رحل الأسد..وبقيت السنة.. وداعا أسد السنة.

رحل الأسد..وبقيت السنة.. وداعا أسد السنة.

أسد السنة.... لم يكن لقبا عابرا أطلقه المأجورين او المنتفعين .... بل كان وصفا حقيقيا لرجل استحق ان يقال عنه أسد السنة.... دافع عن سنية البلاد وعقيدتها الصافية... وأعلن في أكثر من مناسبة... أن بلادنا بلاد قامت على كتاب الله وعلى سنة رسوله الكريم... شاء من شاء وأبى من أبى من المبتدعة والمتربصين والمنحرفين... قاد السياسة الأمنية في بلادنا عشرات السنوات على طريق مستقيم تتخاطفه تيارات التطرف والتشدد تارة... وتيارات الانحراف والضلال تارة أخرى.. كان قويا صارما عندما يحتاج الأمر الى الصرامة والقوة... وكان لينا متسامحا عندما يكون اللين والتسامح في موضعه... وقفا سدا منيعا ضد كثير من حملات التضليل التي كانت تواجه بلادنا... سواء كانت من الداخل او الخارج. لم يتنازل يوما واحدا عن أمن الوطن.... ولم يرضى يوما أن يكون هذا الشعب سلعة يتلاعب بها أعداء هذا الوطن الكبير... دافع عن هيئة الأمر بالمعروف والمنكر... ووقف سدا منيعا ضد من طالب بالغائها... لأنه كان يعلم علم يقين ذلك الدور العظيم الذي يقوم به رجال الحسبة في مجال الأمن النفسي والاجتماعي في هذا الوطن... وقف ضد الفرق والمذاهب الهدامة والمنحرفة التي حاولت المساس بأمن الوطن.. أعطاهم الوقت الكافي لعلهم يتراجعوا او يندموا او يشعروا بخطأ ما يقترفون... وعندما رأى أن عبثهم كبير... وخبثهم عظيم... أمر بالحديد لتأديبهم وكف اذاهم وشرهم واعادتهم الى رشدهم.... قبل اقل من شهرين... أصدر أوامره بمحاربة ظاهرة دخيلة على مجتمعنا وقع فيها كثير من فتيات وبنات هذا الوطن... وهي ظاهرة ( المسترجلات ) فوقفت الكثير من الوزارات والجامعات وإمارات المناطق ضد هذه الظاهرة... تنفيذا لأمره... سل سيفه على المفسدين في بلادنا العابثين بمشاريع هذا الوطن العملاقه... وقرر محاربة الفساد بنفسه.. فتابع قضايا الفساد... وأعطى فيه رأيه وموقفه.. لم يمنحه قدر الله الوقت ليرى نتاج حربه ضد الفساد.. فقد قضى الله وقدر... أن يرحل أسد السنة في هذه الأيام العصيبة على وطننا ومجتمعنا.. فالحمد لله على قضائه وقدره.. كان رحيله خبرا مفجعا مؤلما لكل من في قلبه حب واخلاص لهذا الدين ولهذا الوطن.. تألمنا من رحيل الكثير من الأحباب والأخيار وأصحاب النفوذ والقرار... لكن ألمنا أكبر في رحيلك ( سيدي ) .... نايف بن عبدالعزيز.... ومما يزيد ألمنا بفقد هذا الأسد العظيم ... أن بعض ممن يزعمون انتماءهم لهذا الوطن سيفرحون لرحيله.. مهلا أيها العلمانيون المفسدون... ومهلا أيتها الطائفة المنحرفة التي ارتمت بأحضان دولة الشرك الفارسي المقيت... ومهلا يأرباب الفساد الإداري وسارقي أموال المسلمين.. ومهلا يامن اتخذتم من دماء أبناء الوطن قربانا... إن فرحتكم لن تطول... وسعادتكم لا محالة زائلة.. فمن وهب هذا الوطن أسدا يحمي عقيدته طوال السنين الماضية. قادرا على ان يهب من ذرية هذا الأسد من هو أشد بأسا عليكم... وأشد رحمة بالمؤمنين... الى جنان الخلد ( سيدي ) نايف بن عبدالعزيز.. ونسأل الله تعالى أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة... وأن يجعل مصيرك ومقرك في جنات النعيم... اللهم آمين..... مساء الحزن يابلادي . مساء الفقد والحسره ! مساء دموع أبو متعب . على فقدان غاليها ! رحل نايف عسى ربي يوسّع له وسط قبره ! رحل نايف وعم الحزن في بلادي وضواحيها !

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري