![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
![]() خواطر رمضانية" تَدَبَّر آية " ( الملك:1) أيمن الشعبان @aiman_alshaban بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: هنالك صلة وثيقة ورابط متين بين الصيام والقرآن، ولِعِظَم كلام الله عز وجل ومنزلته الكبيرة ناسب أن ينزله الله في أفضل الشهور، ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )[1]، بل نزل جملة واحدة في أشرف الليالي ليلة القدر ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ )[2]، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة، وغلبت عليهم الشقاوة، فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه، فيحصل لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي.[3] ولتوكيد هذه الصلة يقول عليه الصلاة والسلام( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان )[4]. ولما كان للنفس إقبال وإدبار، يظهر إقبالها جليا في موسم الخيرات والبركات وتكفير السيئات، إذ يطمئن القلب وينشرح الصدر، فيكون التفاعل مع كتاب الله عز وجل أدعى وأرجى وأكثر، وكم نحن بحاجة لاغتنام الأوقات الموسمية واستثمار أحوال العباد من الإقدام والاهتمام بكلام العزيز العلام، من التلاوة والتأمل والتفكر والانتفاع بآي الذكر الحكيم، الذي لا يتحقق إلا بتدبر وإعمال النظر مليا، واستخراج الدرر والكنوز والجواهر. في هذه السلسلة الرمضانية، سنقف كل يوم مع آية من سورة الملك، متدبرين ما فيها من معاني وعبر وعظات، عسى أن نخلُص بثلاثين آية علما وتفكرا وانتفاعا وعملا، وما أحوجنا في زمن الفتن وهجران القرآن لتلك الوقفات. يقول ربنا سبحانه( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )[5]، أي هذا كتاب لمن أراد التمسك بالإيمان والقربة إلينا، إن طريق السعادة الأبدية: هو اتباع القرآن الذي أنزله الله هدى ورحمة للمؤمنين، وهو كثير الخير والبركة، فيه الشفاء النافع لمن تمسّك به، والنجاة لمن اتبعه، وقد أنزله الله تعالى للناس للتدبر والتفكر في معانيه، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر وإمعان، وليتعظ أهل العقول الراجحة به وببيانه.[6] قال الحسن البصري: والله ما تدبره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل.[7] ينبغي أن نتعاطى مع القرآن كأنه يخاطبنا الآن، لا أن نكون بمنأى عن آياته، ففقه الصحابة والسلف الصالح هذه الحقيقة، فتعاملوا معه كأنه رسائل موجهة إليهم بمختلف جوانب حياتهم، يقول الحسن بن علي رضي الله عنهما: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار.[8] سورة الملك من السور المكية، ثلاثون آية، نزلت بعد سورة الطور وكلها محكمة فلا ناسخ ولا منسوخ، لها عدة أسماء ما صح وثبت منها ثلاثة هي ( الملك، وتبارك الذي بيده الملك، والمانعة ). قال المهايمي: سميت به لاشتمالها على كثير مما ينبغي أن يكون عليه الملك من كثرة الخيرات، وعموم القدرة، والإحياء والإماتة، واختبار أعمال الناس، والغلبة والغفران، ورفع الأبنية لخدامه وعدم التفاوت في رعاياه، وتزيين بلاده، والقهر على الأعداء، والترحم على الأولياء، والأمن ورخص الأسعار، وأن لا يقدر أحد على نصر من عاداه، ولا على رزق من منعه[9]. ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo