كتب قاضي القضاة – مثلاً – وكتب أهل الولايات ، فإنها لا توجد في الغالب ،وليس لها ذلك الأثر ،ولم يسمع بها ، ولم تنتشر ،ولم يتناقلها الناس ،ولم تدرس في المدارس ن بل فقد الكثير منها ، وما وجد منها فأنما هو محصور في زوايا ضيقة ، لم يكتب له ذلك الانتشار ،ولم يستفد منه تلك الفائدة ، ويكفي ابن تيمية أن تراثه أكثر انتشاراً وشهرة ونفعاً للأمة ، وأنه أكثر اثراً من كثير من الدول ، بل لو قلت جازماً غير مغال إنه أنفع للمتأخرين من الدولة العباسية التي عاشت ستمائة سنة وحكمها سبع وثلاثون خليفة ، لما كنت مبالغاً في ذلك؛ نفعه في كتبه ورسائله انتشر في الجامعات والمدارس وعلى المنابر وفي حلقات العلم ، وفي وسائل الإعلام ، وفي المنتديات والمؤتمرات ، ما لم ينتشر أثر هذه الدولة التي عاشت هذا العمر الطويل .



 

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:50 PM   #6
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





ابن تيمية يصنع التاريخ

ابن تيمية – في حقيقة الأمر –صار حديث الركب ،وصار قضية الناس ، وصار الشغل الشاغل للعالم في عصره وبعد عصره ، حتى يحق فيه قول القائل : إنه مالىء الدنيا وشاغل الناس ‍... يقول فيه المستشرق جولد زيهر : وضع ابن تيمية ألغاما في الأرض فجر بعضها محمد بن عبد الوهاب ،وبقي بعضها لم يفجر حتى الآن ‍ وإنك لتجد ابن كثير في ( البداية والنهاية ) – مثلاً – وهو يتحدث في عصر ابن تيمية يجعله الشغل الشاغل ، فأحياناً ينسى من تاريخ الدولة ويذكر ابن تيمية وحده فيقول : دخلت سنة كذا وكان ابن تيمية في جبل كسروان يجاهد النصيرية ، ودخلت سنة كذا وكذا وكان ابن تيمية في الحبس ،ودخلت سنة كذا وكذا وقد ذهب ابن تيمية من الشام إلى مصر ن فصار هذا الإمام هو القضية ، فهذه هي المكالمة والمنزلة ، وهذا هو المجد والعظمة ، وهذا هو الشرف والملك الباقي ، حيث صار هذا الإمام بحق هو شغل الناس الشاغل ، متشاغلين بردوده وكتبه ؛ إن سجن انشغلوا به ، وإن أفرج عنه صار حديثهم ، إن ذهب وغاب صار قضيتهم ، وإن حضر صارا حدوثتهم ، فهو العلم والإمام الذي نشر له هذا القبول بسبب صدفة مع ربه سبحانه وتعالى .

ابن تيمية داعية

من أعظم صفات العالم أن يدعو غيره إلى ما يحمله من علم ، ,أن ينشر ما حصله ، وأن يبلغ عن الله عز وجل وعن رسول صلى الله عليه وسلم ما استودعه من ميراث ، وكذلك كان ابن تيمية ؛ فإن مما يميزه بين العلماء أنه تحرك بعلمه ، ودعا إلى الله بعمله ومقاله وقلمه وكتبه ورسائله ن فلم يقتصر علمه على الفيتا فحسب ،ولم ينتظر في بيته ليأتيه الناس ، بل ذهب إلى غيره وزار الأماكن العامة ، وتكلم مع الخاصة ،ودخل عل السلطان ، وحاور الفرق المخالفة ، وناظر المبتدعة وراسل الأقاليم ، فكان بحق رجلاً مباركاً أينما كان، وهذا أحسن ما يكون ف العالم إذا عمل بعلمه أن يدعو إلى هذا العلم المبارك ، كما قال سبحانه : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) ، وكذلك كان هذا الإمام المقدم في بابه وفي صفاته كان مضرب المثل في نشاطه الدعوى ، وف حركته الإصلاحية وف تجديد العالمي .



تأصيله للمسائل

ابن تيمية لا يلقى الكلام على عواهنه ، ولا يأتي بكلام متفرق لا رابط لهن وليس بحاطب ليل ، بل هو الراسخ في علمه – كما أسلفنا - ، فكان إذا أتى بمسالة أصلها ، وذكر منشأها أسسها ، وردها إلى قواعدها ، فهو مهتم بالتأصيل وبالقواعد الكلية وبجوامع المسائل اهتمام رجل سبر غور الشريعة ، وعرف مقاصدها ، وأدرك أسرارها ، وكشف غوامضها ، وغاص على دررها ، فكان إذا ظن أن السائل لا يفهم المسالة رجع إلى اصل المسالة ن ثم فرع على هذا الأصل ورد السائل إلى هذا الأصل، وضرب أمثله بجزئيات كثيرة على هذه الكلية ن وذكر أمثلة لفروع هذا الأصل حتى يشفى ويكفي ويكون السائل على بصبرة .

تكريره وبسطه

لابن تيمية طرق في الإحاطة ، وطرق في التأليف ، وطرق في الفتوى وفي عرض المسائل ؛ فمرة يكرر الجواب إذا علم أنه لم يعلم من مرة واحدة أو مرتين ، وهو يقول : إنه لابد للحق من أساليب متنوعة ومن أطروحات شتى حتى يفهم ويعرف ، وكلما كرر أبدع وأحسن واشرف ، وأحياناً يكتفي بجواب واحد ، لكنه يبسطه ويكثر الإيراد عليه ، ويأتيه من عدة جوانب ، ويطرقه من عدة أبواب ، ويفتح له السبل ، حتى تنكشف للقارئ المسالة بطول ما يبسطه الشيخ وما يذكره من أدلة ،وأمثلة ،ومن شواهد ن وقصص ، ومن شرح، حتى لا يدع مجالاً للغموض أو التساؤل .



 

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2014, 03:55 PM   #7
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





جرأته

الشجاعة القلبية موهبة من الله عز وجل ، وثبات النفس عطية بمنحها الله من يشاء من عباده ، ومن مزايا هذا الإمام انه ثابت الجنان ، قوي القلب ، لا يهاب المواقف ، ولا يخاف الموت ولا ينكص على عقبيه طعماً في الحياة وعشقاً في البقاء ، بل يقدم إقدام من باع نفسه من الله عز وجل ، فلا يخاف من بشر ، ولا يرهب إنساناً ، إنما خوفه وخشيته من ربه سبحانه وتعالى ، فهو المتوكل – حقيقة – على الله ، المفوض أمره غليه ، قال أصحابه وطلابه ما رأينا اشجع قلباً ، ولا أقوى عزيمة ، ولا أمضى شكيمة ، ولا أثبت جناناً من ابن تيمية ، كان يهدد بالسيف فيمضي صابراً محتسباً ولا يخاف ، وسجن عدة مرات فما رهب وما عاد عن رأيه ، ودخل على الملوك فكاد يزلزل عروشهم بكلامه القوي الصادق العميق ، وكان يشرح فكرته في كل مكان ، وكان إذا دخل بلاط السلطان كأنه يخطب خطبة الجمعة ، فيكون لصوته صولة ، وله جولة وهيبة ، وعليه مهابة فلله دره ما أقواه ‍

لولا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يفقر والإقدام قتال ‍

تعظيمه لربه

لا خير في علم العالم ولا دعوة الداعية إذا لم يعظم بذلك ربه ومولاه ويوقره ، ويكون أحب إليه مما سواه ، ويخافه أكثر من غيره ، ويرجوه ويرهبه ، وكذلك كان ابن تيمية فتعظيمه لربه – سبحانه وتعالى – ظاهر من كتاباته وفي رسائله وتأليفه ، وحتى قال بعض الفضلاء من المعاصرين : كنت إذا ضعفت في إيماني عدت إلى المجلد الأول في ( الفتاوى ) ، وقرأت تعظيم ابن تيمية لربه، ومدحه لمولاه ، وكلامه عن قدرة خالقه سبحانه وتعالى وعن أسمائه وصفاته ، بأسلوب عجيب يأخذ بمجامع القلب ، ويستولي على منافذ النفس ، وهذا ملاحظ ، فتجده إذا ذكر اسم الجلالة عظم ومدح وأثنى ، وهو يذكر آلاء الله عز وجل ، ويحبب ربه إلى خلقه ، ويقدس مولاه وينزهه ، ويتكلم عن أسمائه وصفاته بكلام لم أره لمن قبله من أهل العلم ؛ فإنه يعظم الله بما عظم الله به نفسه في كتابه ، وما عظمه به رسول صلى الله عليه وسلم في السنة ، وبكلام السلف ، ويورد إيرادات عجيبة ، يكاد ينخلع لها القلب ، وتدمع لها العين، ويقشعر لها الجلد ، فلا تقرأ له مقالاً في تعظيم الله عز وجل إلا وتزداد إيماناً ويقيناً ومحبة وتعظيماً لربك سبحانه وتعالى ، وهذا من بركة العلم ومن فتح الله عليه .



توفيره لرسول الله صلى الله عليه وسلم

توفير الرسول صلى الله عليه وسلم أمر واجب ، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فريضة ، والانقياد إلى أمره والانتهاء عن نهية حتم ، وابن تيمية تلميذ بار في مدرسة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ن وطالب نجيب في جامعة الرسول صلى الله عليه وسلم المباركة ، فقد كان يوقر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ويحترمه وينصر أقواله ، ويقدم قوله على قول كل قائل من الناس ن ويقول ليس في العالم أحد يدور معه الحق حيثما دار إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، ودافع عن رسول صلى الله عليه وسلم ، وأوذي بسبب هذا الدفاع ، وألف كتابه الشهير ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ) صلى الله عليه وسلم . أنك تجد في غضون كلماته من إنزال الرسول صلى الله عليه وسلم المنزلة اللائقة التي أنزله بها ربه ما الله به عليم متحاكم غليه ،وليس كإيراد أهل الرأي أ, الفلاسفة أو علماء المنطق ، الذين أعرضوا عن السنة وقدموا العقل على النقل ، بل كان يتحاكم إلى كلام الرسول عليه الصلاة واللام ويرد الناس غليه ، ويرى أنه الحجة الناطقة إذا صح، وأنه لا يسع أحداً في العالم أن يخرج على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .

عدله وإنصافه

بنى الله السموات والأرض وخلقهما عل العدل ، والظلم جريمة بشعة سواء كان في الأقوال أو الأعمال ن ومما يلحظه المطلع على ميراث هذا الإمام العدل في ردوده ، والعدل في أجوبته ، وطلب الحقيقة ، فيس بالمتشفي ، ولا بالجائزة ، ولا بالظالم ، ولا بالذي يهضم الناس حقوقهم ويبخس الناس اشياءهم ،ولا بالذي يتجنى عليهم ، ولا بالذي ينسب إليهم ما ليس فيهم ، وليس بالذي يفرج بغلطات أهل الخير من علماء الإسلام ن بل تجده يرد رد منصف طالب للحق ن وكان يردد كثيراً التحذير من الجور ومن الحيف ن ويبسط كلامه في مسألة : ( وحملها في الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) ؛ فيبين كيف وقع الظلم والجهل في الأقوال والأعمال ويربأ بطالب العلم وبالعالم أن يجوز في الحكم على الأشياء ن وأن يحيف ويظلم غيره ، ويحذر من ذلك أتم التحذير .



 

رد مع اقتباس
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap

الساعة الآن 12:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vBulletin Optimisation by vB Optimise.

Seo By RaWABeTvB_Seo

:: تصميم جالس ديزاين ::