رد: رابطة الزعيـــــ الهلال ـــــم
(بدر) العالمي .. و (أحمد) الزعيم ..وكالديرون ودراغان
خلف ملفي
في أوروبا يجيدون التخطيط في الربع الأخير من الموسم تأهبا للموسم القادم، وفي الفترة الثانية من تسجيل اللاعبين خلال الموسم يكون التغيير طفيفا ربما لاعب واحد، وقد يكون العمل في هذه الفترة متصلا بدراسات العام الماضي أو منذ بداية الموسم بخيارات بديلة (احتياطية) تحسبا لما قد يحدث، وسأضرب مثالا بـ (ديفيد فيا) ومتى أعلن عن انتقاله لبرشلونة، وكيف تأجج إبداعا هذا الموسم ؟
وهنا في أنديتنا الغالية، واضح أن هناك تطور بوجود لاعبين معروفين في أوروبا أو من النجوم التي فرضت نفسها مع منتخباتها الخليجية والعربية، وهناك من يطيل في البحث ولا يجد ضالته لتردده ومخاوفه من ردود الفعل، وأحيانا يكون الاختيار (حظا) أو باجتهاد فردي دون أن أغفل الدور الذي يلعبه الإداريون، لأنه من السهل أن يتم تغيير المدرب كي يبقى اللاعبون الذين لم يختارهم.
ولو توقفنا مع الهلال الذي كان بحاجة فقط إلى (رأس حربة) بعد ذهاب البرازيلي نيفيز وبعد أن وضح حاجة الفريق لرأس حربة تقليدي ييسر مهام ياسر ويستثمر أيضا اسم ياسر، وخصوصا أن الفريق مستقر عناصريا منذ سنتين بتميز يضرب به المثل دائما.
وبعد مفاوضة عدد من النجوم اتجه الهلال إلى (المغمور) أحمد علي الذي واجه انتقادات في أول مباراتين، وهذا ظلم له أو لغيره في عرف كرة القدم، وما لبث أن قدم نفسه (تكتيكيا) وسجل أهدافا بخاصية (رأس الحربة التقليدي)، ولكنه أثبت أنه ليس من فئة المهاجمين المهاريين، وبالتالي سيستثمره كالديرون ماتبقى من فترة عقده على هذا النحو، وبعد ذلك لكل حادث حديث..
وهو اللاعب الذي يحتاجه ياسر لكي يمارس أدواره بارتياح، لكن ياسر ومنذ أتى كالديرون لم يقدم نصف مستواه بما يوازي إمكاناته البدنية والفنية والذهنية المعززة بالخبرة، ربما مباراة واحدة قدم فيها مستوى لافتا في أول ظهور له بجوار أحمد علي الذي يتمتع بلياقة عالية وقوة بدنية ويتحرك بناء على توجيهات المدرب، ومن مصلحته أن يهتم بمزاياه، أما إن أراد جذب الجمهور بالمهارات فربما يضيع أهم ما لديه، والأكيد (لو) أن ياسر يلعب بمستواه المعروف سيتضاعف المعدل التهديفي للفريق وبالتالي يؤدي باقي اللاعبين بارتياح أكثر، وبالمناسبة ياسر في أفضل جاهزية لياقية وليس مصابا وهذه من مزايا كالديرون بعدم إشراك أي لاعب يعاني من إصابة، ولذا أجلس ياسر وهوساوي وحسن العتيبي وويلهامسون في الاحتياط أوخارج التشكيلة في مباريات مهمة كونهم غير قادرين على تقديم المطلوب منهم جيدا ولمنح آخرين الفرصة الحقيقية، في حين كان بعضهم يلعبون متحاملين على إصاباتهم قبل كالديرون، وقد نستثني مباراة سبهان التي أشرك فيها الخالدي مدافعا ثالثا لأن المرشدي ورادوي ليسا في جاهزية تامة وهي مباراة مفصلية وليس لديه بدلاء في هذه المراكز، ونجح في مجاراة الفريق الإيراني الصعب والقوي جدا على أرضه بطريقة جديدة (ثلاثة مدافعين مع تحرير الظهيرين).
ولان محور الحديث ياسر وأحمد علي، فإن ياسر يسجل أهدافا ويخسر فرصا أسهل وأيسر في عدد من المباريات بل أحيانا يعقد هجمات خطرة ، وكل هذه الأشياء حدثت في مباراة الجزيرة التي قلب فيها الهلال النتيجة بياسر سلبا وإيجابا، وبالتالي على ياسر مسؤولية كبيرة في الحضور فنيا، إلا إذا كان يعاني مشكل خاصة.. (أو) إصابة خفية تؤثر في مهارة الاستلام والتسليم ..!
الأكيد أن ياسر - بنصف مستواه - مطلوب ووجوده مؤثر، ومع ذلك يبقى السؤال حول تراجع مستواه عن باقي اللاعبين..!
وربما أنه غير مرتاح لطريقة كالديرون وبالتالي لايقدم أفضل مالديه، مع التأكيد على أن هذا تعليل بعيد عن الواقع والمنطق..!
في الجانب المنافس، كانت إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي قد بدأت عملها بأسلوب احترافي من الثلث الأخير الموسم الماضي حينما أحضرت المدرب الإيطالي زينجا الذي راقب وبرمج برنامج الموسم الجديد واختار اللاعبين الأجانب بعضهم سبقتهم شهرتهم، لكن وبعد مضي نصف المدة من الموسم افترق الطرفان لعدة أسباب مدركة لدى المتابعين، والنقطة الجوهرية هنا عدم استمرار المدرب الذي رسم استراتيجيته لموسمين وأن يحقق البطولات في الموسم الثاني، وحينما غادر تورط النادي بلاعبين مدة عقودهم سنتان ..!!
وحاول مسيروا النادي إنقاذ مايمكن إنقاذه فأعلنوا المفاجأة بالتعاقد مع (بدر المطوع) مهاجم الكويت، وهو لاعب من طراز نادر يتمتع بالذكاء والخفة ولا يتفلسف.
والأغلبية كانوا يرددون (ماذا سيفعل المطوع لوحده؟!)، مشيرين إلى أن الفريق يعاني من (جميع) أجانبه وهذا بحد ذاته كاف لعدم الذهاب بعيدا في مختلف البطولات وخصوصا آسيا. أضف إلى ذلك التعاقد مع مدرب سيرته أقل من أن ينجح في حل مشاكل كثيرة فنيا وعناصريا خصوصا أن الفريق محاط بمعوقات إدارية وشرفية وضغوطات جماهيرية وإعلامية..!
وأثبت بدر المطوع أنه مكسب كبير منذ أول مباراة وقدم نفسه بما يؤكد قدرته على صنع الفرق مع النصر وسجل أهدافا بطريقة عالمية آخرها هدفه (الرايق) في مرمى الاستقلال.
الآن المدرب دراغان محاط بقناعة الأغلبية أنه (غير كفء)، وتصل مرحلة انتقاده إلى أنه (يتخبط)..!!
ومن جانبي أقول إن المدرب أوقع نفسه في مأزق بعدم قناعته في بداية عمله بالسهلاوي الذي يعتبر أحد أهم المهاجمين في الدوري .. وشخصيا، صنفته الموسم الماضي بأفضل مهاجم، وزاد الطين بله انتقاد اللاعب للمدرب في مباراة النصر والهلال، فاتسعت الفجوة إلى أن عاد آخر مباراتين وأجبر المدرب على الاعتماد عليه، لكن الزين مايكمل فهناك عبدالرحمن القحطاني غير مرغوب فيه لدى المدرب الذي فاقم المشكلة بإشراكه آخر دقيقة من الشوط الأول في مباراة أمس أمام الاستقلال بديلا لسعود حمود ثم استبدله بعد أقل من 30 دقيقة..!! وحتى لو كان المدرب على حق بأنه لم يؤد الدور التكتيكي المطلوب منه فإن إرهاصات ركنه عدة مباريات تعزز من موقف المدرب السلبي، ولا سميا أن القحطاني من أميز اللاعبين.
أحيانا تعذر مدرب النصر – أيا كان – في ظل تدني مستوى الأجانب ومحدودية مستوى البدلاء حينما يفقد لاعبين آخرين مهمين وبالتالي يبقى في حيرة من أمره، وربما أن دراغان بحاجة لوقت أطول كي يقتنع ببعض اللاعبين الصاعدين وأنهم أفضل من الأجانب وسيبدعون بالصبر عليهم، والزيلعي مضرب مثل حينما أخذ فرصته كافية، لكن المحير حينما يهمل المدرب أهم أسلحته، وفي النصر خط الهجوم هو السلاح الأقوى بوجود لاعبين كثر متنوعين في المزايا ومع ذلك (لايشركهم) سويا أو على الأقل أغلبهم في ظل تواضع مستوى بعض الخطوط، والواضح أن دراغان يمر بمرحلة (انعدام التوازن)..!
لكن وما دام أن النصر تأهل عن مجموعته ثانيا، يجب أن تتضافر الجهود في هذه الفترة الحرجة جدا كي يتجاوز أهم منعطف في مباراة صعبة على أرض ذوب آهن الإيراني ضمن دور الـ 16، ومن ثم يبحث مسيروه عن التغيير والتطوير في دور الثمانية الذي سيكون في بداية الموسم القادم، ومن واجب الجماهير النصراوية أن تعزز ثقتها في اللاعبين ومن يقودون دفة العمل حاليا.
ننتقل لكالديرون الذي قدم أقوى عمل مع الهلال في ظل الظروف التي عصفت بأغلب الفرق الكبيرة الأخرى بعد فترة التوقف لأكثر من 40 يوما وبعد انتكاسة المنتخب آسيويا..!! ولكن أسلوب عمله واحترافيته وجديته وقوة شخصيته والمساندة الإدارية القوية والاحترافية المدعومة بفكر سامي الجابر المعززة بمنح الصلاحيات من إدارة النادي بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد عوامل أبقت الهلال مشعا.
والملاحظ أن هناك محللين ونقادا يتربصون به وتحليلاتهم وقراءاتهم في واد.. وكالديرون في واد آخر يسلك من خلاله طريق النجاح بأداء قوي في الملعب وإجرءات إدارية وفنية صائبة، وفي بعض المباريات كان بحاجة إلى مهاجمين يتوجون العمل الفني القوي لكن كراتهم تقطع أو تتوه من أقدامهم إلى الفريق المقابل فترتد هجمات خطرة في ظل اندفاع بعض اللاعبين القادمين من الخلف، ومع ذلك عاد بقوة وقلب النتائج، والأكيد (لو) أن بعض اللاعبين يتقيدون بمهامهم التكتيكية ولو بنسبة 60% ربما أن النتائج مضاعفة.
والملاحظ أيضا أن البعض يغفلون تألق فرق أخرى في مستوى وقوة الهلال وسجلوا أهدافا جميلة تؤكد جودة عمل تكتيكي ومهارة نجوم مثل فريق سبهان، وهذا يبرهن أيضا على قوة عمل المدرب الهلالي وتميز نجومه، أما من يقلل من قيمة بعض الفرق المنافسة أو هبوط مستوى الدوري المحلي بشكل عام فإن من يعمل بشكل صحيح يحقق مبتغاه، ومن لايعمل جيدا لن يفوز على فريق ضعيف مثله، وإن فاز فلن يذهب بعيدا إلى المنصات..!
وفي هذا الشأن هناك من أظهر تربصه بكالديرون بعد أول خسارة أو حتى تعادل دون أن يكون التقييم منصفا على صعيد هجمات يقتلها عنصر أو اثنين بتمريرات خاطئة أو بالمبالغة في المحاورة، ولكن ومع مرور الوقت انضبط غالبية اللاعبين في التفاعل مع التكتيك فانصبغت الثقة على أفراد المنظومة.
هو كأي مدرب يخطيء في بعض المباريات لكن إيجابياته طاغية جدا، وهذا يؤكد أنه أنجح مدرب هذا الموسم رغم أنه حضر في وقت عصيب.
ربما يؤخذ على كالديرون عدم منح عيسى المحياني الفرصة كافية وفي بعض الأحيان يكون الفريق بحاجة إلى (حيوية) هذا اللاعب فيتأخر في إشراكه رغم أنه كان إيجابيا في عدة مناسبات.
وحتى لو خسر كالديرون التأهل آسيويا إلى دور الثمانية أمام الاتحاد في جدة.. أو كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، من مصلحة الهلاليين التمعن جيدا في مجمل عمله وخططه المستقبلية.
بقي أن أقول إن الاتحاد والشباب تأهلا أيضا عن جدارة وساهما مع الهلال والنصر في تقوية حظوظ الكرة السعودية، وهذا ما سأعود إليه لاحقا مع أمنياتنا لجمع الفرق بالتوفيق ورفع مستوى الكرة السعودية.
|