الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة - إلى الذين يزكون أنفسهم
الموضوع
:
إلى الذين يزكون أنفسهم
عرض مشاركة واحدة
#
1
09-12-2012, 06:20 PM
امـ حمد
عضو ذهبي
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
8479
تاريخ التسجيل :
Mar 2012
فترة الأقامة :
4786 يوم
الإقامة :
عمري قطر
المشاركات :
1,045 [
+
]
التقييم :
246
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
إلى الذين يزكون أنفسهم
إلى الذين يزكون أنفسهم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات .
إضغط هنا للتسجيل
]
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات .
إضغط هنا للتسجيل
]
أنفسهم
أن الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيراّ من أهل الإيمان في الدنيا من المصائب،وما ينال كثيراّ من الكفار والفجار والظلمة في الدنيا من الرياسة والمال وغير ذلك، فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا
يكون إلا للكفار والفجار،وأن المؤمنين حظهم من النعيم في الدنيا قليل،وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة في الدنيا قد تستقر للكفار والمنافقين على المؤمنين،قال تعالى﴿ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين)المنافقون،
كثيراً من الناس إذا أصابه نوع من البلاء يقول،يا ربى ما كان ذنبي،حتى فعلت بي هذا،
وإذا تبت إليه وأنبت وعملت صالحاّ ضيق على رزقي،ونكد علي معيشتي،وإذا
رجعت إلى معصيته،وأعطيت نفسي مرادها،جاءني الرزق والعون،فليعلم أن
هذا امتحان منه، ليرى صدقك وصبرك،هل أنت صادق في مجيئك إليه وإقبالك عليه، فتصبر على بلائه، فتكون لك
العاقبة، أم أنت كاذب فترجع على عقبك،
وهذه الأقوال والظنون الكاذبة عن الصواب مبنية على إثنتين،
إحداهما
،حسن ظن العبد بنفسه وبدينه،واعتقاده أنه قائم بما يجب عليه،وتارك ما نهى
عنه،وأن نفسه أولى بالله ورسوله ودينه منه،
والثانية
،اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره،وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا بوجه من الوجوه،بل يعيش عمره
مظلوماّ مقهوراّ،مع قيامه بما أمر به ظاهراّ وباطناّ، وانتهائه عما نهى عنه،فهو عند نفسه قائم بشرائع الإسلام،وحقائق الإيمان،
فلا إله إلا الله، كم فسد بهذا الاغترار من عابد جاهل،ومتدين لا
بصيرة له،بحقائق الدين،
أن العبد وإن آمن بالآخرة فإنه طالب في الدنيا لما لا بد له منه،من جلب النفع،ودفع الضر،بما يعتقد أنه مستحب أو واجب أو مباح،
بل قد يعرض عن حال المقتصدين
أصحاب اليمين،ويدخل مع الظالمين،والمنافقين،وإن لم يكن هذا في أصل الدين،عن أبي هريره رضي الله عنه قال،
قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم(بادروا بالأعمال فتناّ كقطع الليل
المظلم،يصبح الرجل مؤمناّ ويمسي
كافراّ،ويمسي كافراّ ويصبح مؤمناّ،يبيع دينه بعرض من
الدنيا)
حديث حسن صحيح،
وأخرجهُ أحمد، ومسلم،
وذلك أنه إذا اعتقد أن الدين الكامل لا يحصل إلا بفساد دنياه،من حصول ضرر لا يحتمله،وفوات منفعة لابد له منها،لم يقدم على
احتمال هذا الضرر،ولا تفويت تلك المنفعة،
فسبحان الله، كم صدت هذه الفتنة الكثير من الخلق، وجهل بحقيقة الدين،والنعيم،
فيتولد من بين هذين الجهلين،
إعراضه عن القيام بحقيقة
الدين،وحقيقة النعيم،
فصارت سعادة العبد وكمال لذته ونعيمه موقوفاّ،
بالنعيم المطلوب
ومحبته له،
وعلمه بالطريق الموصل إليه،
وعمله به،
فهو جاهل بحق الله عليه،
وإذا اعتقد أن صاحب الحق
لا ينصره الله تعالى في الدنيا والآخرة،بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار والمنافقين على المؤمنين،وللفجار الظالمين، على الأبرار المتقين، فهذا من جهله بوعد الله تعالى ووعيده،
فإن
العبد كثيراّ ما يترك واجبات لا يعلم بها،وهي،
محرمات القلوب،
فيتخلى وينقطع عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر،مع قدرته عليه،وبزعم أنه متقرب إلى الله تعالى بذلك،تارك ما لا
يعنيه،فهذا من أمقت الخلق إلى الله تعالى،وأبغضهم له،مع ظنه أنه قائم بحقائق الإيمان وشرائع الإسلام وأنه من خواص أوليائه وحزبه،
ويظنون أنهم من أولياء الرحمن، وهم في الحقيقة من
أولياء الشيطان،
والإنسان مجبول على حب نفسه،فهو لا يرى إلا محاسنها، ومبغض لخصمه، فهو لا يرى إلا مساوئه، بل قد يشتد به حبه لنفسه، حتى يرى مساويها محاسن، كما قال تعالى(أفمن
زين له سوء عمله فراّه حسناّ)فاطر،
ويشتد به بغض خصمه، حتى يرى محاسنه مساوئ،
والله سبحانه إنما ضمن نصر دينه وحزبه وأوليائه، لم يضمن نصر الباطل، ولو اعتقد صاحبه أنه
محق، وكذلك العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه،
قال تعالى(وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)آل عمران،
فللعبد من العلو والعزة،بحسب ما معه من
الإيمان،
وكذلك الدفع عن العبد هو بحسب إيمانه، قال تعالى(إن الله يدافع عن
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات .
إضغط هنا للتسجيل
]
اّمنوا)الحج،
فإذا ضعف الدفع عنه فهو من نقص إيمانه،
وكذلك الكفاية والحَسْب هي بقدر الإيمان، قال
تعالى(يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)الأنفال،
أي الله حسبك وحسب أتباعك،أي كافيك وكافيهم،فكفايته لهم بحسب اتباعهم لرسوله،وانقيادهم، وطاعتهم له، فما نقص من الإيمان
عاد بنقصان ذلك كله،
ومذهب أهل السنة والجماعة،أن الإيمان يزيد وينقص،
وكذلك ولاية الله تعالى ومعيته الخاصة لأهل الإيمان،هي بحسب إيمانه قال تعالى(والله ولى المؤمنين)آل
عمران،
ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله،فإنما هي بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه،
فهذا الضمان إنما هو بإيمانهم وأعمالهم، التي هي جند من جنود الله،يحفظهم بها.
المصدر:
الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
امـ حمد
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.22 يوميا
امـ حمد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى امـ حمد
البحث عن كل مشاركات امـ حمد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69