سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة - موطن كلمات المنفى
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2013, 08:43 PM   #46
قـاصد كـريم
عضو مجلس الادارة


قـاصد كـريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2703
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 المشاركات : 3,722 [ + ]
 التقييم :  3340
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Lightsteelblue

الاوسمة

افتراضي رد: موطن كلمات المنفى




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]






كان أصغرهم سنا، وأرجحهم، عقلا وأكثرهم تحملا للمسؤولية، بل كان ابوه يعتمد عليه بكل شي تقريبا، دون البقية، اذ كان الأخوان الآخران لهم استقلاليتهما الكامله بحكم أنهما أرباب أسر .
رغم أن أخاهم الصغير، كان العامل في الحقل، والراعي في الماشية، الا أنه يجد مضايقة من أخويه تحت مسمى بسط النفوذ، لولا ينهاهم أبوهم عن ذلك في مناسبات عدة، يصل التصعيد فيها أحيانا الى قلة اللياقة منهما، في مخاطبة أبيهما، التي تفتقر إلى أدنى حدود البر، ورفع الصوت، والتجريح بالفاظ لايستسيغها الغريب من الغريب .
تلك الأحداث كانت تدور في قرية صغيره، تحيطها القرى احاطة السوار بالمعصم، في بيت متواضع، في مزرعة صغيره، تضم بعض المزروعات ،وعدد من الماشية .
في البيت يسكن ذلك الشيخ، ومعه ابنه الصغير، وكانا يستبقان الصباح ،لتقاسم المهام،إلا أن الإبن له نصيب الأسد من العمل، بينما كان أبوه، وبحكم كبر سنه وضعفه، يقوم ببعض الأدوار التكميليه .
يأتي دور الأخوين الكبيرين عند الحصاد، فما ينفكان ينتقدان المخصصات، ويمتعظان من آلية توزيع الحصص، رغم أن كل مايحتاجانه وأسرتهما من خير تلك المزرعه .
استمر الوضع على ماهو عليه، حتى ضاق ابوهما بهما ذرعا، فحالهما لايبشر بخير، بل يزداد سوءا وتعقيدا مع مرور الوقت ،تماما مثل حاله ، فالمرض أخذ من صحته، واقتربت أيامه الأخيره، فخشي على ابنه، الذي كان منه بمنزلة يوسف من أبيه، وكان من أخويه بمنزلة يوسف من أخوته ، فقرر أن يوصي له بشيء من التركة،قبل أن يتوفاه الله، ويخرج الابن صفر اليدين .
كتب الوصية وأشهد عليها ذوا عدل من أهل قريته، وكتب فيها أن لإبني الأصغر كل ماأملك من نقد، ولأخويه باقي العينيات .
تلك الوصية التي شهدها أبناءه الثلاثه، وأقروا عليها بالإجماع ، ويعود السبب في اقتناع الأخوين الجشعين بالوصية وقبولها، أنهما كانا يظنان أن اباهما لايملك إلا النزر اليسير من المال .
وعندما هموا بالخروج، طلب الأب من ابنه الصغير المكوث بجانبه، ليخفف عنه أوجاعه بمؤانسته له، وانصرف الأخوان فرحين بالغنائم، هاربين عن خدمة ابيهم، مستعجلين موته .
جلس الإبن بجانب ابيه الذي أعياه المرض، ومع ذلك فقد تحامل على نفسه كثيرا، ليبلّغ ابنه كلاما هو من الأهمية بمكان، وقال : أي بني اني محدثك بحديث ليس من حديث الركب ،ولا بحديث أنس، وهو لك لا لغيرك، فاحفظه عني وتفكر به مليا، فإذا لم تفقهه، فاعمد الى من تراه أهلاً لتأويله .

أي بني يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) عليك بالحج ولاتسوّف وانت قادر عليه .
أي بني يقول النبي الكريم أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ) فإن رأيت يتيما فأكرمه وأحسن إليه .
أي بني سوف تجد أناس هم لك أحسن من أخوتك لك، فرب أخ لك لم تلده امك .
أي بني ادفع لكل عامل حقه، ولا تبخس من شيئا، حتى وان كنت تؤويه وتطعمه .
ياعزيزي اني تركت لك من المال مالم يعلمه اخويك، وقد خبأته لك تحت باب المزرعه، فخذه بليل وغادر القرية على عجل . وإن لك أمانة عند عجوز تقطن سفح الجبل الشرقي، فلا تنساها.
وأخير ا أحسن لمن أساء إليك فإن الإحسان خير كله .
انتهى كلام الشيخ لابنه، وانقضى عمره في تلك الليله . وفي الصباح جاء الأخوان واذا بأبيهما قد فارق الحياة، فأمرا أخيهما بالرحيل، بعد أن اسكنوا أبيهم قبره، فطلب منهم مهلة ليوم واحد فقط، فأجابوه على مضض .
ولما جن الليل، ذهب الولد فاستخرج ماله، وغادر القرية التي لم يفارقها قط في حياته، غادرها وشوقه الى مراتع طفولته، ومعاهد صباه يجذبه إليها،ولكن ظلم ذوي القربى يدفعه عنها .
وفي الصباح توجه الى تلك العجوز لأخذ أمانته، بعد أن أخبرها بنبأه، فأخبرته أن امانته لم يحن موعد تسليمها بعد،وطلبت منه العوده في وقت آخر، وأبلغته بعدم التأخير .
ذهب الشاب طالبا من هو لتأويل وصية ابيه بأهل، إذ أنه لم يستطع فك رموزها . فراح يجوب القرى، بحثا عن عالم كيّس فطن، يقرأ الخبر بين السطور، ويخبره عن ماوراء البحور .
وصل الى قرية كبيره، حاضرة البحر، إلا انها تعلوه قليلاً، وتطل على الوادي الكبير، من الناحية الأخرى، فراعه المنظر الجميل، وانشرحت له أساريره، وقرر الإقامة فيها أياما للراحة والاستجمام .
وفي الصباح سأل عن أعلم رجل في القرية، فدلوه عليه، ولما قابله طلب منه السماح له بالإنضمام الى تلاميذه فرحب به .
كان قصد هذا الشاب الذكي، خلافا عن طلب العلم، التعرف على العالم عن كثب، ليرى مدى علمه وفطنته وكل مايتعلق به، وايضا لكي يكون قريبا منه، ويتجسر عليه شيئا فشيئا، فلا يتردد اذا ماقرر أن يسأله عن وصية أبيه . فاشترى بيتا بقرب الجامع، ليكون قريبا من العالم، وتاجر بما تبقى معه من مال، ليؤمن قوت يومه، فقسم وقته بين طلب العلم والمال، ونجح في طلبهما، حتى أصبح تاجرا وطالب علم مجتهد .
مكث هذا الشاب عند العالم قرابة العام، يتلقى تعليمه بجد واجتهاد، حتى أصبح ذا حظوة عند شيخه .
وفي يوم من الأيام، وبعد أن انصرف الطلاب، استأذن الشيخ بالحديث عن وصية أبيه، فأذن له، وبعد أن انتهى من الحديث، سأله الشيخ أسألة كثيره تتعلق بحياته، وأجابه عليها، ثم انصرف الشيخ دونما رد .
استمر الوضع على ذلك أياما ليست بالقليله، حتى نفد صبر صاحبنا .
كان قصد الشيخ الفطن من تناسي الموضوع، هو تشويق تلميذه لمعرفة الحقيقة،حتى يكون على أتم الاستعداد، لمفاجئات لم تكن في الحسبان . عزم الطالب ذات يوم أن يسأل شيخه عن أمر الوصية، وانتظر حتى انفض الطلاب من حوله، ومن ثم استأذن الشيخ بالموضوع، فطلب منه الشيخ مرافقته للبيت، فأجابه الى ذلك. وبعد أن قدّم له واجب الضيافة، قال له يابني : إن أباك رجل حكيم، وإني قد قاربت بين كلامك وكلامه، فلم يتعارضا لدي، باستثناء شي من الغموض، لم أجد له تفسيرا، ولعل الله يطلعنا على خفاياه . يابني فأما قول أبيك :
(يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) عليك بالحج ولاتسوف وانت قادر عليه )
فإن ظاهره حث على الحج، وباطنه إخبار بأنك ولدت برحلة الحج، وهذا يتوافق مع ماأخبرتني به، فقد قلت أن أمك ولدت بك وهي عائدة من الحج .

وأما قوله أي بني يقول النبي الكريم أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ) فإن رأيت يتيما فأكرمه وأحسن إليه .)
فظاهره فيه حث على الإحسان للأيتام، وباطنه يخبر بأنك يتيم . فقال الشاب وبدون شعور : وما العجيب في ذلك فقد أخبرتك بأن أمي ماتت وأنا صغير.
فقال له الشيخ: على رسلك يابني، فلا تستبق الأمور، ودعني أكمل . فسكت وهدأ .
ثم استدرك الشيخ قائلا : يابني أماقول أبيك :
(أي بني سوف تجد أناس هم لك أحسن من أخوتك لك فرب أخ لك لم تلده امك )
فظاهره معلوم للجميع، وباطنه يخبر بأن أخويك ليسا من أمك .
هنا كانت الصدمة للشاب فأراد أن يتكلم، إلا أن الشيخ أشار له بالتوقف، وطلب منه عدم المقاطعه مرة أخرى، ريثما ينهي حديثه .
ثم استمر الشيخ قائلا: وأما قول أبيك :
(أي بني ادفع لكل عامل حقه ولا تبخس منه شيئا حتى وان كنت تؤويه وتطعمه ).
ففي ذلك دلالة واضحة على أنك لست ابنا له، وانما كنت أجيرا لديه، يطعمك ويؤويك، وقد أعطاك حسابك قبل موته دون أن يبخس منه شيئا، ولم يكن ذلك ميراثا، وإلا كان كتب لك من المزرعه أو البيت .
وأما قوله :

(ياعزيزي اني تركت لك من المال مالم يعلمه اخويك وقد خبأته لك تحت باب المزرعه فخذه بليل وغادر القرية على عجل . )

فإنه من الوضوح بمكان، على تأكيد ماأسلفت قوله، فقد قال في آخر كلمة خاطبك بها ( يا عزيزي ) وهذه لايقولها أب لابنه بهكذا موضع ، وقد خبأ لك باقي أجرتك كي لايطمع أخويك بها، وهذا وراء قوله ( خذه بليل وغادر القرية على عجل ) حيث أنه خشي أن يغتصباك المال إذا علما بوجوده .


هذا ما لدي حول وصية أبيك والله أعلم وأحكم .

أسقط في يد الشاب من هول ماسمعه والتزم الصمت قليلا ثم نطق وقال : ابن من أنا إذا ؟!
قال الشيخ : لا أعلم . ثم استدرك بقوله : أما قال لك شيئا غير ماقلته لي ؟
قال : بلى .
قال الشيخ : وماذا قال ؟
قال : قال لي ( إن لك أمانة عند عجوز تقطن سفح الجبل الشرقي فلا تنساها وأخير ا أحسن لمن أساء إليك فإن الإحسان خير كله )
فقال الشيخ : سامحك الله ولم لم تقل ذلك .
فقال : ظننت أنه قول تختص به العجوز عن غيرها .
قال الشيخ : إذا فانطلق إليها فإن لديها سؤلك، ولا تنسى فضل من رباك، فإن اردت أن تبره في أبناءه فافعل، فإني أظنهم في أمس الحاجة إلى إحسانك .
انتهت المقابله لتلك الليله . وفي غداة اليوم الجديد، توجه الشاب إلى قرية تلك العجوز، ولما وصل القرية بعد أيام من السفر المتواصل، ذهب مسرعا الى بيتها، وما إن رآها، ناشدها الله على الفور أن تخبره بماتعلمه عن نسبه .
فأخبرته بالخبر وقالت: إن صاحب المزرعة الذي رباك وزوجته، كانا قد ذهبا للحج مع قافلة كنت أنا من أهلها، ولما رجعنا قافلين، ولدت زوجته ولدا، مات بعد ثلاث أيام من ولادته، وفي نفس اليوم الذي مات فيه ابنها، أتى المخاض امرأة كانت مع القافله، لم نعلم بحملها، فطلبت منا المساعده، وكان الوقت ليلا، فأخذناها بعيدا عن الناس، وساعدناها حتى انجبت ولدها، وكانت قد أوشكت على الهلاك، ولما بشرناها به بكت !!! وقالت لأمك: إني قد وهبتك إياه، عوضا عن ابنك الذي مات،فإني قد لا أبرح هذا المكان، فقد دنى أجلي، وقربت منيتي، فخذيه فليس له معيل ،أرجوكي أن تأخذيه، وتحسني مثواه، وتصلحي تربيته، فإنه عمل غير صالح، وما كانت حجتي إلا كفارة عن ذنبي، عسى الله أن يغفر لي ويرحمني ... وماتت رحمها الله قبيل الفجر . وأنت ذلك الولد، الذي أتت به أمك زوجها، متوسلة إياه أن يقبله ويكفله، بعد أن أخبرته بخبر المرأة التي انجبته، فوافق واشترط كتمان الخبر، وعلى أن يتبناه لا ليكفله . فصرت لهم ابنا، ومن ثم ماتت أمك لخمس سنين مضين من عمرك،فتولى أبوك تربيتك، وأحسبه قد أهتم بك أكثر من ابناءه، وقبيل وفاته أتاني وقال لي : إذا جاءك ابني يسألك عن نسبه فأخبريه، وذلك قوله لك ( إن لك أمانة عند عجوز تقطن سفح الجبل الشرقي فلا تنساها )
انتهت فصول الوصية، وباتت جلية للشاب، ولما يتبقى منها إلا مقالته له ( أحسن لمن أساء إليك ) فتوجه إلى اخويه،وفعلا وجدهما بأمس الحاجة الى المساعده، فقد باعا البيت والمزرعة، على تاجر في القرية يشتري الدور والبساتين، وقد أعملهما عليها بأجرة بخسة، دراهم معدودة، بعد أن يخصم عليهما أجرة سكنهما في البيت الذي في المزرعة .
ولما رأى منهما العوز وقلة الحيله _ وكان ذا مال وفير _ سألهما ماذا عملا بثمن البيت والمزرعة ؟ فأجاباه بأنهما تاجرا به ولم يوفقا بتجارتهما، بل تكبدا من الخسائر والديون ماالله به عليم . ثم رجعا إلى التاجر الذي اشترى البيت والمزرعه، وتوسلا إليه أن يشغلهما في المزرعة، على قوتهما وقوت أهليهما وسكناهم وشي من دراهم قليل فوافق على ذلك .
عندها قرر مساعدتهما، بشراء المزرعة والبيت، على ان لايعودا لبيعهما، وسدد الدين الذي عليهما، وأعطاهما مالاً يبتاعان به مايحتاجانه واهليهما، وخصص لهم صلة كل عام، وكان كل ذلك برا بأبيه، على سوء معاملة أخويه له .
من يفعل الخير لايعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس
ثم عاد بطل قصتنا إلى قريته ولزم شيخه وتزوج ابنته وتابع تجارته وعاش بسعادة ورخاء .














 

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69