لَا يَجُوْزَ الْسَّفَرِ إِلَىَ بِلَادِ الْكُفْرِ إِلَّا بِشُرُوْطٍ ثَلَاثَةٍ : [ عِلْمٍ + تُقَىً + حَاجَةً ]
عِلْمٍ لِيَدْفَعَ بِهِ الشُّبُهَاتِ
وَتُقَىً يَحْمِيَهُ مِنَ الْشَّهَوَاتِ
وَحَاجَةُ كَالاسْتِشِفَاءً أَوْ الْتِّجَارَةِ وَغَيْرِهِ
وَلِهَذَا فَإِنَّ الَّذِيْنَ يَسَافُرِونَ إِلَىَ بِلَادِ الْكُفْرِ مِنْ أَجْلِ السِّيَاحَةِ فَقَطْ أَرَىَ أَنَّهُمْ آَثِمُوْنَ
وَأَنَّ كُلَّ قِرْشٍ يَصْرِفُوْنَهُ لِهَذَا الْسَّفَرْ حَرَامٌ عَلَيْهِمْ وَإِضَاعَةَ لِمَالِهِمْ وَسَيُحَاسِبُونَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
( هذهِ ثانيهَا )
يَقُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِنَّ بِالْمَدِيْنَةِ لَرِجَالا مَا سِرْتُمْ مَسِيْرَا , وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيَا إِلَا كَانُوْا مَعَكُمْ , حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ"
مَعْنَىً الْحَدِيْثِ:
أَنَّ الْانْسَانَ إِذَا نَوَىً الْعَمَلُ الْصَّالِحُ وَلَكِنْ حَبَسَهُ عَنْهُ حَابِسٍ فَإِنَّهُ يُـكُتِبَ لَهُ أَجْرَ مَا نَوَىً
أَمَّا إِذَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِيْ حَالِ عَدَمِ الْعُذْرِ أَيُّ لِّمَا كَانَ قَادِرَا كَانَ يَعْمَلُهُ ثُمَّ عَجَزَ عَنْهُ فِيْمَا بَعْدُ فَإِنَّهُ يُـكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْعَمَلِ كَامِلَا
لِأَنَّ الْنَّبِيَّ -صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: " إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مَاكَانَ يَعْمَلُ صَحِيْحا مُقِيْمَا"
الْخُلَاصَةِ:
مَنْ كَانَ عَادَتُهُ عَمِلَ صَالِحٍ ثُمَّ حَبَسَهُ الْعُذْرُ ~> يَكْتُبُ لَهُ أَجْرَ الْعَمَلْ كَامِلَا
أَمَّا إِذَا كَانَ لَيْسَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَفْعَلَهُ فَإِنَّهُ~> يُكْتَبُ لَهُ أَجْرٌ الْنَّيَّةُ فَقَطْ دُوْنَ أَجْرِ الْعَمَلِ.

( هذهِ الثالِثة )
مَفْهُوْمِ الْوَطَنِيَّةِ :
نَحْنُ إِذَا قَاتَلْنَا مِنْ أَجْلِ الْوَطَنِ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْكَافِرِ لِأَنَّهُ أَيضاً يُقَاتِلْ مِنْ أَجْلِ وَطَنِهِ.
وَالَّذِي يُقْتَلُ مِنْ أَجْلِ الْدِّفَاعِ عَنْ الْوَطَنِ فَقَطْ لَيْسَ بِشَهِيْدٍ ,
وَلَكِنَّ الْوَاجِبِ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مُسْلِمُوْنَ فِيْ بَلَدٍ اسْلَامِيْ وَلَلَّهِ الْحَمْدُ أَنْ نُقَاتِلَ مِنْ أَجْلِ الْاسْلَامِ فِيْ بِلَادِنَا
انْتَبِهْ لِلْفَرْقِ: نُّقَاتِلْ مِنْ أَجْلِ الْاسْلَامِ فِيْ بِلَادِنَا فَنَحْمِيَ الْاسْلَامِ الَّذِيْ فِيْ بِلَادِنَا
فَيَجِبُ أَنْ نَصَحِّحَ هَذِهِ الْنُّقْطَةُ,
فَيُقَالُ نَحْنُ نُقَاتِلُ مِنْ أَجْلِ الْاسْلَامِ فِيْ وَطَنِنَا أَوْ مِنْ أَجْلِ وَطَنِنَا لِأَنَّهُ اسْلَامِيْ نُدَافِعْ عَنْ الْاسْلَامِ الَّذِيْ فِيْهِ
أَمَّا مُجَرَّدُ الْوَطَنِيَّةِ فَإِنَّهَا نِيَّةِ بَاطِلَةٌ
وَمَا يَذَّكَّرُ مِنْ أَنْ "حَبٍ الْوَطَنِ مِنْ الْإِيْمَانِ" وَأَنْ ذَلِكَ عَنْ الْرَّسُولَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ

( هذهِ الرابِعَة )
الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُـحْـمَدْ عَلَىَ كُلِّ حَالٍ,
وَكَانَ الْرَّسُوْلُ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصَابَهُ مَايُسُرَ قَالَ " الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الْصَّالِحَاتُ "
وَإِذَا أَصَابَهُ سِوَىْ ذَلِكَ قَالَ " الْحَمْدُلِلَّهِ عَلَىَ كُلِّ حَالٍ "
أَمَّا مَا شَاعَ عِنْدَ كَثِيْرَ مِنْ الْنَّاسُ " الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِيْ لَا يُحْمَدُ عَلَىَ مَكْرُوْهٍ سِوَاهُ " هَذَا حَمْدٌ نااااقِصّ!!
أَنَا لَا أَقُوْلُ إِنَّ الْانْسَانَ لَا يُكْرَهُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْبَلَاءِ, بِطَبِيْعَةِ الْانْسَانُ أَنْ يَكْرَهَ ذَلِكَ,
لَكِنْ لَاتُـعْلِـنْ هَذَا بِلِسَانِكَ فِيْ مَقَامٍ الْثَّنَاءِ عَلَىَ الْلَّهِ بَلْ عَبَّـرُ كَمَا عَبَّرَ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
غَفَرَ الْلَّهُ لَنَا وَلَكُمْ ,, يْاكَثِرٌ مَا قُلْتُهَا ,,
لَكِنْ الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِيْ علَمْنَآً مَالَمْ نَكُنْ نَعْلَمُ.
(
هذهِ الخامِسَة )
مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْنَّاسِ مِنْ الانْتِحَارَ بِحَيْثُ يَحْمِلُ آَلَاتِ مُتَفَجِّرَةٌ وَيُقَدِّمُ بِهَآ إِلَىَ الْكُفَّارِ ثُمَّ يُفَجِّرُها إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ
فَإِنْ هَذَا مِنْ قَتْلِ الْنَّفْسِ وَالْعِيَاذُ بِالْلَّهِ, وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ خَالِدٌ مُخَلَّدِ فِيْ نَارِ جَهَنَّمَ أَبَدَ الْآِبِدِيْنِ
كَمَا جَاءَ فِيْ الْحَدِيْثِ عَنْ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِأَنَّهُ قَتَلَ نَفْسَهُ لَا فِيْ مَصْلَحَةِ الْاسْلَامِ, لِأَنَّهُ إِذَا قَتَلَ نَفْسَهُ وَقَتَلَ عَشْرَةَ أَوْ مِائَةً أَوْ مِائَتَيْنِ لَمْ يَنْتَفِعْ الْاسْلَامِ بِذَلِكَ
فَلَمْ يُسْلِمْ الْنَّاسِ, بِخِلَافِ قِصَّةِ الْغُلامِ مَعَ الْرَّاهِبِ وَالْمَلَكُ - حَدِيْثٍ طَوِيْلٍ بِإِمْكَانِكُمْ الْبَحْثَ عَنْهُ-
وَهَذَا رُبَّمَا يَتَعَنَّتُ الْعَدُوِّ أَكْثَرَ وَيَوْغَرُ صَدْرَهُ هَذَا الْعَمَلِ حَتَّىْ يَفْتِكُ بِالْمُسْلِمِيْنَ أَشَدُّ فَتْكَ
كَمَا يُوْجَدُ مَنْ صَنَعَ الْيَهُوْدُ مَعَ أَهْلِ فِلَسْطِيْنَ
وَلِهَذَا نَرَىْ أَنْ مَايَفْعَلُهُ بَعْضُ الْنَّاسِ مِنْ هَذَا الانْتِحَارَ نَرَىْ انَّهُ قُتِلَ نَفْسٌ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَأَنَّهُ مُوَجِّبٌ لِدُخُوْلِ الْنَّارِ, وَأَنَّ صَاحِبَهُ لَيْسَ بِشَهِيْدٍ
وَلَكِنْ إِذَا فَعَلَ الْانْسَانَ هَذَا ظَانّا أَنَّهُ جَائِزٌ فَنَرْجُو أَنْ يُسَلِّمَ مِنَ الْإِثْمِ
وَ أَمَّا أَنْ تَكْتُبَ لَهُ الْشَّهَادَةُ فَلَا لِأَنَّهُ لَمْ يَسْلُكْ طَرِيْقِ الْشِهَادَةِ.

( هذهِ السادِسَة )
هَلْ الْعَقَلْ فِيْ الْدِّمَاغِ أَمْ فِيْ الْقَلْبِ ؟!
الْعَقَلْ فِيْ الْقَلْبِ وَ الْقَلْبِ فِيْ الْصَّدْرِ
" أَفَلَمْ يَسِيْرُوْا فِيْ الْأَرْضِ فَتَكُوْنَ لَهُمْ قُلُوْبٌ يَعْقِلُوْنَ بِهَا " الْحَجِّ:46
" فَإِنَّهَا لَا تَعْمَىَ الْأَبْصَارُ وَ لَكِنْ تَعْمَىَ الْقُلُوْبُ الَّتِيْ فِيْ الْصُّدُوْرِ " الْحَجِّ: 46
فَالْأَمْرُ فِيْهِ وَاضِحٌ جَدَّا أَنَّ الْعَقْلِ يَكُوْنُ فِيْ الْقَلْبِ
وَ يُؤَيَّدُ هَذَا قَوْلُ الْنَّبِيِّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أَلَا وَ إِنْ فِيْ الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَ إِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ"
إِذَا الْقَلْبُ هُوَ مَحَلُّ الْعَقْلِ وَلَا شَكَّ
وَلَكِنَّ الْدِّمَاغَ مَحَلُّ الْتَّصَوُّرِ ثُمَّ إِذَا تَصَوُّرُهَا وَ جَهَّزَهَا بَعَثَ بِهَا الَىَّ الْقَلْبِ
ثُمَّ الْقَلْبِ يَأْمُرُ وَ يَنْهَىَ
فَكَأَنَّ الْدِمَاغِ (سِكِرْتِيْر) يُجَهِّزْ الْأَشْيَاءِ ثُمَّ يَدْفَعُهَا الَىَّ الْقَلْبِ.

( هذهِ السابِعَة )
الِانْتِقَالِ مِنْ نِيَّةِ إِلَىَ نِيَّةِ فِيْ الصَّلَاةِ:
هُنَاكَ ثَلَاثَ حَالِاتِّ:
1- مِنْ مُطْلَقِ ( أَيُّ صَلَاةِ نَافِلَةِ ) إِلَىَ مُعَيَّنٍ ( أَيُّ صَلَاةِ فَرِيْضَةً ) --> لَا يَصِحُّ الْمُعَيَّنِ وَيَبْقَىَ المُطَّلقَ
2- مَنْ مُعَيَّنْ ( أَيُّ صَلَاةِ فَرِيْضَةً ) إِلَىَ مُعَيَّنٍ ( أَيُّ صَلَاةِ فَرِيْضَةً ) --> يُبْطِلُ الْأَوَّلَ وَلَا يَنْعَقِدُ الْثَّانِيَ
3- مَنْ مُعَيَّنْ ( أَيُّ صَلَاةِ فَرِيْضَةً ) إِلَىَ مُطْلَقِ ( أَيُّ صَلَاةِ نَافِلَةِ ) --> يَصِحُّ .. وَيَبْقَىَ الْمُعَيَّنِ عَلَيْهِ
( هذهِ الثامِنَة )
حَكَمَ قَوْلٍ طَالَ عُمْرُكَ:
كَرِهَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ يُدْعَىَ لِلْإِنْسَانِ بِطُوْلِ الْبَقَاءِ,
قَالَ: لَا تَقُلْ أَطَالَ الْلَّهُ بَقَاءَكَ إِلَا مُقَيَّدَا, قُلْ أَطَالَ الْلَّهُ بَقَاءَكَ فِيْ طَاعَتِهِ
لِأَنَّ طُوِّلَ الْبَقَاءِ قَدْ يَكُوْنُ شَرَّا لِلْانْسَانِ.

( هذهِ التاسِعَة )
قالْ تعالَىْ فِيْ الحَدِيثْ القدْسِيّ :" يَا عِبادِيْ كُلُكمْ عَارٍ إلاّ مَنْ كَسَوْتهْ , فاسْتكْسُونيْ أكسُكُمْ "
ذكَرَ بَعضُ العَابرينَ للرؤيا
أنّ الانسَانْ إذا رأىَ نفسَهُ فِيْ المَنامِ عَارياً فإنَهُ يَحْتاجُ إلىْ كِثرَة الاسْتغفَارْ
لأنّ هَذا دَليلٌ عَلىْ نقصَانْ تقْواهْ, فإنّ التقْوىَ لِباسْ.
( هذهِ العاشِرَة )