سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت - الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الرجاء من الاخوه عدم نشر قصيده لشاعرنا الا بعد التأكد من مصدرها. وذالك نظراً لأنتشار الكثير من القصائد التي تحمل أسم الشاعر محمد بن فطيس .. وهي فالحقيقه ليست لشاعرنا .. لرؤية القصائد المنشوره مسبقاً التفضل بزيارة قسم الشاعر محمد بن فطيس .. والاطلاع على الموضوع المخصص لذالك .. مع تحيات فريق عمل الموقع
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شاطي الحب........ (آخر رد :LarryWib)       :: (كان ..للبأسْ ..واليَأسْ.. وأشياءَ أخرى) (آخر رد :كان)       :: Test, just a test (آخر رد :XRumerTest)       :: . . ' صبري صبر بحّاره ، بغوإ في اليييم محّاره ! (آخر رد :نَوفْ . .)       :: كل عام وانتم بخير (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: خلك على خبري ياغاية مرامي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: لاتجعل العين تبكي صبآبة,,,,,بقلمي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: التصويت للقروبات المشاركه في مسابقة التحدي (آخر رد :empils)       :: أفضل التمارين البدنية للتخلص من الكرش (آخر رد :expefe)       :: من خلف الابواب (آخر رد :empils)      

العودة   الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري > َ ً ُ ٌ ِ ٍ ’ , . الـمـجالــس المنوعــــه . , ’ ٍ ِ ٌ ُ ً > منتدى إسلاميات
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
 

سعودي كام شات صوتي شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-2014, 10:25 PM   #3
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: منهج القرآن في إثبات عقيدة البعث بعد الموت





الهدف من البحث:

إن التفسير الموضوعي يختلف عن التفسير التحليلي أو الإجمالي، فمن حيث المراجع العلمية فإنه يعتمد بصورة كبيرة على الاستنباط والتلخيص لما في الآيات من المعاني والإرشادات والإشارات والأسرار القرآنية الدقيقة بعد الرجوع إلى التفسير بالمأثور والمعقول، كما يقول الزركشي: (أصل الوقوف على معاني القرآن التدبر والتفكر، واعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة، ولا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة وفي قلبه بدعة أو إصرار على ذنب، أو في قلبه كِبر أو هوى أو حب الدنيا أو يكون غير متحقق الإيمان أو ضعيف التحقيق أو معتمدا على قول مفسر ليس عنده إلا علم بظاهر، أو يكون راجعا إلى معقوله، وهذه كلها حُجُب وموانع وبعضها آكد من بعض) [7]



ومن حيث المنهج فإنه يعتمد على الموضوعات القرآنية فحسب.

ومن حيث التحرير والأسلوب فإن المفسر يحتاج إلى تدبر آيات القـرآن الكريم وإلى تعمق فكري لمعاني الذكر الحكيم وتذوق للبيان والأسلوب القرآني الرصين، وإلقاء نظرة عامة على جميع الآيات المجمعة من حيث تأليفها وترتيبها واستنباط العلاقة بينها وربط عناصر الموضوع بعضه ببعض، ثم سبك هذه المعاني في قالب من الحقائق مترابطة متصلة مثل سلسلة الذهب للخروج بنظرية قرآنية جديدة.

وهذا يتأتى "إذا كان العبد مُصْغِيا إلى كلام ربـه ملقى السمـع وهـو شهيد القلب لمعاني صـفات مخاطبه ناظرا إلى قدرته تاركا للمعهود من علمه ومعقوله" [8] فإنه يفتح الله عليه أبواب معرفته بحيث يقف على أسرار عظمة كتاب الله تعالى.



ويمكن تلخيص بعض أهداف هذه الدراسة في النقاط التالية:

1- تحقيق مبدأ النصيحة التي يقوم عليها أساس جلب الخير ودفع الشر عن البشر، والتواصي بالحق وبالصبر امتثالا لقول الله تعالى: بسم االله الررحمن االرحيم {والعصر إن الإنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} (العصر).ولقول النبي صل الله عليه وسلم : (الدين النصيحة) قال الصحابة: لمن يا رسول الله ؟، قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) [9].

2- جمع ما يتعلق من الآيات بموضوع البحث في مكان واحد، ثم البحث والنظر فيها من زاوية قرآنية محددة، ثم دراسـتها دراسة موضوعية وافية مركزة منحصرة فيما يتعلق بالموضوع شاملة لجوانبه، من حيث بيان ما يتعلق بموضوع: (منهج القرآن الكريم في إثبات عقيدة البعث بعد الموت) ومن حيث بيان ضرورته وبيان منهج الآيات في عرض الموضوع، دراسـة موضوعية على نمط يغاير نمط الموضوعات العامة، بعيدا عن الإطالة المملة، ثم تفسير الآيات تفسيرا موضوعيا من كتب التفسير بالرواية والدراية، ثم من كتب السنة على أساس وحدة واحدة مترابطة.

3- تأصيل البحث بالقرآن الكريم وبالسنة الصحيحة ثم بأقوال صحابة رسول لله صل الله عليه وسلم ومن خلال الاستدلال بوقائع حصل فيها الإحياء بعد الموت.

4- إخراج هذا الموضوع- الذي لم يسبق أن كتب فيه حسب علمي- بمنهج التفسير الموضوعي، بأسلوب سهل ميسر، يجمع بـين المنقول والمعقول من الأدلة وبـين العلم الحديث وواقع الناس، وإيصاله إلى مسامعهم بوضوح تام ليسهل عليهم فهمه وإدراكه ثم السير على نهجه دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وإرشادا ونصحا بالتي هي أحسن.

5- معذرة إلى الله بإقامة حججه ونصـب براهـينه على منكري البعث بعد الموت لا سيما الماديين الملحدين منهم وإيقاظهم وتنوير بصائرهم وإقناعهم بتبسيط القضية ببيان الأدلة النقلية والعقلية ومن خلال الانفتاح العلمي وآثاره، وتنبيههم من غفلتهم عن الحقائق الثابتة التي لا مجال لإنكارها نقلا كان أو عقلا وحسا، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.



(الأهداف التربوية في تقرير مبدأ البعث والجزاء)

إن قضية التربية قضية حساسة وفي بالغ الخطورة؛ لأنها تحدد مصير الإنسان في دنياه قبل آخرته ويتوقف عليها إما سعادة أبدية أو شقاوة أبدية، قال تعالى: {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} (الأنفال 42). وقال تعالى: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} (التوبة 115).

ومن ثم جـدير بنا أن نعطي لمحة عن مثل هذا الموضوع لكي نقدم للأمة ما هي في أمس الحاجة إليه، لا سيما في مثل هذه الظروف الحرجة التي تحيط بالأمة الإسلامية بل البشرية عامة حيث تشكوا حاجتها الماسة إلى تربية يتكون منها فرد صالح، بعد أن جربت جميع المناهج الأرضية وأدركت فشلها في إيجاد الفرد الصالح الذي يتكون منه مجتمع وأمة صالحة.

كما أنها الأساس واللبنة الأولى إلى التقدم والرقي في شتى المجالات، والمعيار الذي به توزن أفكار الأمم ومواهبها ويعرف رقي الشعوب من انحطاطها وتقدمها من تأخرها وإن اختلفت أنظار الأمم في مدلولها.

ولقد ارتفعت في عصرنا الحاضر أعلام التربية واكتسى عنوانها ثوب البهرجة والتزويق معنىً ومفهوما حتى تجاوز حده ونادى المفكرون مكرسين جهودهم على تحقيق مفهوم التربية وانصبت جهود كبيرة على مستوى الدول على تحقيق هذا الهدف حسب المفاهيم والاتجاهات، وتبع ذلك بناء صروح شامخة وخصصت لها ميزانية ضخمة تتولى العناية بها، فأصبحت التربية حديث الساعة والشغل الشاغل للمجتمعات البشرية

إلا أنه اختلفت أنظار المربين وتباينت أفكارهم في تحديد معنى ومفهوم التربية ثم اختيار مورد ومصدر التربية الذي يحقق هذا الغرض النبيل تبعا لمعتقدها ومبادئها.

فالذين ينادون بالتربية المجردة عن تعاليم القرآن الكريم قد جانبوا الحقائق وضل سهمهم عن إصابة الهدف، فمنهم من تقمص بمباديء الغرب وعض عليها بالنواجذ، ومنهم من التحف برداء الأوروبيين واختبأ تحت أجنحتهم متأثرا بأفكارهم الفارغة وبآرائهم السقيمة وبتجارب ونظريات قدمائهم الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا} (يونس 36). {وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة} (يونس 6).. فهيهات هيهات.

وآخرون وهم جيل القرآن الكريم اتخذوا كتاب الله وسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم طريقا وسراجا منيرا تربية وسلوكا، لم يعرفوا أي فلسفة أو نظرية أو تجربة تربوية بالرغم من ذلك كله سادوا العالم قيادة ومنهجا فأصابوا الهدف، فأصبحوا بذلك على تباين كبير في تحديد معنى التربية ومفهومها وحقائقها ومصادرها.

ولو استعرضنا تاريخ المجتمعات منذ فجر الإسلام لوجدنا أنه لم تتشرف الدنيا ولم تسعد الأرض بل لم تكتحل العين بمجتمع مثل عصر صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم ذلك المجتمع الفذ الفريد من نوعه وما ذاك إلا بفضل التربية المحمدية التي أشاد القرآن الكريم بفضلها: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صـراط الله الذي له ما في السـموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} (شورى 52، 53).

لقد تربى هذا المجتمع على كتاب الله وكتاب الله له مكانة في نفوس المؤمنين وهذه المكانة ليست لأي كتاب آخـر على الإطلاق، كما أنّ له تأثيراً مباشراً فى القلوب في إعداد الفرد الصالح، فهو يأخذ هذا الإنسان بكامله بجسمه وروحه وعقله، فينفذ إليه من جميع منافذه ويربيه تربية عامة شاملة، ثم يسايره في جميع أحواله وظروفه المختلفة.حتى يجعله يمشي على هذه الأرض بجسمه وهو متوجه إلى السماء بروحه، ليتلقى تعاليمه من لدن حكيم عليم وليتخرج في المنهج الإسلامي.

إذا التربية حقيقة توقيفية لا تقبل الاجتهادات الإنسانية ولا الخيالات البشرية، رسمها وخطها الشارع الحكيم، لأنه أدرى بحال الناس من الناس، قال تعالى: {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم} (النجم 32).



ونظرا لذلك فإن أولي الأحلام والنُهى والصلاح ينظرون إليها في كل الأحوال مِن خلال نافذة شرع الله ويضبطونها بضابط شرع الله ومن منظور المنطق والقِيم السليمة السامية، لا سيما بعد أن جربت الإنسانية جميع المناهج الأرضية فأدركت فشلها في إيجاد الفرد الصالح الذي يتكون منه المجتمع الصالح والأمة الصالحة، ولو اجتمع أهل الأرض على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم مبدأ ومنتهى منهجا وسلوكا لما استطاعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وصدق الله حيث يقول: {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} (الإسراء 9). وقال: بسم الله الرحمن الرحيم {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا} (الكهف 1، 2).



فهو فريد في منهجه وأسلوبه وتربيتـه يهدف إلى تكوين الإنسان الصالح في شتى المجالات، بينما المناهج الأخرى تهدف إلى تكوين المواطن الصالح لبلده ومجتمعه فحسب، وتكوين الإنسان الصالح أدق وأشمل وأعمق من إعداد المواطن الصالح، لأن المواطن الصالح هو ذلك الإنسان المقيد بالأرض بل بقطعة منها لا يصلح لغيرها، وإن علما ما إذا لم يكن له نصيب في توجيه الأمة توجيها شاملا فلا خير فيه البتة.

وإن من أوائل ما حرص عليه القرآن الكريم في تربيته هو إقامة موازين العدل لتتعمق جذور مبدأ البعث والجزاء بعد الموت، فإن موازين العدل خير معيار لترغيب العبد في الجزاء على الأعمال، كما قال تعال: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} (الأنبياء 47).

وهذه العناية القرآنية والتربية المحمدية إنما جاءت لتقيم الإنسان في هذه الحياة وتشعره بأنّ الإيمان باليوم الآخر وبالبعث بعد الموت وتصور الثواب والعقاب على الأعمال، أمر يحرك في النفس أسمى طرائق الخير ويحول بينها وبين الشر، ويملؤها بالفضائل ويحجبها عن الرذائل، فتستقيم الأمور في المجتمع ويسوده النظام.

وبالعكس حين يعدم الإنسان الإيمان باليوم الآخر ويعدم تصور الثواب والعقاب على الأعمال، فيعم التسابق في الشر والانهماك في الشهوات والانغماس في لذائذ الدنيا، والانطلاق وراء أهواء النفس الجامحة دون رقيب أو وازع، ومن ثَم تختل موازين الحياة ويستحوذ الشر على النفوس، ويبقى الأمر والنهي منقادا لهوى النفس والمصالح الشخصية، والأنفس البشرية مهما علت وسمت فإنها بطبيعتها قاصرة عن إرساء قواعد الفضيلة وتأصيل أصول الخير.

ولا أدل على ذلك من الأمم المادية التي آمنت بالمادة مبدأ ونهاية، وصاغت بأهوائها ومن واقع تجاربها ونظرياتها المادية قوانين تحكم حياتها وتنظم شئونها فكانت مَدْعاة لمفاسد كثيرة تأباها الإنسانية، هذه الأمم وإن كانت قد نجحت في بعض الأمور إلا أنها قد غرقت في شهواتها إلى أبعد الحدود، وانعكست آثارها على العالم بالشر المستطير.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في عدة مواضع مبينا آثار التكذيب بيوم الدين، فقال الله تعالى : {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسِرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين…} (المطففين). فالتطفيف الذي حصـل في الكيل والخُسرُ في الميزان سببه التكذيب بيوم الدين.

وقال تعالى: { أرأيت الذي يُكذب بالدين، فذلك الذي يَدُعّ اليتيم، ولا يحُض على طعام المسكين، فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يُراؤن ويمنعون الماعون}.(الماعون).

فالأذى الذي حاق باليتيم، وعدم معاونة المسكين، والغفلة عن الصلاة، والرياء وعدم الإخلاص، ومنع أسباب الخير كأذية الجار وإهانة الضيف وإطلاق اللسان في أنواع الشر من جراء التكذيب بيوم الدين، كما قال صل الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وفي راوية مسلم: (فليحسن إلى جاره) [10].

وقال: صل الله عليه وسلم (والـذي نفسي بيـده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره- أو لأخيه- ما يحب لنفسه) [11].

ومِن ثَمّ عمد القرآن الكريم في تربيـته للنفوس إلى التذكـير باليوم الآخر ترغيبا في مختلف مجالات الخير وزجرا عن الشر، ومِن ثَم كانت الحاجة ماسةً إلى الإيمان باليوم الآخر، وصولا إلى عالم أفضل وحياة أكرم، وإنسانية أكمل [12].



فكان مِن فضل هذه التربية المحمدية أن نشأ هذا المجتمع الإسلامي منذ البداية على الإحسان في السر والعلن، فلم يغب فكره وقلبه لحظة من مراقبة الله، روي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالليل فسمع امرأة تقول لابنتها: "اخلطي شيئا من الماء في اللبن فإن أمير المؤمنين لا يرانا" فأجابتها الطفلة البريئة: "ولكن يا أماه إن رب أمير المؤمنين يرانا" [13].

لأن مبدأ الجزاء قد أصبح فيهم بمثابة المرآة كلما تسول النفس بالشر أو يحصل منها تباطؤ في الخير يتذكرون الجزاء فيدفعهم إلى إحسان العمل ويقيهم من الزلل، بل ويأخذون أنفسهم بتطبيقه حتى ولو كان فيه إزهاق لروح أحدهم كما في قصة ماعز بن مالك والغامدية رضي الله عنهما كأنهما استشعرا قـوله تعالى: {وكلهم آتيـه يوم القيامة فردا} (مريم 95) وقوله تعالى: {إنّ إلينا إيابهم، ثم إنّ علينا حسابهم} (الغاشية 26) فأصرا على رسول الله صل الله عليه وسلم أن يطهرهما بالحد [14].



وفي قصة تحريم الخمر حيث كانت الكؤوس مترعة في أيدي بعضهم فلما قرأ عليهم المخبر قوله تعالى: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} (المائدة 91).فاستشعروا قول النبي صل الله عليه وسلم : (كل مسكر حرام إنّ على الله عز وجل عهدا لِمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال) قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال ؟، قال: (عرق أهل النار أو عصارة أهل النار) [15] فقالوا بلسان واحد: انتهينا ربنا انتهينا [16]

فإذا تواصى به المسلمون وأيقظوا في نفوسهم الشعور الدائم بيوم الجزاء وتضافرت الجهود على قمع كل نزعة تشكك فيه، وحمل كل رجل ومعلم على عاتقه تعليم من يقع تحت مسئوليته في ترسيخ عقيدة البعث بعد الموت والجزاء على الأعمال وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد فلقنوها الأطفال منذ الصـبا لتكون ركيزة في نفوسهم وعقيدة راسخة في قلوبهم لا يضلون ولا ينحرفون عنها ويجعلوها نصـب أعينهم وهَمّ عمرهم ويأخذوهم بتطبيقه قولا وعملا، فإذا ما تربى مجتمع على مثل ما تربى عليه أصحاب محمد صل الله عليه وسلم واستحكم فيه هذا الاعتقاد السليم فإنهم بإذن الله سيتحقق فيهم قول الله تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} (الأنبياء 73).



بهذه التربية القرآنية كان يربي النبي صل الله عليه وسلم أصحابه في كل شئون الحياة وهكذا كانت مدارسهم وهكذا كان لها الأثر الطيب في استقامة الأمة، ترى لو أخذ الخلف ببعض ما عني به السلف من التربية وقام كل مسئول على من استرعاه الله أمره وقامت المدارس والمعاهد والجامعات وقام المدرسون بهذا الواجب في مختلف الحقول العلمية والعملية صغيرها وكبيرها منذ أول دخول الطفل مدرسته كما كان يفعل المصطفى صل الله عليه وسلم روى سالم عن أبيه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلِمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) [17] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما المفلِسُ ؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم لـه ولا متاع. قال: (إنّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) [18]

فما أجدر وأليق بنا معشر الأمة الإسلامية أن نهتم بهذه القضية المصيرية، ونقدرها حق قدرها.


يتبع ان شاءالله




 
 توقيع : أم عمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap

الساعة الآن 07:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vBulletin Optimisation by vB Optimise.

Seo By RaWABeTvB_Seo

:: تصميم جالس ديزاين ::