![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#2 |
عضو ذهبي
المري
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() أخي في الله: كم كان الصالحون يحرصون على احصاء ساعات الليل والنهار وكم كانوا يشفقون أن ترفع لهم أعمال سيئة، فوا حسرة أهل الدنيا عندما فاتتهم هذه اللذة، لقد كان إبراهيم النخعي يبكي إلى إمرأته يوم الخميس وتبكي إليه ويقول: ( اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل ) وكان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: ( لا أدري ما رُفع من عملي، يا من عمله معروض على من يعلم السر وأخفى لا تبهرج فإن الناقد بصير ).
قال الإمام ابن القيم: ( إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ). وقال أيضاً رحمه الله: ( أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها ). أخي المسلم: هل فكرت يوماً وأنت تحاسب نفسك كم صعد لك من الأعمال الصالحة؟ من صلاة وصيام وصدقة وقراءه للقرآن وذكر لله تعالى، إنها الأيام تمر وانه العمر ينقضي قال ![]() أخي المسلم: هو عمرك فلا تقضه إلا في الطاعات حتى يأتيك الموت قال الحسن البصري رحمه الله: ( إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ثم قرأ: ![]() ![]() أخي: كم مضى عليك من السنين؟ كم عمرت من العمر؟ عن أبي هريرة ![]() ![]() عزيزي: كم من العمر يمضي في غير طاعة الله؟! كم من الساعات تنقضي في اللهو والعبث؟! فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ![]() قال الإمام ابن الجوزي: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا أجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل والصحة يعقبها السقم ولو لم يكن إلا الهرم كما قيل: يسر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يَفعَلُ يُرَدُّ الفتى بعد اعتدال وصحة *** ينوء إذا رام القبام ويحمل وقال الطيبي: ( ضرب النبي ![]() ![]() ![]() أخي المسلم: لقد استخلفك الله في الأرض لينظر جهاد المجاهدين في عبادته وطاعته، فيميز بين أوليائه وأعدائه، قال الإمام ابن رجب: ( كم لله من لطف وحكمة في اهباط آدم إلى الأرض لولا نزوله لما ظهر جهاد المجاهدين واجتهاد العابدين المجتهدين ولا صدعت زفرات أنفاس التائبين ولا نزلت قطرات دموع المذنبين ). أخي: لقد أفنينا أعمارننا في حب الدنيا والتنافس في الإستزاده منها والتكاثر في إقتناء حطامها ![]() ![]() أخي المسلم: تمر عليك الأشهر سريعة وكل يوم فيها يطلبك بحظه من الطاعة، فإن المسلم لا تمضي عليه ساعة من ساعات عمره إلا وهي مشغولة بطاعة مولاه تعالى، حتى أنه ليمر عليه الصيف فيذكر حال من لا ظل له أو مسكن يؤويه من حر الشمس ولفحها أو من زمهرير الشتاء وقبل هذا كله يذكره الصيف بشدة نار جهنم ويذكره الشتاء بزمهريرها، قال الإمام ابن رجب: ( من فضائل الشتاء أنه يذكر بزمهرير جهنم ويوجب الإستعاذة منها ). أخي المسلم: تلك هي حال المؤمنين الصادقين لا تمر عليهم أيام السنة، إلا وهم قد استزادوا من الصالحات وعمروا أوقاتهم بالطاعات وإذا أردت أن تعرف أخي أحوال الصالحين فتعال معي: قدم مسافر فيما مضى على أهله فسروا به وهناك امرأة من الصالحات فبكت وقالت: أذكرني هذا بقدومه القدوم على الله عز وجل فمن مسرور ومثبور!! أرأيت أخي المسلم؟ ما أسعد الصالحين بمعرفة مولاهم، وما أرفع مقامهم بنهلهم من مورد الطاعات ومعين القربات، فوا حسرتاه على قوم فاتتهم هذه اللذات حتى خرجوا من دار الفناء والممات. ألا إنما التقوى هي العز والكرم *** وحبك للدنيا هو الذل والسَّقَمْ وليس على عبد تقى تقيصة *** إذا حقق التقوى وإن حاك أو حَجَمْ أخي المسلم: إغتنم مواسم الطاعات وأيام القربات فلا تفوتنك وأنت لاه غافل يمر عليك شهر شعبان فماذا أديت من الطاعات؟ ويمر عليك شهر رمضان شهر الصبر والقرآن والقيام في أيامه الحسان فماذا أديت فيه من الطاعات؟ وتمر عليك أشهر الحج أيام زيارة المشاعر المعظمة، فما الذي قدمته من القربات؟ وهل سكبت الدموع هنالك ونثرت بين يدي مولاك الحاجات؟ قال الأمام ابن رجب: ( هذه الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مقادير للآجال ومواقيت للأعمال ثم تنقضي سريعاً وتمضي جميعاً والذي أوجدها وابتدعها وخصها بالفضائل وأودعها باق لا يزول ودائم لا يحول هو في جميع الأوقات إله واحد ولأعمال عباده رقيب مشاهد، فسبحان من قلب عباده في إختلاف الأوقات بين وظائف الخدم ليسبغ عليهم فيها فواضل النعم ويعاملهم بنهاية الجود والكرم، لما انقضت الأشهر الثلاثة الكرام التي أولها الشهر الحرام وآخرها شهر الصيام أقبلت بعدها الأشهر الثلاثة أشهر الحج إلى البيت الحرام فكما أن من صام رمضان وقامه غفر له ما تقدم من ذنبه فمن حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه فما يمضي من عمر المؤمن ساعة من الساعات إلا ولله فيها عليه وظيفة من وظائف الطاعات، فالمؤمن يتقلب بين هذه الوظائف ويتقرب بها إلى مولاه وهو راج خائف. المحب لا يمل من التقرب بالنوافل إلى مولاه ولا يأمل إلا قربه ورضاه، كل وقت يخليه العبد من طاعة مولاه فقد خسره وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة ترة، فوا أسفاه على زمان ضاع في غير طاعته وواحسرتاه على وقت فات في غير خدمته ). أخي المسلم: لقد انصرمت السنين وذهبت الشهور والأيام والكثيرون في غيهم وضلالهم، أخي، عجل بالرجوعإلى الله فهو نعم المرجع ![]() ![]() أخي في الله: الإنابة الإنابة.. التوبة التوبة قبل حلول الأجل وقطع الأمل قال ![]() ![]() ![]() ألسنا نرى شهوات النفوس *** تفنى وتبقى علينا الذنوبُ يخاف على نفسه من يتوبُ *** فكيف يكن حال من لا يتوبُ قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل: ( كم أتى عليك؟ قال ستون سنة قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك؟! يوشك أن تبلغ فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون فقال الفضيل: من علم أنه لله عبد وأنه إيه راجع فليعلم أنه موقوف وإنه مسؤول فليعد للمسألة جواباً فقال له الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة قال: وماهي؟ قال تحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي ). وقال الحسن البصري: ( اتق الله يا ابن آدم لا يجتمع عليك خصلتان سكرة الموت وحسرة الفوت ). أخي المسلم: إحذر موت الفجأة وصرعة الغفلة، فقد جاء أن بعض المتقدمين سكر ليلة فعاتبته زوجته على ترك الصلاة، فحلف بطلاقها ثلاثاً لا يصلي ثلاثة أيام فاشتد عليه فراق زوجته فاستمر على ترك الصلاة مدة الأيام الثلاثة فمات فيها على حاله وهو مُصر على الخمر تارك للصلاة. أخي في الله: أعاذني الله وإياك من الخواتم الردية، فابك أخي على نفسك كم نؤمل في هذه الدنيا حتى انقطعت بنا الآمال؟! قال بكر المزني: ( لا تزال التوبة للعبد مبسوطة مالم تأته الرسل فإذا عاينهم انقطعت المعرفة ) فردد معي أخي: ألا للموت كأس أي كأس *** وأنت لكأسه لابد حاسي إلى كم والممات إلى قريب *** تُذَكَّرُ بالممات وأنت ناسي أخي المسلم: تذكر بانتقضاء السنين انقضاء الأعمار وبزوال الليل والنهار الدنو من دار القرار وبالحر والبرد جنان ربك والنار. قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل وأخذ الله بقلبي وقلبك إلى سبل المراضي وآمنني وإياك يوم ينادي المنادي. المصدر: كلمات |
![]()
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
![]() ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo