فِيْ ساعةٍ مُتأخرةٍ فِيْ إحدَىْ الليَالِيْ المُقمِرَة
عدتُ إلى المنزلِ بعدَ سَهرةٍ بَحريةٍ بَاردةٍ
وَحِينمَا أقتربتُ مِنْ البَابِ الرئيسيْ وَجدتُها بالمِرصَادِ تريدَ الدُخولَ ، كمَا حَدثَ معيْ بِـ فيْ الليلةِ السَابِقةِ تمَامَاً . . !
فَجَعلتُ أُردِدُ : " أششششش " . . ثُمَ أقفلتُ البَابَ وَصعدَتُ إلىْ المَنزلِ
دَخلتُ الصَالةَ ، وَمَا أنْ جَلستُ ، حَتىْ تَعالىْ صوتهَا المُزعجْ ( مِيَاو ، مِياو )
كَالعَادةِ / لم أُباليْ ، فَهيَ خَارجُ المنزلِ وَلَا أظنْ الجُوعَ قدَ تمكَنَ مِنهَا . . !
لحظَاتٌ ، وَترتَفعُ حِدَّةُ الَـ " مِياو " عمَا كَانتْ عَليهِ منْ قبلْ . . !
فَـ قررتُ الخُروجَ ، وَمَا أنْ فتحتُ البَابَ حَتىْ وَجدتُهَا مُلاصِقةً لهُ
تَركتُ البَابَ مَفتوحَاً ، وَاتجَهتُ للدَاخِلِ ، فَإذا بهَا تَجرِيْ مُسرعَةً حَتىْ دَخلتْ خَلفَ " خَزانٍ مَاءٍ صَغيرٍ "
فَكَانَ السِرُ الذِيْ عِليَّ خُفيْ ، حِيثُ صِغَارُهَا هُناكَ يَختَبؤونْ .
تَذكرتُ القِصةَ التِيْ أخبرنيْ بهَا أخيْ فِيْ تلكَ السَهرةِ
يَقولُ : " قرأتُ اليومَ قَصةً عَجيبَةً عَنْ أبٍ أحرقَ عضوَ ابنهُ التَناسُليْ !
أتعلمُونَ لمِاذا . . ! ، لأنَّهُ _ أكرمَكُم الله _ بالَ عَلىْ الفِرَاشِ . . !
بعدَ أنْ رَأيتُ رحمَةَ ( القَطوةِ الَأُم ) بِصِغارِهَا
قُلتُ: سُبحَانَ اللهِ ، حَتَىْ الحَيوَانَاتُ ( لو تُفكِر قَليلَاً ) لَـ أنِفَتْ مِنْ المقارَنةِ
أصبحَنَا نَعيشُ فِيْ زَمنٍ " لَا يقبَلْ المُقارنَةِ "
" بُكَاءِ العَروسِ " يَستَفزُ قَريحَتِيْ :
تَدرُون ليشَ تَبكِيْ هَالمَدينَةِ . . !
تَبكِيْ مِنْ " خَايَنَ عَهَد "
وَتَبكِيْ مِنْ " سَارِقْ خَزينَةٍ "
تَبكِيْ مِنْ شَخصٍ حَقيرٍ
بَاعَ بالأمـوَلَ " دينه "
تَبكِيْ مِنْ ظُلمِ الوَزيرِ . . تَبكِيْ مِنْ غفلةَ أميرِ
تَبكِيْ وَاللهَ مِنْ ( بِطَانَةٍ ) . .
تَسَكرَ وَ تَرقصُ مُجونٌ ، للأسَفْ
فِيْ كِلِ حَانةٍ
وَإنْ سَألهَا مِنْ غَفلَ عنهَا تَقُولَ :
" أطمَئنِ إحنَا بَخيرٍ ، طَالَ عُمركَ ذِيْ إمَانَةٍ " . . !
شَطَحَاتٌ :
رِسَالَةٌ نَصيَةٌ مِنْ أُختِيْ قَبلَ يومَينِ :
إمرأةٌ تَقودٌ سَيارتهَا عَلىْ الطَريقِ ،
وَرَجُلٌ يَقودُ سَيارتَهُ فيْ نَفسِ الطَريقِ ، وَلكنْ فيْ الِإتجَاهِ المُعاكِسِ
يَمُرُ كُلٌّ منهُما علىْ الآخَرِ
فَتحَ الرجُلُ نَافِذَتهُ وَقالَ بِأعلىْ صَوتهِ : " بَقَرَرَرَرَرَةٌ " . . !
فَرَدتْ المرأةُ عَلىْ الفَورِ : " حِمَااااارٌ " . . !
وَيُكملُ كُلُّ مِنهُما طَريقَهُ ، وَكانتْ المرأةُ سَعيدَةً مُبتَسمَةً لِسُرعةِ بدِيهتِهَا
وَفجَأةٌ . . !
تَصطَدِمُ المرأةُ بِـ بَقرةٍ كَانتْ تَقفُ فِيْ الطَريقِ . . !
" لَيسَ كُلَّ مَايَقولَهُ الرَجُلُ تَفهَمَهُ المَرأةُ "
فَكتَبُ لهَا : " وَليسَ كُلَّ مَاتَفعلهُ المَرَأةُ يَكونُ خَاطِئَاً " . . !
الَـ ( نْ ) نِعمَةٌ وَنِقمَةٌ
وَالَـ ( حُ ) عَذَابٌ وَجَحيمٌ
وَالَـ ( مَ ) فِتنَةُ الزَمَانِ .
وَالجَنَةُ " أملٌ " ، وَالدُنيَا " أملٌ " .
وَحروفٌ خُلِقَتْ عَلىْ عَجلٍ ، لِأعيُنُكُمْ ( فَقَط ) :
- أعمِدَةُ الكَراِسيْ تُسقَط بِـ العَدَلِ ، وَلكِنْ / حِينَ يُسبَقُ بِـ ( لَا ) النَافِيةِ .
- دُعاَةُ التَقرِيبِ " بِجُحُورِهِمْ " يَختَبِؤون ، كَمْ أضحَكَتهُمْ تَلْك المُناظَرَاتِ . . بَعدَ أنْ أفاقُوا مِنْ غَيبُوبَتِهِم!
- الَأوَامِرُ المَلكَية تُنبئُ بِـ عَظمَةِ مَلِكٍ وَرَخَاءٍ ، وَإسقَاطَاتِ وَزَارَاتٍ وَقَطِعِ عِوَاءٍ ، وَكَفُ مُتَربصَةٌ تَصفَعُ لَا تَنفَعْ .
- فَاتِنَةٌ حَسَنَاء "حنِيْن " ، تَبدُوا للنَاظِرينَ ، وَبِـ إحشَائِهَا ( نُطفَةٌ مُحرَمَةٌ ) / فَـ لعَنةُ اللهُ علىْ كُلِّ فَاتِنَةٍ .
- حِكْمَةٌ قَذَافِيَة ، ورَدَ فِيْ كِتَابِ " الهَبَاءِ " بَاب " الغَبَاءِ " :
" عَلىْ أهلِ ليبِيَا أنْ يَحمَدُوا رَبَهُمْ لِوُجودِ الكَهربَاءِ ، فَلولَا وَجودهَا لشَاهَدُوا التِلفَازَ فِيْ الظَلَامِ " !
فَـ سُبحَانَ رَب السمَاءِ ، يَؤتِيْ الحِكمَةَ مَنْ يَشَاء .
- جَميلٌ أنْ تُفَّكِرَ فِيْ كُلِّ مَاحَولِكَ / وَلَكنَ الَأجمَل أنْ تَعِيشَ حَياتكَ بِلِا عَقلٍ !
كَمْ أغبِطْ المَجانِيَن !
.
.
.
.
لكُمْ / 