بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون وما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون)قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم، التي صدرت عنهم في الدار الدنيا وإنهم محاسبون,وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم(وأيما داعٍ دعا
إلى هدى فاتبع، فإن له مثل أجور من اتبعه ولا ينقص من أجورهم شيئاً)وهذا الحديث إسناد صحيح، وأخرجه مسلم بهذا اللفظ(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من(ما من داعٍ يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازماً
لدعوته ما دعا إليه وإن دعا رجل رجلاً) ثم قرأ(وقفوهم إنهم مسئولون)إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه,بل هم اليوم متسلمون,منقادون لأمر اللّه لا يخالفونه ولا يحيدون عنه،قفوهم للحساب ثم سوقوهم إلى
النار,وإنهم مسئولون ,عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم, وخطاياهم,مستسلمون في عذاب الله عز وجل, خاضعون
ذليلون ,منقادون ,ملقون بأيديهم,وعن أبي هريرة رضي الله عنه,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من كانت عنده
مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم من قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته,وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )رواه البخاري والترمذي صحيح
قف الآن قبل أن يدركك قول الجبار(وقفوهم إنهم مسئولون)ولحظة دخولك لموقع إباحي هي آخر لحظة في حياتك،قبل أن تهتك الستر الذي بينك وبين الله فيهتك الله سترك ويفضحك ولو في عقر دارك،وقبل أن تخرج من هذا الفضاء الفسيح
الجميل الى حفرة مظلمة ضيقة كثيرة الدود ليس معك فيها أنيس إلا عملك الصالح،وتذكر زوجتك وأطفالك كيف خنتهم وضيعتهم بدخولك لمثل هذه المواقع،واحذر فكما تدين تدان، وقبل أن تشهد عليك عينك ويدك أمام الجبار سبحانه بما
اقترفته،أنت يامذنباّ في الخلوات,ياهاتكاّ للعورات وراء المخلوقات،وأمام خالق المخلوقات،أمات قلبك عندما تقوم في الليل البهيم في تشغيل المنكرات برؤيتك للشاشات،وعرض العورات،أتتجرأ على الله إن كنت تذنب في الخلوات،فاعلم
إما أن تعود وتكسب رضى الله ،أو تكمل ما أنت عليه وتستلذ بلحظات تنتهي ،ويبقى سخط ربك في الدارين،أن أصحاب هذه اللذة المحرمة،والمشاهدة السيئة،يُحرمون أنفسهم اللذة المباحة والمتعة الحقيقة مع أهليهم فيما أباح الله
لهم ,ويستعجلون هذه اللذائذ ظناً منهم أنهم يجدون فيها المتعة,ولكنهم يُحرمون منها وهم لا يشعرون,فأنظر بعين العقل والبصيرة لعلك تصل إلى معرفة خطرها وآثارها,وتكون سبباً لك في الإقلاع عنها,إعتبر بغيرك وإحذر ثم إحذر أن
تكون عبرة لغيرك,مات وهو يزني ,مات وهو يشاهد فلماّ خليعاّ,مات عارياّ,مات ومات ,
قصص يشيب منها الرأس,فهل تحب أن تكون نهايتك وانت في جنسي فاضح,هل يسرك ان تلقى الله بهذا
الحال,الجواب لك والأمر بين يديك،واحذر أن يعتبر بك غيُرك،ولا تظن أن الله غافل عما يعمل الظالمون،
ولكنه سبحانه يُمهل لعبده حتى يقلع،فاحذر ستر الله عليك إذا كنت لازلت مقيماً على تلك المنكرات،قال تعالى (وقفوهم إنهم مسئولون)
أسأل الله أن يهدي جميع المسلمين ويجعلهم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أللهم اّمين
وفقنا الله لكل خير ،ورزقنا العفاف والستر .
