رد: هنــآ مآ جــاد به الشعر الفصيـح
لا تلتفت
لا تَتْلُ يا . . . صمتَ الذهولْ
لا تبكِها مثلَ النسا مُلكاً مُضاعاً
لم تُحا . . .
هل يُعْوِلُ السيفُ الصقيلُ على القتيلْ ؟!
لا تحكِ عن لغةِ الهطولْ !
قد ترجـمَتْها الأرضُ
فارتدّتْ . . .
مواسمَ من مُحُولْ
والفجرُ !
قد برزَتْ شموس ضُحاكمُ متوهّجاتٍ
بالأفول !
لا تدّعوا الإيناع حين تُجاهرون
بغرسِ أغصان الذبولْ
العابرون
وهذه أصواتُ آثار الخُطى الخرساءُ
قد خطّت على جسدِ البطولات _ التي مضغَ الرواةُ _ وسومَ عارْ
القوم متكئون في الهيجا على صوت التراث
وما تبقّى من صدى تلك البطولات التي اجتُرَّتْ
سوى أشلاءِ قاماتِ الصليلْ !
يتنفّسون صدى التراث الأبترِ الموؤود !
فالأمجادُ أصواتٌ محنَّطةٌ
تَهاوتْ في توابيت الشفاه
تظلُّ ينخرُ طهرَها عُهْرُ المَقُولْ :
ها نحن صورة طارقٍ
(. . . . . . . . . .)!!
ويظلُّ يذبح طارقاً في قبره
عِظَمُ اختلافِ فحولةِ الأفعال منه
وأنثويّةِ ما نقولْ
أمجادهم محضُ الرؤى واستعطَفوا التأويل . . .
حتى أوّلوا الرؤيا بأندلسٍ ؛ فهبُّوا للخمولْ
لا تدّعوا (ما تدّعونْ)
أخجلتمُ الصهَواتِ
أحرجتم إباءً للتراث
حَنَـيتمُ هاماتِ أصداءِ الصهيلْ
لا تلتفتْ
فوراءك التاريخ موتوراً
وما بردَتْ له إلا عظام المستحيلْ
وأمامك المستقبلُ/النسْلُ اليتيم
تضج في دمه ابتهالات القتيلْ
لا تلتفتْ يا . . .
إن أثقل خطوةٍ
مرَّتْ على تاريخ هذا المجد
خطوتُك التي مرتْ خفيفاً مثلَ لمحِ البرق
لم تتركْ أثرْ
أرهقتَ أرحامَ القبور
فكم تُلقِّحُهنَّ من أشلاء شعبكَ _ ظالماً_ نُطَفَ السيوفْ
فالأرض حُبلى بالجثثْ !
ولقد رأى التاريخ
أن حقيقة الميلاد ما حملَتْ به رحِمُ
الكفَنْ
. . . . . . . . .
وتعرّتِ الأصواتُ
فافتُضحَت حناجرُ مَن حروفهمُ وسَنْ
فاصرُخ بِصَمتِك
للتراثِ
وللحضارة
للذي يأتي
فقد يعفو الزمنْ :
أوسعتُهم سبّاً وساروا بالوطنْ !
لا ظـل لـقـامـة الـشـمـس
شعر / سعود بن سليمان اليوسف
|