نجح فريق أتليتك بلباو الأسباني في تحويل تأخره بهدف أمام مضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى فوز بثلاثة أهداف لهدفين في المباراة التي أقيمت الخميس على ملعب أولد ترافورد في ذهاب دور ال16 بالدوري الأوروبي.

وقطع بلباو نصف الطريق كي يتأهل إلى دور الثمانية حيث يكفيه التعادل بأي نتيجة أو حتى الخسارة بنتيجة 1-0 أو 2-1 كي يعبر عقبة يونايتد.وستقام مباراة العودة في الخامس عشر من مارس الجاري.

استغل اليكس فيرجسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد عاملي الأرض والجمهور ودفع بتشكيلة هجومية بطريقة 4-4-2، وفضل البداية برأسي الحربة وين روني وهيرنانديز. وأشرك فيرجسون الأسطورة الويلزية ريان جيجز منذ البداية لدعم الفريق بالخبرة اللازمة، فيما أبقى كل من ثنائي الوسط لويس ناني ومايكل كاريك، والمدافع ريو فرديناند على مقاعد البدلاء، وأشرك كل من جونز وبارك وسمالينج بدلا منهم.

وعلى عكس المتوقع، لم يخش مارسيلو بييلسا مدرب بلباو مبادلة يونايتد الهجوم في معقله، حيث دفع بتوليفة متوازنة بين الدفاع والهجوم وعلى رأسها الأسباني المتألق لورينتي.

شهدت المباراة بداية حذرة نسبيا من جانب الفريقين خلال الدقائق العشر الأولى، لكن سرعان ما رجحت الكفة في صالح بلباو الذي فاجأ مانشستر بهجمات خطيرة منذ البداية.

وحملت الدقيقة 18 أولى الفرص الخطيرة التي كادت أن تسفر عن تقدم بلباو عندما سدد سوسايتا كرة خطيرة تصدى لها دي خيا ليحافظ على شباك يونايتد عذراء. وعلى عكس سير اللقاء، نجح "الفتى الذهبي" وين روني في التقدم للشياطين الحمر عندما استغل تسديدة زميله هيرنانديز المرتدة من الحارس الباسكي وسدد بقوة في الشباك في الدقيقة 19.

لم يرتبك لاعبو بلباو بعد هدف التقدم، بل وسيطروا تماما على وسط الملعب. وظهر تأثر يونايتد بغياب لاعب الارتكاز مايكل كاريك، ولاعب الوسط الهجومي ناني ليتعرض مدافعي الشياطين الحمر لضغط كبير.

في المقابل، لم ينتظر لاعبو بلباو الاعتماد على الهجمات المرتدة، ومارسوا ضغطا شديدا على صاحب الأرض بداية من منتصف ملعبه. وتوالت الهجمات الأسبانية لمعادلة النتيجة، وبدأت بتسديدة رائعة من سوسايتا الذي انفرد بالحارس دي خيا وسدد "من فوقه" لتمر الكرة بجوار القائم الأيمن بسنتيمترات.

استمر بلباو في محاصرة يونايتد في منتصف ملعبه، وأرسل اوراولا عرضية خطيرة حولها لورينتي برأسه في يد دي خيا المتألق.

وبالفعل، اثمرت الهجمات المتتالية عن إحراز هدف التعادل برأس الهداف لورينتي الذي حوّل عرضية زميله سوسايتا إلى شباك دي خيا الذي لم ينجح هذه المرة في التصدي لتسديدة مواطنه قبل دقيقة وحيدة من نهاية الوقت الأصلي للشوط الأول.

حاول السير الاسكتلندي تصحيح خطأه مع بداية الشوط الثاني، ودفع بالثنائي مايكل كاريك واندرسون بدلا من كريس سمالينج وبارك جي سونج في الدقيقتين 55 و 61 على التوالي لاستعادة السيطرة على منتصف الملعب الذي شهد هيمنة من جانب الفريق الزائر.

تحّسن أداء يونايتد قليلا بعد تغييرات مدربه العجوز، لكنه لم ينجح في مجاراة بلباو في الهجوم، بل واعتمد على الهجمات المرتدة رغم تعادله على ملعبه!

ساهم الحظ بجانب تألق دي خيا في تأجيل إحراز الهدف الثاني حيث تصدى القائم الأيمن لتسديدة صاروخية من الدولي الأسباني لورينتي قبل أن ينجح دي خيا في إنقاذ مرماه من هدف محقق إثر تسديدة لدي ماركوس.

ودفع أصحاب الأرض ضريبة تراجعهم غير المبرر أمام الأسبان. ففي الدقيقة 72 وضع دي ماركوس بلباو في المقدمة عندما سدد "على الطاير" داخل منطقة الجزاء بمهارة يحسد عليها لتزداد الأمور صعوبة على أبناء فيرجسون.

دفع فيرجسون بورقته الأخيرة مشركا البرتغالي ناني على حساب ريان جيجز قبل 15 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي للمباراة فيما أجرى مدرب بلباو المجتهد بييلسا تبديله "الأول" في الدقيقة 81 بنزول اللاعب توكويرو بدلا من لورينتي.

اتجه مانشستر للهجوم في الدقائق العشر الأخيرة بعدما أدرك الخطر، فيما حاول لاعبو بلباو الحفاظ على إنجازهم والاعتماد على الهجمات المرتدة الخطيرة التي أسفرت بالفعل عن الهدف الثالث الذي أحرزه اللاعب مونيان بعدما استغل كرة مرتدة من المتألق دي خيا ليسدد دون رحمة في شباك يونايتد في الدقيقة 87.

واحتسب الحكم ركلة جزاء في الدقيقة 90 بداعي لمسة يد على أحد مدافعي بلباو حولها روني في شباك الأسبان لتنتهي المباراة بتفوق الفريق الزائر بثلاثة أهداف لهدفين.