10-15-2013, 10:34 PM
|
#2
|
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10854
|
تاريخ التسجيل : May 2013
|
المشاركات :
2,914 [
+
] |
التقييم : 1076
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Darkred
|
|
رد: وفديناه بذبح عظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين؛ عظَّم شأن الذبح والنحر، وأمر في هذه الأيام بالتكبير والذكر، ورتب عليه عظيم الأجر، نحمده فهو أهل الحمد، ونشكره على نعم لا تحصى ولا تعد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها الناس: من خصائص هذه الأيام العظيمة أن رأسها وتاجها يوم النحر قد خص بعبادة الذبح لله تعالى، وإنهار دماء الأنعام تعظيما له سبحانه، وشكرا لنعمه وعطائه؛ فالحجاج ينسكون له بالهدايا، وأهل الأمصار يتقربون له بالضحايا، وهي منهم وإليهم، فينالون أجرها، ويأكلون لحمها ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]. والسنة أن يباشر صاحب الهدي والأضحية ذبحها بنفسه، وأن يأكل منها ويهدي ويتصدق. قال أَنَس رضي الله عنه:«ضَحَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ على صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ فَذَبَحَهُمَا بيده»رواه الشيخان.
ولأنها لله تعالى كان لا بد أن تكون طيبة سالمة من العيوب فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ: مَا لَا يَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ. فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -... فَقَالَ: " أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ. قَالَ: «مَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ»رواه أبو داود.
والأفضل أن يأخذ أطيب شيء يقدر عليه، قال أَبَو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ: «كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ».
وصاحب الأضحية يمسك عن شعره وأظفاره إلى أن تُذبح أضحيته؛ لحديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أحدكم أَنْ يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شيئاً» وفي رواية:«فلا يَأْخُذَنَّ شَعْرًا ولا يَقْلِمَنَّ ظُفُرًا» رواه مسلم.
ومن طرأت عليه الأضحية أثناء العشر، أو وجد ثمنها بعد مضيِّ أيام منها فيشرع له أن يضحي، ولو كان قبل نيته قد أخذ من شعره وأظفاره، فتقربوا لله تعالى بها في أفضل أيامه، وطيبوا بها نفسا؛ فإنها من شعائر الله تعالى المعظمة ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
وصلوا وسلموا على نبيكم..
شبكة الالوكة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|