إمرأه سألت زوجها الطلاق من غير بأس

إمرأه سألت زوجها الطلاق من غير بأس

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل رجل لا بد له من الزواج، ولا بد في العلاقة الزوجية من مشادات أحياناً،فحينما يتصرف الزوج في هذه المشاحنة،

تصرفاً ينقله إلى دائرة الطلاق،عندئذ تقع المشكلة الكبيرة، الزوجة من نعم الله على الإنسان في الدنيا(الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة)فهذا صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،في صحيح مسلم،فالزوجة نعمة،ومن

المحافظة عليها أن يوقع الإنسان يمين الطلاق لأتفه الأسباب، هذا يكفر بنعمة الله عليه، كانت حلالاً له فأصبحت حراماً عليه،وأشد عذاباً من إنسان تورط في يمين

الطلاق،أليس من الأولى أن تعالج قضايا الزوجية في أية طريقة إلا موضوع الطلاق،هناك آلاف المعالجات،عليك أن

تعظ،وأن تبين،وأن تهجر،أو تعَنف، أو تتغافل،وأن تكرم،استخدم أي طريق إلا طريق الطلاق، لأن هذا الطريق

نتائجه ليست في صالحك،والطلاق في الشرع حل رابطة الزواج،وإنهاء العلاقة الزوجية،إن أقدس عقد في الحياة


الإنسانية، هو عقد الزواج، فالله جل جلاله يقول﴿وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض،وأخذن منكم ميثاقاّ


غليظاّ)سورة النساء،هذا الميثاق الغليظ هو،عقد الزواج،ميثاق غليظ، فقد أفضى بعضكم إلى بعض،يرى الزوج من زوجته

ما لا يستطيع أحد أن يراه منها، وترى منه ما لا تستطيع امرأةٌ على وجه الأرض أن ترى منه،هذا عقد مقدس، ومن

لوازم قدسيته،المحافظة عليه،زواج، وإنجاب أولاد، تربية أولاد،مستقبل أولاد،ثم إن طلقت أمه، ضاع بين أمه

وأبيه،وحطمت مكانته، وشعر بالضياع،من يربيهم ويهتم بشؤونهم،أي سلوك من شأنه أن يباعد بين الزوجين،ويفرق

بينهما، أو أن يلقي بينهما العداوة والبغضاء،هذا سلوك محرم في الإسلام،عن أبي هريره قال،قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم(ليس منا من خبب امرأة على زوجها،أوعبداّ على سيده)
(رواه أبو داود)معنى خبب،أي أفسد،أي سلوك يفعله رجل أو


امرأة من شأنه أن يفسد زوجة على زوجها أو زوجاً على زوجته، هذا سلوك يبغضه الله عز وجل،المؤمن دائماًّ


يوفق أخوه المؤمن،يمتن علاقة زوجها بزوجته عن طريق ترغيبه بزوجته،طلب النبي عليه الصلاة والسلام من امرأة أن


تراجع زوجها، قالت له(يا رسول الله إني أكره الكفر بعد الإيمان، فلما قالت له ذلك، قال(إذاً طلقها تطليقة،وردي له

الحديقة )هذه هي المخالعة،مادام أن تعيشي معه، وتقتربي من الكفر، والحياة لا تطاق، حياة مستحيلة، حياة متفجرة، كل يوم

مشكلة، تنافر في الطباع،والوفاق مستحيل، عندئذٍ يأتي الطلاق كحل لا بد منه، لكن هذا الحل أبغض الحلول إلى الله،

لهذا حينما ذكر الله عز وجل موضوع الصلح بين الزوجين قال﴿ والصلح خير﴾سورة النساء،امرأة سألت زوجها الطلاق

من غير بأس، قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه ثوبان عن رسول الله أنه قال(أيما امرأه سألت زوجها طلاقاّ من غير


بأس فحرام عليها رائحة الجنة)حديث حسن،رواه الترمذي، وأبو داود،وابن ماجه،هكذا تلقي الزوجه هذه القنبله التي تفجر غضب الزوج وتبدد ما تبقى في نفسه من حلم فيندفع ملقيا قنبله أخرى،في مواجهة قنبلة زوجته ،فيصرخ قائلاّ،انت طالق


وتصحو المسكينه مذهوله مفجوعه وقد فاجأها زوجها بتطليقها كما طلبت وتندم بعد ذلك ولكن حيث لاينفع الندم،اختي الزوجه،أحذري هذه العباره أحذفيها من قاموسك ألغيها ابعديها عن لسانك أجعليها عباره محرمه ،فتحرمك ألجنه وتبعدك



عنها،ألا تستحق هذه العباره منك الاهمال،والنسيان،وانت أيها الزوج،أذا صاحت فيك زوجتك وقالت لك أن كنت رجلاّ طلقني، فابتسم في وجهها مهما كنت غاضباّ، وقل لها ،لانني رجل فلن أطلقك،فالرجل القوي هو ألذي يملك نفسه عند


ألغضب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعه )حديث صحيح،قالوا فمن ألشديد يارسول الله، قال( الذي يملك نفسه عند ألغضب )والرجل هو ألذي يحلم عن زوجته أذا غضبت ويصبر عليها،متأسياّ بالنبي ألكريم،



أرجو الله عز وجل أن يلهم الأخوات المؤمنات الحكمة، كلمة طلقني، كلمة فيها كفر بنعمة الزواج،


أختي ألزوجه أحرصي على بيتك ولا تهدميه بيدك.

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري