أَبْجَدِيـتِي هَذه لا صَوت لهَا
صَامِتة وَكَأنّها مَولودة دُون شَفتِين تَنصِف البَوح الذِي يَخْتَزِن فِي عُمقِهَا ،
أَوَد النّجَاة بِروحِي وَلكن! حتّى أَبْوَاب الهُروب أغَلقَت أَفْواهها
فَمنذ أَنْ تَخليتُ عَن مَدينتك التِي نَسِيتُ بهَِوائِها شَالِي الأَزرق وَعِطري الذِي كَان َيتْرُكني فِي كُل زَاوِية لَك
وَبَعْد الدّمع الذِي أَذاقنِي وَجَع خُذْلانِك
قَد نَام بقلبِي نَهار أَسْوَد
وَبَين عَيْنِي اشتَعل الدّمع الأَحْمَر
أعترِف أنّي أُحِبُكَ مِن الألف الذِي أَظل وَاقِفة مِثله لِأنتظِرك فِي الغِياب
وَحتّى اليَاء لِأتكئ عَليك وَأَنسَى وَجَع السّنين وَقَوالِب العِتَاب ،
أَتَعْلم ! أَشْتَاق أَنْ أُمْسِك عُصْفُوراً وَأُوشْوش بِه عَنك
وَأَن أُسَابِق الرّيح وَالنّجم وَمِنْ ثم أَهْرُب مِن أَنْياب التَعب لِأغفُو بَين ذِرَاعَيك
أَنْ أُعاتِبك بِنَظرة وَأَنْ أَعْقِد جَبينِي حِين تَنْسانِي وَأنْ أُمَازِحك بِالرّحيل لِتَنْعَكس خُطواتِي بخَجلٍ وَرْدِي إليْك ،
مَاكنتُ أُحبك إلا فَصْلا جَمَع بِحُضْنِه الفُصُول الأْربعة
وَاسم جَعلنِي لا أُؤمن بِسِواه فِي قَلبِي حِين حرّك الهُدوء ليِقْتَحم الأرق ليَلي وَأَسهر بِجِوارِ قِنينة مَلأتها بِعطْرِك لأتَنَفسها كُلما اشْتقْتك ،
فَلازِلتُ ظِلك الوَاقِف خَلفك وَلازِلتُ الرّوح التِي تَسْرق نُومك فَأَنت حُلمي الذِي يَسْهَر بِي
لِأرَاك جَيداً حين يُطفِئون البَشَر أرْواحِهم فَيعَانقهم المَوت الأصغَر
وَأبقى بِك أُسَامر النّجوم التِي تَلمع فِي إنْطِفائهم فَهِي حَبِيبة الليل وَعَين السّماء والتِي تَشْبَه فِي البَريق دَمْعَتِي ،
كُنتُ سَماءًا أَسْرق حُلمك ، وَأَتلذذ بِأنفاسِك ، وَأَبْتَسم مِن خَلف ضِحْكَاتك
كُنتُ شَجَرة تَتَكئ عَلَيها فَأمتّص آهَاتك وَأَلعَق دَمْعَاتك وَأُطَبْطِبْ عَلى بُكَائِك
كُنتُ أمد يَدي لِتشُق الرّياح وَرِيدي وَتَحمل لَك دَماً يُغذِي جَفَاف رَبِيْعك وَوحْشَة شِتائِك
كنتُ مِعْطَفاً يَرْتَدِيك لِيخْطِِف البَرد الذِي يُجمّد إحسَاسك وَيحَمِيك مِن وَعكة شتاتك وأحزانك
كنتُ كُل شيء دُون أَن تَعلم أَنتَ بِنزفِي الذِي يَغْرس الوَجَع بِي لِأجْلك ،
أأخبرك شَيْئاً !! أَعْتَرِف أَنّي فَاشِلة جِداً
