سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
اقرأ ولن تندم (العائدون الى الله) من علماء ودعاة ومشاهير وغيرهم - الصفحة 2 - الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الرجاء من الاخوه عدم نشر قصيده لشاعرنا الا بعد التأكد من مصدرها. وذالك نظراً لأنتشار الكثير من القصائد التي تحمل أسم الشاعر محمد بن فطيس .. وهي فالحقيقه ليست لشاعرنا .. لرؤية القصائد المنشوره مسبقاً التفضل بزيارة قسم الشاعر محمد بن فطيس .. والاطلاع على الموضوع المخصص لذالك .. مع تحيات فريق عمل الموقع
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: شاطي الحب........ (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: (كان ..للبأسْ ..واليَأسْ.. وأشياءَ أخرى) (آخر رد :كان)       :: Test, just a test (آخر رد :XRumerTest)       :: . . ' صبري صبر بحّاره ، بغوإ في اليييم محّاره ! (آخر رد :نَوفْ . .)       :: كل عام وانتم بخير (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: خلك على خبري ياغاية مرامي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: لاتجعل العين تبكي صبآبة,,,,,بقلمي (آخر رد :ماجد الشيباني)       :: التصويت للقروبات المشاركه في مسابقة التحدي (آخر رد :empils)       :: أفضل التمارين البدنية للتخلص من الكرش (آخر رد :expefe)       :: من خلف الابواب (آخر رد :empils)      

العودة   الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري > َ ً ُ ٌ ِ ٍ ’ , . الـمـجالــس المنوعــــه . , ’ ٍ ِ ٌ ُ ً > منتدى إسلاميات
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
 

سعودي كام شات صوتي شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-05-2011, 02:51 PM
فهد الهباش
إحترم نفسك يحترمك الآخرون
مشرف قسم الشعر والمحاوره والعرضه
فهد الهباش غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
من لا حسبني مكسب ..
ما حسبته راس مال !!
الاوسمة
اجمل مقاله المركز الثالث مميز القبائل العربيه مميز حرية الفكر 
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1808
 تاريخ التسجيل : Feb 2011
 فترة الأقامة : 5190 يوم
 الإقامة : الرياض
 المشاركات : 4,284 [ + ]
 التقييم : 5424
 معدل التقييم : فهد الهباش has a reputation beyond repute
فهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond reputeفهد الهباش has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي اقرأ ولن تندم (العائدون الى الله) من علماء ودعاة ومشاهير وغيرهم



العائدون إلى الله
مجموعة من قصص التائبين ، من مشاهير
وعلماء ودعاة وغيرهم يرونها بأنفسهم

جمعها
محمد بن عبدالعزيز المسند

المجموعة الخامسة

توبة عالم هندي من شتم الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب
(رحمه الله الجميع)
قال الشيخ العالم العلاّمة محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية في عصره رحمة الله عليه: حدثنا عبد الرحمن البكري النجدي -وهو من طلاب العلم التجار الذين يذهبون إلى الهند للتكسب وربما مكث هناك الأشهر- قال: كنت بجوار مسجد في الهند، وكان في هذا المسجد عالم كلما فرغ من تدريسه رفع يديه ولعن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وإذا خرج من المسجد مرّ بي، وقال: (أنا أجيد العربية، لكن أحب أن أسمعها من أهلها).. ويشرب من عندي ماءً بارداً، فأهمني ما يفعل في درسه من سب الشيخ.. قال: فاحتلتُ عليه بأن دعوته، وأخذت كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ونزعتُ ديباجته (غلافه) ووضعته على رفٍ في منزلي قبل مجيئه لكي يراه، فلما حضر قلت: أتأذني لي أن آتي ببطيخة؟ فذهبت، فلما رجعت إذا هو يقرأ فيه ويهز رأسه، فقال: لمن هذا الكتاب؟ -وقد أعجبه- ثم قال: هذه التراجم -يعني تراجم الكتاب- تشبه تراجم البخاري -رحمه الله- هذا والله نفس البخاري!! فقلت: لا أدري، ثم قلت: ألا نذهب للشيخ الغزوي لنسأله –وكان صاحب مكتبة وعالم بالكتب- فدخلنا عليه، فقلتُ للغزوي: كان عندي أوراق سألني الشيخ من هي له؟ فلم أعرف، ففهم الغزوي ما أريده، فنادى مَن يأتي بكتاب مجموعة التوحيد، فأتى بها، فقابل بينهما فقال: هذا لمحمد بن عبد الوهاب.. فقال العالم الهندي مغضباً وبصوت عالٍ: الكافر؟!.. فسكتنا، وسكت قليلاً، ثم هدأ عضبه فاسترجع.. ثم قال: إن كان هذا الكتاب له فقد ظلمناه.. ثم إنه صار كل يوم يدعو له ويدعو معه تلاميذه، وتفرق تلاميذه له في الهند، فكانوا إذا فرغوا من القراءة دعوا جميعاً للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-.
قال الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم تعليقاً على هذه القصة:
(إن العماية الكبرى كلها من المنتسبين إلى الإسلام، وإن الداعي إلى الله أن يدعو إلى العقائد أولا، لا إلى الأعمال الظاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج..).
وقال: (ومع الأسف.. أهل التوحيد والدعوة قليل فيهم هذا أو معدوم) ( )


توبة الشيخ عبد الرحمن الوكيل من ضلالات الصوفية إلى أنوار العقيدة السلفية( )

أثر عن شيخ من مشائخ الطرق الصوفية أنه قال: كل الطرائق الصوفية باطلة، وإنما هي صناعة للاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل، وتسخيرهم واستعبادهم ( ).
وقد صدق وهو كذوب، ومن قُدّر له الدخول في بعض هذه الطرق سيدرك ذلك لا محالة لاسيما إن كان ذا عقل ذكي وقلب نيّر.
والشيخ عبد الرحمن الوكيل ممن خاض في هذه المستنقعات الآسنة، وتلوث بشيء منها حتى هيأ الله له بمنه وكرمنه من أخرجه منها، وقد سجّل قصته بنفسه لتكون عبرة للغافلين بل المغفلين فقال:
(الحمد لله وحده وبعد...: فإنه قد كانت لي بالتصوف صلة؛ هي صلة العبرة بالمأساة. فهنالك -حيث كان يدرج بي الصبا في مدارجه السحرية، وتستقبل النفس كل صروف الأقدار بالفرحة الطروب- هنالك تحت شفوف الأسحار الوردية من ليالي القرية الوادعة الحالمة جثم على صدري صنم صغير يعبده كثير من شيوخ القرية، كنت أجلس بين شيوخٍ تغضنتْ منهم الجباه، وتهدلت الجفون، ومشى الهرم في أيديهم خفقات حزينة راعشة، وفي أجسادهم نحولاً ذابلاً يتراءون تحت وصوصة السراج الخافت أوهامَ رجاءٍ ضيّعتْه الخيبة، وبقايا آمال عصف اليأس.
كانت ترانيم الشيوخ -ومن بينها صوت الصبي- تتهدج تحت أضواء السحر بالتراتيل الوثنية، وما زلت أذكر أن صلوات ابن مشيش ومنظمة الدردير كانتا أحب التراتيل إلى أولئك الشيوخ، ومازلت أذكر أن أصوات الشيوخ كانت تَشْرُق بالدموع، وتئن فيها الآهات حين كانوا ينطقون من الأولى: (اللهم انشلني من أوحال التوحيد) (!!!) ومن الثانية: (وجُد لي بمجمع الجمع منك تفضلا) (!!!)...
يا للصبي الغرير التعس المسكين !! فما كان يدري أنه بهذه الصلوات المجوسية يطلب أن يكون هو الله هوية وماهية وذاتاً وصفةً، ما كان يدري ما التوحيد الذي يضرع إلى الله أن ينشله من أوحاله، ولا ما جمع الجمع الذي يبتهل إلى الله أن يمن به عليه.
ويشب الصبي فيذهب إلى طنطا ليتعلم، وليتفقه في الدين، وهناك سمعت الكبار من الشيوخ يقسمون لنا أن (البدوي) قطب الأقطاب، يُصرِّف من شئون الكون، ويدبر من أقداره وغيوبه الخفية.. فتجرأتُ مرة فسألتُ خائفاً مرتعداً: وماذا يفعل الله؟؟!! فإذا بالشيخ يهدرغضباً، ويزمجر حنقاً فلذتُ بالرعب والصمت؛ وقد استشعرت من سؤالي وغضب الشيخ أنني لطّخت لساني بجريمة لم تُكتَبْ لها مغفرة، ولِمَ لا؟ والشيخ هذا، كبير، جليل الشأن والخطر، ما كنتُ أستطيع أبداً أن أفهم أن مثل هذا الشيخ الأشيب -الذي يسائل عنه الموت- يرضى بالكفر، أو يتهوك مع الضلال والكذب، فصدّق الشاب شيخه وكذّب ما كان يتلو قبل من آيات الله: (ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه). (يونس: 3) (!!)
كنتُ أقرأ في الكتب التي ندرسها: أن الصوفي فلاناً غسلتْه الملائكة، وأن فلاناً كان يصلي كل أوقاته في الكعبة في حين كان يسكن جبل قاف، أو جُزُر الواق الواق(!!!) وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مدّ يده من القبر وسلم على الرفاعي (!!) وأن فلاناً عذبته الملائكة لأنه حفظ القرآن والسنة وعمل بما فيهما، لكنه لم يحفظ كتاب الجوهرة في التوحيد (!!) وأن مذهبنا في الفقه هو الحق وحده، لأنه أحاديث حذفت أسانيدها (!!).. كنتُ أقرأ كل هذا وأصدّقه وأؤمن به، وما كان يمكن إلا أن أفعل هذا.
كنتُ أقول في نفسي: لو لم تكن هذه الكتب حقاً ما دُرِّست في الأزهر، ولا درسها هؤلاء الهرمون الأحبار، ولا أخرجتها المطابع (!!).
وتموج طنطاً بالوفود، وتعج بالآمين بيت الطاغوت الأكبر من حدب وصوب، ويجلس الشاب في حلقة يذكر فيها الصوفية اسم بخنّات الأنوف، ورجّات الأرداف ووثنية الدفوف، وأسمع مُنشد القوم يصيح راقصاً: (ولي صنم في الدير أعبد ذاته) فتتعالى أصوات الدراويش طروبة الصيحات: (إيوه كِدَه اكفر، اكفر يا مربي) فأرى على وجوه القوم فرحاً وثنياً راقص الإثم بما سمعوا من المنشد الكافر، ثم سألت شيخنا: يا سيدي الشيخ، ما ذلك الصنم المعبود؟! فيزم الشيخ شفتيه ثم يقول: (انته لسه صغير) (!!)
وسكتُّ قليلاً، ولكن الكفر ظل يضج بالنعيق فكنت أستمع إلى المنشد وهو يقيء: (سلكت طريق الدير في الأبدية) (وما الكلب والخنزير إلا إلهنا) فأسئل نفسي في عجب وحيرة وذهول: ما الكلب؟ ما الخنزير؟ ما الدير؟.. حتى رأيتُ بعض شيوخي الكبار يطوفون بهذه الحمآت يشربون (القرفة) ويهنئون الأبدال والأنجاب والأوتاد (!!!) بمولد القطب سيدهم، (السيد البدوي).
ومضى من عمر الشباب سنوات، فأصبحت طالباً في كلية أصول الدين، فدرستُ أوسع كتب التوحيد -هكذا تسمى- فوعيتُ منها كل شيء إلا حقيقة التوحيد، بل ما زادتني دراستها إلا قلقاً حزيناً، وحيرة مسكينة.
ودار الزمن فأصبحت طالباً في شعبة التوحيد والفلسفة، ودرست فيها التصوف، وقرأت في كتاب صنفه أستاذ من أستاتذتي رأي ابن تيمية في ابن عربي، فسكنت نفسي قليلاً إلى ابن تيمية وكنت قبل أراه ضالاًّ مضلاً، فبهذا البهتان الأثيم نعته الدردير!!
وكانت عندي لابن تيمية كتب، بيد أني كنت أرهب مطالعتها خشية أن أرتاب في الأولياء -المزعومين- كما قال لي بعض شيوخي من قبل!! وخشية أن أضل ضلال ابن تيمية (!!). لكني هذه المرة تشجعت وقرأتها، واستغرقتُ في القراءة؛ فأنعم الله عليّ بصبح مشرق هتك عني حُجُب الليل الذي كنتُ فيه، فاستقر بي القرار عند جماعة أنصار السنة المحمدية، فكأنما لقيتُ بها الواحة الندية بعد دويٍ ملتهب الهجير، فقد دُعيت من قِبل الجماعة على لسان منشئها فضيلة والدنا الشيخ محمد بن حامد الفقي إلى تدبر الحق والهدى من الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- أجمعين.
وبدأتُ أقرأ ولكن هذه المرة بتدبر وتمعن، ورويداً رويداً ارتفعتْ الغشاوة عن عينيّ، فبهرني النور السماوي؛ رأيت النور نوراً، والإيمان إيماناً، والحق حقاً، الضلال ضلالاً، وكنتُ من قبل -بسحر التصوف- أرى في الشيء عين نقيضه؛ فأؤمن بالشرك توحيداً، وبالكفر إيماناً، وبالمادية الصماء من الوثنية روحانية علياً، فأدركتُ حينئذٍ أن التصوف دين الوثنية والمجوسية، دين ينسب الربوبية والإلهية إلى كل زنديقٍ، وكل مجرم، وكل جريمة!! دين يرى في إبليس وفرعون وعجل السامري وأوثان الجاهلية أرباباً، وإلهة تهيمن على القدر في أزله وأبده!! دين يرى في كل شيء إلهاً يُعبد، ورباً يخلق ما يشاء ويختار، دين يقرر أن حقيقة التوحيد الأسمى هي الإيمان بأن الله -سبحانه- عين كل شيء!!! دين يقول عن الجيف التي يتأذى منها النتن، وعن الجراثيم التي تفتك سمومها بالبشرية إنها هي الإله، وسبحان ربنا ما أحلمه.
هذه هي الصوفية، ولسان حاله يقول: لِمَ هذا الكدح والجهاد والنصب والعبودية؟ لِمَ هذا وكل فرد منكم في حقيقته هو الرب، وهو الإله؟ -تعالى الله عما يقولون- ألا فأطلقوا غرائزكم الحبيبة ودعوها تعش في الغاب، وحوشاً ضارية، وأفاعي فتاكة..
وأنت يا بني الشرق؛ دعوا المستعمر الغاصب يسومكم الخسف والهوان، ويلطخ شرفكم بالضعة، وعزتكم بالذل المهين، دعوه يهتك ما تحمون من أعراض، ويدمر ما تشيدون من معالٍ، وينسف كل ما اسستم من أمجاد، ثم الثموا -ضارعين- خناجره وهي تمزق منكم الأحشاء، واهتفوا لسياطه وهي تشوي منكم الجلود، فما ذلك المستعمر عند الصوفية سوى ربهم، تعيّن في صورة مستعمر.
دعوا المواخير مفتحة الأبواب، ممهدة الفجاج، ومباءات البغاء تفتح ذراعيها لكل شريد من ذئاب البشر، وحانات الخمور تطغى على قدسية المساجد، وارفعوا فوق الذرى منتن الجيف، ثم خروا لها ساجدين، مسبّحين باسم ابن عربي وأسلافه وأخلافه، فقد أباح لكم أن تعبدوا الجيفة، وأن تتوسلوا إلى عبادتها بالجريمة!!
ذلكم هو دين التصوف في وسائله وغاياته، وتلك هي روحانيته العليا..)
هذا بعض ما سجله لنا الشيخ عبد الرحمن رحمه الله، وهو كلام وافٍ لا يحتاج إلى تعليق سائلين المولى جل وعز أن يهدي ضال المسلمين إلى الحق الواضح المبين إنه ولي ذلك.

توبة شاب قبل موته بلحظات في المسجد ( )
حقاً ما أتعس الإنسان حين تستبد به عاداته وشهواته فينطلق معها إلى آخر مدى.
لقد استعبدت محمداً الخطيئة والنزوة فأصبح منقاداً لها، لا يملك نفسه، ولا يستطيع تحريرها؛ فحرفته إلى حيث لا يملك لنفسه القياد؛ إلى حيث الهلاك.. فكان يسارع إلى انتهاك اللذات، ومقارفة المنكرات؛ فوصل إلى حال بلغ فيها الفزع منتهاه، والقلق أقصاه.. يتبدى ذلك واضحاً على قسمات وجهه ومحياه.
لم يركع لله ركعةً منذ زمن . ولم يعرف للمسجد طريقاً.. كم من السنين مضت وهو لم يصلّ.. يحس بالحرج والخجل إذا ما مرّ بجانب مسجد الأنصار -مسجد الحي الذي يقطنه- لكأني بمئذنة المسجد تخاطبه معاتبة: متى تزورنا...؟؟
كيما يفوح القلب بالتقى..
كيما تحس راحةً.. ما لها انتها..
كيما تذوق لذة الرجا....
ليشرق الفؤاد بالسنا..
لتستنير الورح بالهدى...
..متى تتوب؟؟.. متى تؤوب؟؟..
فما يكون منه إلا أن يطرق رأسه خجلاً وحياءً.
شهر رمضان.. حيث تصفد مردة الشياطين، صوت الحق يدوي في الآفاق مالئا الكون رهبةً وخشوعاً.. وصوت ينبعث من مئذنة مسجد الأنصار... وصوت حزين يرتل آيات الذكر الحكيم.. إنها الراحة.. إنها الصلاة.. صلاة التروايح.
وكالعادة؛ يمر محمد بجانب المسجد لا يلوي على شيء. أحد الشباب الطيبين يستوقفه، ويتحدث معه ثم يقول له: ما رأيك أن ندرك الصلاة؟ هيّا، هيّا بنا بسرعة.
أراد محمد الاعتذار لكن الشاب الطيب مضى في حديثه مستعجلاً.. كانت روح محمد تغدو كعصفور صغير ينتشي عند الصباح، أو بلله رقراق الندى.. روحه تريد أن تشق طريقها نحو النور بعد أن أضناها التجوال في أقبية الضلال.
قال محمد: ولكن لا أعرف لا دعاء الاستفتاح ولا التحيات.. منذ زمن لم اصلِّ، لقد نسيتها.
-كلا يا محمد لم تنسها؛ بل أنسيتها بفعل الشيطان وحزبه الخاسرين.. نعم لقد أنسيتها.
وبعد إصرار من الشاب الطيب، يدلف محمد المسجد بعد فراق طويل. فماذا يجد..؟ عيوناً غسلتها الدموع، وأذبلتها العبادة.. وجوهاً أنارتها التقوى.. مصلين قد حلّقوا في أجواء الإيمان العبقة..
كانت قراءة الإمام حزينة مترسلة.. في صوته رعشة تهز القلوب، ولأول مرة بعد فراق يقارب السبع سنين، يحلق محمد في ذلك الجو... بيد أنه لم يستطع إكمال الصلاة.. امتلأ قلبه رهبة.. تراجع إلى الخلف، استند إلى سارية قريبة منه.. تنهد بحسرة مخاطباً نفسه: بالله كيف يفوتني هذا الأجر العظيم؟! أين أنا من هذه الطمأنينة وهذه الراحة؟! ثم انخرط في بكاء طويل.. ها هو يبكي.. يبكي بكل قلبه، يبكي نفسه الضائعة.. يبكي حيرته وتيهه في بيداء وقفار موحشة.. يبكي أيامه الماضية.. يبكي مبارزته الجبار بالأوزار...!
كان قلبه تحترق.. فكأنما جمرة استقرت بين ضلوعه فلا تكاد تخبو إلا لتثور مرة أخرى وتلتهب فتحرقه.. إنها حرقة المعاصي... أنها حرقة الآثام.
لك الله أيها المذنب المنيب، كم تقلبت في لظى العصيان، بينما روحك كانت تكتوي يظمأ الشوق إلى سلوك طريق الإيمان..!
كان يبكي -كما يقول الإمام- كبكاء الثكلى.. لقد أخذتْه موجة ألمٍ وندمٍ أرجفتْ عقله فطبعتْ في ذهنه أن الله لن يغفر له.
تحلّق الناس حوله.. سألوه عما دهاه.. فلم يشأ ان يجيبهم.. فقط كان يعيش تلك اللحظات مع نفسه الحزينة.. المتعبة، التي أتعبها التخبط في سراديب الهلاك.
في داخله بركان ندمٍ وألمٍ، لم يستطع أحدٌ من المصلين إخماده.. فانصرفوا لإكمال صلاتهم..
وهنا يأتي عبد الله، وبعد محاولات؛ جاء صوت محمد متهدجاً، ينم عن ثورة مكبوتة: لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي.. ثم عاد لبكائه الطويل..
أخذ عبد الله يهون عليه قائلا: يا أخي، إن الله غفور رحيم.. إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
هنا يرفع محمد رأسه وعيناه مخضلتان بالدموع.. ونبرات صوته أصداء عميقة.. عميقة الغور قنوطاً من رحمة الله، قائلا: بشهقات كانت تتردد بين الفينة والأخرى: كلا؛ لن يغفر الله لي.. لن يغفر الله لي..
ثم سكَتَ ليسترد أنفاسه؛ وليخرج من خزانة عمره ماحوت من أخبار.. وعاد الصوت مرة أخرى متحشرجاً يرمي بالأسئلة التائهة الباحثة عن فرار.. كان صوته ينزف بالحزن.. بالوجع.. ثم أردف قائلا: أنت لا تتصور عظيم جرمي.. وعظم الذنوب التي تراكمتْ على قلبي.. لا ..لا.. لن يغفر الله لي، فأنا لم أصلِّ منذ سبع سنوات!!!
ويأبى عبد الله إلا أن يقنع محمداً بسعة عفو الله ورحمته، فها هو يعاود نصحه قائلا: يا أخي، احمد الله أنك لم تمت على هذه الحال.. يا أخي إن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة)، ثم إن قنوطك من رحمة الله عز وجل أعظم من عصيانك له.. ثم أخذ يتلو عليه آيات الرحمة والرجاء، وأحاديث التوبة، وكرم الله وجوده في قبول التائبين.. ولكأني به قد أيقظ في نفس محمد بارقة أمل، فيحس محمد أن باب التوبة فد انفرج عن فتحة ضيقة يستطيع الدخول فيها.
وهنا تكسرت أمواج قنوط محمد العاتية على شطآن نصائح عبد الله الغالية، فشعر بثقل هائل ينزاح عن كاهله.. فيخف جناحه، وترفرف روحه، تريد التحليق في العالم الجديد.. في عالم الأوبة والتوبة..!
ها هو ذا صدره أرضاً بكراً يستقبل أول غرسة من النصائح المثمرة.. تلك النصائح التي نشرت الأمان والطمأنينة والرجاء في نفس محمد كما ينشر المطر -بإذن الله- الاخضرار على وجه الصحاري المفقرة المجدبة..!
وها هو ذا عبد الله يعرض عليه أمراً: ما رأيك يا أخي الكريم أن تذهب إلى دورة المياه لتغتسل.. لتريح نفسك.. ولتبدأ حياة جديدة..
فما كان من محمد إلا أن وافق ناشداً الراحة.. وأخذ يغتسل، ويغسل من قلبه كل أدران الذنوب وقذارتها التي علقت به.. لقد غسل قلبه هذه المرة، وملآه بمعان مادتها من نور..
وسارا نحو المسجد، وما زال الإمام يتلو آيات الله.. تتحرك بها شفتاه، وتهفو لها قلوب المصلين.
وأخذا يتحدثان .. وصدرت الكلمات من شفتي عبد الله رصينة تفوح منها رائحة الصدق والحق والأمل، بريئة من كل بهتان..
وهز محمداً الحديث فكأنما عثر على كنز قد طال التنقيب عنه..! ثم أخذ يحدث نفسه: أين أنا من هذا الطريق..؟ أين أنا من هذا الطريق..؟.. الحمد لله غص بها حلقه من جرّاء دموع قد تفجرت من عينيه.. سار والدموع تنساب على وجنتيه، فحاول أن يرسم ابتسامة على شفتيه، بيد أنها ابتسامة مخنوقة قد امتقع لونها؛ فنسيت طريقها إلى وجهه؛ فضاعت..
قال: عسى الله أن يغفر لي -إن شاء الله-.
فبادره عبد الله: بل قل اللهم اغفر لي واعزم في المسألة يا رجل.
واتجها صوب المسجد، ونفس محمد تزداد تطلعاً وطمعاً في عفو الله ورضاه..
دخل المسجد ولسان حاله يقول: اللهم اغفر لي.. اللهم ارحمني.. يا إلهي قد قضيت حياتي في المنحدر.. وها أنذا اليوم أحاول الصعود، فخذ بيدي يا رب العالمين..
يا أرحم الرحمين.. إن ذنوبي كثيرة .. ولكن رحمتتك أوسع..
ودخل في الصلاة وما زال يبكي.. الذنوب القديمة تداعى بناؤها.. وخرج من قلب الأنقاض والغبار قلباً ناصعاً مضيئاً بالإيمان..!
وأخذ يبكي.. وازداد بكاؤه.. فأبكى من حوله من المصلين.. توقف الإمام عن القراءة، ولم يتوقف محمد عن البكاء.. قال الإمام: الله أكبر وركع.. فركع المصلون وركع محمد.. ثم رفعوا جميعاً بعد قول الإمام: سمع الله لمن حمده.. لكن الله أراد أن لا يرتفع محمد بجسده.. بل ارتفعتْ روحه إلى بارئها.. فسقط جثة هامدة..
وبعد الصلاة.. حركوه.. قلبوه.. أسعفوه علهم أن يدركوه.. ولكن (إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).

توبة النجل الأكبر لطلال مداح
(عبد الله) هو النجل الأكبر لطلال مداح؛ منّ الله عليه بالهداية فسلك سبيل المؤمنين، روى قصة توبته ورجوعه إلى الله فقال:
كان لي عالمي الخاص، وهوايتي التي تتمثل في نظم الكلمات الغنائية، والغناء كذلك. كانت حياتي تسير على هذا المنوال، وحين وقعت أزمة الخليج وجدتُ الدنيا تلبس ثوب تربص وخوف من المجهول. كان الناس أشبه بأصحاب الفُلك، ومن هؤلاء من عاد بعد النجاة ليفسد في الأرض، ومنهم من صدق ما عاهد الله عليه.
أذكر في تلك الآونة -إضافةً إلى تلك المشاعر- أن شباباً جيدين كانوا يزورون أخَوَيّ رأفت وأحمد، وعندما أتيحت لي فرصة مجالستهم وجدتُ كلاماً غير الكلام، وتفكيراً غير التفكير. هناك سمعت لأول مرة عن الأنس بالله، والنوم المبكر، وترك ما لا يعني، ومعاني الطمأنينة التي لمستها بعد ذلك، وأصبحت أحرص عليها فأجدها في صلاة الجماعة وفي تلك القراءات النافعة.
لا أحد يعلم كم أصبح يسرني زيارة أولئك الرفاق وكم يريحني كلامهم.
في تلك الأيام -وقد بدأت النفس تهفو إلى المسجد، والمكوث فيه- سأل عني والدي فأخبرتْه أمي أنني في المسجد، وأنني أنحو في تفكيري في اتجاه آخر أفضل، فجاء والدي إلى المسجد -وكنا في صلاة المغرب- فصلى معنا ثم سألني عن أحوالي فأخبرته.
فرح الوالد بي ودعا لي بخير. لقد كان والدي ممن شجعوا رأفت ومحمداً كثيراً.
وعن سؤالٍ عن العوائق التي تعترضه قال:
من الطبيعي أن تنهض العوائق، ولعل أشدها رفقاء السوء الذين عشت معهم زمناً بتفكير واحد ورؤية واحدة، ومحاولات بعضهم إعادتي إلى سابق عهدي بشكل أو بآخر.
أذكر ذات مساء أنه اتصل بي أحدهم قائلا: خير يا أبا طلال؟!! .. شدة وتزول.. مرض وتشفى منه قريباً!!!
وعن رأيه في شباب الصحوة قال:
الشباب الخيّر أراه نتاج الشعور بالمرارة، ونتاج مخاض الأمة التي عاشت وتعيش وسط عداء خارجي ظاهر.
أما أخوه الأصغر (رأفت) فقد سبقه إلى طريق الهداية، وله قصة أخرى يحدثنا عنها فيقول:
كان لمنظر أخي محمد بثوبه القصير وذهابه الدؤوب إلى المسجد الأثر الكبير على نفسي؛ إذ كثيراً ما كنتُ أراه في تأهبه ذاك وهو يتجه لأداء صلاة الفجر فيما كنتُ أعود أنا من سهري خارج المنزل. كان محمد أقربنا وأبرنا بوالديه وأحبنا إليهما، إضافةً إلى تفوقه في الدراسة كذلك.
ويقول: وبعبث الشباب كنا نؤذيه محمداً مستغلين سننا الأكبر فكان يقابل أذيتنا بالصبر الجميل، لا بل كان يدعونا إلى الصلاة، ولا أخفي عليكم أنني على الرغم من عنادي كنتُ أستجيب له من الداخل، وكانت الوالدة تدعونا بإصرار لأداء الصلاة، وتعمل جاهدةً -حفظها الله- لتربيتنا تربية حسنة.
ثم وقفتُ -ولله الحمد- برفقة صالحة دلتني على الخير، وأخذتْ بيدي إلى طريق الهدى والنور.
كانت هذه العوامل مجتمعة هي التي أخرجتني من عالم إلى عالم بفضل الله وتوفيقه. وها أنذا والله الحمد أعيش حياةً سعيدةً إن شاء الله، وأرشف من شهد الحياة ما لا يعرفه الآخرون ولن يعرفوه إلا بالعبودية الحقة لله، والانقياد لأوامره. هناك حيث الأنس بالله والشعور بحلاوة القرب منه سبحانه.
انتهى الحوار مع الأخوين التائبين، فسبحان من بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء ( )

توبة شيوعي ( )

قال سيد قطب رحمه الله تعالى: (إن أقصى مدى أتصوره للمد الشيوعي لن يتجاوز جيلنا هذا الذي نحن فيه وأوائل الجيل القادم إذا سارت الأمور سيرتها الحالية) ( ).
هذا ما تصوره سيد رحمه الله قبل ما يقارب من ثلاثين عاماً، فلم تمضِ سنوات معدودة حتى كانت الشيوعية قد سقطت وأفلس أصحابها.
وأترككم الآن مع صاحبنا ليروي لنا رحلته من الشيوعية مروراً بالصوفية وانتهاءً بالعقيدة السلفية النقية، يقول:
كنت شيوعياً داعياً إلى الإلحاد، جنّدتُ كثيراً من الشباب -من الجنسين- في الأحزاب الشيوعية، وترقيتُ في مراتبها حتى وصلتُ إلى مرتبةٍ عاليةٍ، ثم تبيَن لي سخف هذه العقيدة وهذا الفكر وضلاله ومصادمته للفطرة الإنسانية، فقررتُ تركه إلى غير رجعة، فبحثتُ عن الإسلام فوجدته -بحسب فمهي الوراثي- عند المتصوفة؛ فاعتنقتُ الطريقة السمانية، ومؤسسها في الأصل من طيبة الطيبة، ومقرها الآن بالسودان، وهذه الطريقة تعتقد من العقائد الكفرية ما الله به عليم، ولها مؤلفات درستُ أهمها، وكنت أعتقدُ أني قد أحسنتُ صنعاً، وفرح أهلي وأصدقائي من الطرق الأخرى بتركي للحزب الشيوعي واختياري لطريقة آبائي وأجدادي، وترقيتُ في هذه الطريقة حتى وصلتُ إلى مرتبة (شيخ) وأُجزتُ في أخذ العهد على المريدين (!!)، وإرشاد العباد من الجنسين، وإعطاء الأوراد المبتدعة، وعلاج المرضى ]الجن[ ... الخ.
وحصلتْ لي بعض الخوارق للعادة فكنتُ أظنها -والناس كذلك- تكريماً من الله وهي في الحقيقة إضلال الشيطان وتلبيسهم.
ولا أجد حرجاً أن أقول أنني قد استفدتُ من الحزب الشيوعي كثرة الإطلاع والجدال، الأمر الذي جعلني أتطاول وأقرأ -لمجرد النقد- كتاب (صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ دحلان)، وهو كتاب قيم في الرد على المتصوفة والخرافيين، فكانت النتيجة تركي للطريقة السمانية، وبدأتُ أقرأ في كتب مَن كنت أبغضهم بغضي للشيطان أو أشد، وهم الآن من أحب الناس إليّ كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب عليهم رحمة الله جميعاً وغيره من أصحاب العقيدة السلفية النقية، والحمد لله الذي هداني لهذا وما كنتُ لأهتدي لو لا أن هداني الله، وإني بهذه المناسبة أنصح إخواني المسلمين لا سيما من ابتلوا باتباع هذه الطرق وهذه الأحزاب بأن يُعملوا عقولهم ويتجردوا للحق، ويحذروا من الدجاجلة والمخرفين، ولا يقولوا كما قال أهل الجاهلية: (إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون).
والله الهادي إلى سواء السبيل.





 توقيع : فهد الهباش

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap

الساعة الآن 04:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
vBulletin Optimisation by vB Optimise.

Seo By RaWABeTvB_Seo

:: تصميم جالس ديزاين ::