منذ /03-16-2013, 05:06 AM
|
#43
|
|
رد: موطن كلمات المنفى
أجد ما..أجد.
كلما انتبه عن نوبة حزن ، ماتلبث أن تطبق على صدري ، وتمسك بخناقي ، وتقودني الى منصات الانتظار من جديد . وبالكاد أُفلت منها .
وكل ذلك لمجرد ذكرى عابره ، جلبت معها شيء من الحزن ومرت به مرور الكرام على خلجات الفؤاد .
تلك النوبة التي ماإن أشعر بدنوّها مجددا ، حتى أُرسل كل شيء كان مني على وضع الاستعداد الى وضعه الطبيعي ، خوفا من أن تغتالني على حين غِرّه .
حالة الوضع الطبيعي التي أهرب اليها دائما ، ليست بتلك الحاله التي تلازم سليم الحواس عندما لايشتكي شيئا من المنغصات في بدنه وتفكيره . بل الأمر يحتاج الى مستويات أعلى ، من التصورات
كي تشفع لها بالوقوف ولو على أدنى نقطة تتيح لها الاستشفاف بالمحاكاة عن بعد لتلك الرؤى .
أهون ماأصف به حالي الطبيعية بالذهول المفضي الى التبلّد ، الذي لايعرّف نكره ، ولا يتعرّف معرفه .
كل الكائنات من حولي جمادات لها خاصية الأكل والشرب والنطق والحركه .
إني أفقد كل يومٍ شيئاً من قيمة التعرفة الكامنة ، لحاسة الاستشعار ، وبشكل مطّرد ، بمقدار ماألجأ الى طبيعة حالي في كل مرة . الأمر الذي يضمن لي استمرار الحياه ، في محيطٍ تعيش على ظهره الاموات .
|
|
|