حياة الشيخ / قاسم المهزع ............................. في سطور
عزيزي القارئ : إذا أردت أن تعيش حياة الشيخ قاسم بن مهزع فأتم القصيدة
ا بدأ مـقالي باســــــم الله مفتتحا أثني له الحمد و النعمى لما وهبا
ا ذ سير الخلق في الدنيا بحكمته و كل فرد حباه العلم و الأدبا
و فضل الخلق كل الخلق قاطبة و الكل يعلو بها بالفضل والنسبا
والكل يعمل بدنياه للآخرة يرضى بها ربه يعمل بما وجبا
وافضل الخلق في الدنيا و أكرمهم ذاك الذي يتقى مولا ه محتسبا
مخلد اسمه كالضوء مشتعلا لا ينطفي نوره دوما له شهبا
فتشهد الناس في تقواه معلنة عن حبه دون خلق الله في الرتبا
تحتاجه كلما ضاقت بهم سبل بعد الاله و تأوي حوله الغربا
كقاسم ابن مهزع مات من زمن و ذكره في الملأ ما زال ملتهبا
فقاسم ابن مهزع جاء في زمن يسوده الجهل و الإملاق و الكربا
والكل في مأزق يرجو الخلاص له من كرب نائبة صابته أو نكبا
فالحرب قائمة في الغرب مهلكة والناس في دارهم قد مسهم كربا
فجا ء في وقته و الناس معترك من الضياع و جهل دونه كربا
أعني بجدي كبير القوم يومئذ لا فخر بل حبه في القلب قد نشبا
فذاك قاسم ما يقصده من أحد غمت عليه سماه أو شكا كربا
أو يشتكى أحد من ظلم بادرة إلا و يلجأ لقاسم قاضيا و أبا
يدنيه منه بلطف دون منزعجا و يأخذ القول من فيه كما دأبا
يقضى بعدل له ممن أساء به و يأخذ الحق ممن كان مغتصبا
فقام و العدل فيهم و استعاد به حق الضعيف الذي مازال مغتصبا
فيخرج الشخص مسرورا و مفتخرا أن رد حق له من مجرم سلبا
و يبق صاحبه و الشيخ ينصحه يلقى عليه دروسا كلها عجبا
و ينصح الشخص ممن كان في عوج نصيحة البر بالسمحاء ولأدبا
يقول مالي أراك اليوم معتكفا على المعاصي تنازع دونها الشهبا
إما تخاف لقاء الله يوم غد وأنت تحمل أوزارا لها عطبا
أما تخاف صرير النار إذ وقدت يلقيك فيها فلا منجا ولا هربا
إما تحس بأن الله مطلععلى العباد فلا يخفى له سببا
فاعمل بنى ليوم أنت شاهده واعمل لجنة خلد كلها عجبا
واعمل للآخرة ترجو النجاة بها واصبر على رزقك القسوم واحتسبا
إياك إياك أن ترنو لمصلحة تضر دينك مهما ترتقى الرتبا
أحذر حقوق الورى فالكل مرتهن والكل سوف يحاسب بالذي ارتكبا
فغفلة عن اله الكون مهلكة وزلة أن بقت اودتك في اللهبا
فخا لف النفس أن النفس آ مرة بالسوء و الظلم و الفحشاء و الكربا
ولا تجالس جليس السوء ترنوله تكن شريكا له في الشر منتشبا
ولازم الذكر للمولى لنعمته فالله اولى بان يشكر لما وهبا
فالله قد خلق الإنسان من عدم وسخر الكل خداما له تثبا
و سخر الكون بل في الكون مرتعه يطير فيه و يحدث في السما لهبا
وسخر الفلك حيث الفلك تحمله في لجة البحر تحميه من العطبا
وسخر الشمس كي تنمو مزارعه و انبت الزرع و الزيتون والرطبا
فهل لخالقنا ربا يشاطره في خلقه أم ترى عنا قد احتجبا
ام ما هناك سوى رب يحاسبنا الواحد الفرد لا يخفى له سببا
رب غفور رحيم ليس يشبهه شئ وليس له ند ولا رقبا
فا نهض بنى وكن للدين داعية وخاصم النفس والشيطان و احتسبا
فبارك الله في أرزاقنا سعة ولو بتمر وما ء شكره وجبا
فقم بنا للصلاة الظهر إذ وجبت وحي ربا فكم اعطا وكم وهبا
واقنع بما أنت فيه لا تكن جشعا وخذ نصيبك في الدنيا بلا شغبا
فيخرج الشيخ بعد النصح متكئاُ على عصاه يناجى الله محتسبا
إذ الفقارا بباب البيت واقفة يستنظرواً الشيخ كي يقضى لهم طلبا
يقوم من بينهم والمال في سبت يوزع المال بل يعطى بلا سببا
حتى إذا ما انتهى أثنى الجميع له بطولة العمر لما أعطى وما وهبا
وهكذا دائما الجود ديدنه ولم يرد أحدا أو عنه احتجابا
يعطي عطاء لمن قد جاء يسأله ودون أن يسأل السائل وينتحبا
وقالها مرة لم احتجب أبدا عن سائل قداتا نى يبتغى طلبا
تراه يمشي الهوينا وسط عالمه لسانه دائما بالذكر ملتهبا
صديقه حاكم البحرين من صغر تغذيا من حليب واحد شربا
لم يغره الدهر ان يطلب مساعدة من الأمير ولا أن يختلق سببا
لكي ينال من الدنيا و زخرفها رغد المعيشة بل من دونها ا احتجبا
و ماله صدقات كلها نضبت يعطى الفقير ولو لم يبد من سببا
تراه في عيشة ساوى الفقير بها يحب أهل التقى والعلم و الادبا
يأتى الأمير له من غير سابقة يناده يا آخي قاسم أرى عجبا
يومين لم تأتنا والقلب منشغل كفيت شرا فأخبرني عن السببا
كلا وحاشا فلن أنسا كمو أبدا فأنت عيسى آخي دوما أراك أبا
لا انس فضلكم أدعو الثبات لكم و آ ل مهزع خداما لكم دأبا
أرجو الإله بأن يبقى محبتنا وان يطيل بقاكم حاكما و أبا
هذا ابن مهزع كل الناس تعرفه زمانه قد مضى نورا له شهبا
يأتيه زائره في مجلس حبكت جدرانه من جريد النخل و الحطبا
وقهوة المر قد زانت مجالسه وسلة قد علاها التمر منسكبا
قضى حياة له في الحكم معتمدا على الإله كما لله محتسبا
خمس وخمسون عاما نال مرتبة ولم يرى شيخنا يوما قد احتجبا
فانصاب في عينه لم يكترث أبدا وظل أعمى لمولاه قد احتسبا
يقوده ابنه إبراهيم في أدب في الخمس حيث يأم الناس منتصبا
يقول فى ظلمة والناس قد رقدوا لبوا النداء وصلوا الفجر قد وجبا
دعوا المنام وقوموا فى صلاتكم لبوا الكريم ومن للخير قد وهبا
إذ المساجد ملأ خلف قائدهم يبنوا الصفوف وكل ظهره نصبا
يؤمهم عالم في الدين منسبر يتلو عليهم كتاب الله منسكبا
وعند ماينتهى من فرض نافلة نجد جموع الورى من حوله تثبا
كى يسمعون الى وعظ ومنفعة ويستمدون علما دونه ادبا
وبعد ه ينصرف من لا دوام له عند الإمام وتبقى عنده الطلبا
هذا يكرر قرآن ليحفظه وذاك في الفقه قد أبدا له سببا
حتى إذا أشرقت الشمس بادئة صلى الجميع ضحا وانساق في أدبا
خلف الإمام وكل راح منزله يحدث الآهل والأخوان ما وجبا
وهكذا تنتهي أيام عالمنا وهكذا قد مضى لله محتسبا
فودع الكل في الدنيا وغادرها وشيع النعش آلاف له تثبا
لم يستطيعوا عبور الدرب كلهم بل نعشه فوق هام الناس ينجذبا
فدمت في جنة يا قاسم وبها الحور والدور والأنوار تنسكبا
عملت طول حياة بالوفاء لنا جزيت خير الجزا لله محتسبا
والحمد لله رب الكون أعلنها من الفؤاد لرب الناس إذ وهبا
ثم الصلاة على الهادي وعترته محمد وعلى أصحابه النجبا
من شعر
محمود الشيخ عبد الرحمن المهزع
