الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة

03-06-2012, 06:57 PM

بعد مضي أكثر من 3 أسابيع على زيارة برشلونة لملعب فريق باير ليفركوزن في ألمانيا ، خاض خلالها مباراة ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا هناك ، يعود الزمن من جديد في زيارة جديدة سيقوم بها الفريق الألماني إلى الكامب نو ، حيث تعود آخر زيارة له لهذا الملعب إلى موسم 2002/03 .

ففي مباراة الذهاب في ذلك الموسم استسلم ليفركوزن لبرشلونة تماماً حينما لُعبت المباراة على أرض الأول ، وتمكن برشلونة من الفوز بنتيجة 2-1 بفضل هدفي كلاً من سافيولا الأرجنتيني وهدف لاعب ليفركوزن توماس كلين بالخطأ في مرماه ، وليفوز برشلونة كذلك في مباراة العودة بنتيجة 2-0 ، والشيء الأكثر إثارة في مواجهات الفريقين هو أن البرسا لم يعرف طعم الركوع كثيراً أمام جبروت الماكينات الألمانية منذ عهد الثمانينات .
فالتحديات والمواجهات بينهما لم تقتصر فقط على دوري الأبطال أو كأس أوروبا فحسب ، بل امتدت كذلك إلى الصراع على كأس الاتحاد الأوروبي أو ما يسمى حالياً بدوري أوروبا ، حيث تواجها في إحدى المرات في هذا الدوري في مرحلة ربع النهائي عام 1988 ، لكن هذه المرة كانت من نصيب ليفركوزن ، حيث تمخضت عنه مباراة الذهاب بالتعادل السلبي هناك في الأراضي الألمانية ، تلاها فوز غير متوقع للفركوزن في الكامب نو بنتيجة 1-0 .
ومن قبيل الصدفة دعونا نقول الآتي وبوضوح ، وهو أن برشلونة يعاني هذا الموسم في الليغا في ظل مواجهته للفركوزن هذا العام ، ولو عدنا للوراء لنتحدث عن هذه الصدفة فسنرى أن برشلونة حصد الدوري الأوروبي عام 1942 من أمامه إلاّ أنه في ذلك العام لم يفز بالليغا واكتفى بالترتيب السادس حينها ، لكنه وفي ذلك العام أيضاً تواجه مع فريق ريال سوسيداد وفاز حينها بلقب كأس الكوبا ديل ري في المباراة النهائية .
وإن نظرنا لواقع الفريق هذا العام فسنراه متأخراً بخصوص الليغا في ظل مواجهته لليفركوزن ، لكنه سيواجه من ناحية أخرى هذه الأيام فريق أتلتيك بلباو على عكس ريال سوسيداد الذي واجهه آنذاك ، وهو فريق يعتبر في قبضة برشلونة نوعاً ما ، وهذا ما تكرر كذلك في عام 1988 حين كان الفريق متعثراً في الليغا .
ولنعد سوياً للموسم الحالي بين كلا الفريقين ، فنتيجة مباراة الذهاب بينهما كانت مريحة بالنسبة للبرسا ، حيث انتهت بـ 3-1 ، وبهذا فقد أمّن البرسا نفسه نوعاً ما ، ورغم أن برشلونة أظهر سيطرة خلال الشوط الأول إلا أنه لم يتمكن سوى من تسجيل هدف وحيد فيه كان بواسطة أليكسيس سانشيز ، بعد أن كان شوطاً دفاعياً بامتياز من جانب لاعبي ليفركوزن ، وبعيد انطلاق الشوط الثاني أضاف ميشيل كادليك لاعب ليفركوزن هدف التعادل ، إلا أن كلاً من سانشيز وميسي أدركا الفوز لبرشلونة بنتيجة لم ينتابها الكثير من المفاجأة .
ومع ذلك فإن الوضع على ما يبدو سيكون مختلفاً قليلاً مع برشلونة في مباراة الإياب غداً الأربعاء ، حيث بدأ الفريق يعاني من فيروس الفيفا ، وأولهم أليكسيس سانشيز الذي سيتغيب لأسبوعين على الأقل ، كذلك الحال بالنسبة لإيريك أبيدال وتياغو الكانتارا إضافة لمصابين آخرين ، ورغم وجود فارق هدفين في النتيجة ، إلا أن القلق ينتاب البعض قليلاً ، فالجميع لا يريدون تفويت أيّ فرصة للتسجيل ، في ظل التعثرات العديدة التي تجتاح البرسا على مختلف الأصعدة هذا الموسم .
ومع ذلك فإن غوارديولا سيجد الحلول لذلك ، فبعد أن طلب من ميسي الذهاب في عطلة لأخذ قسط من الراحة استعداداً للمباراة ، خصوصاً بعد إيقافه عن مباراة خيخون بعد حصوله على الإنذار الخامس ، في حين سيكون المدرب جاهزاً لاستدعاء العديد من اللاعبين الشباب وأولهم تييو ومونييسا .
والملحمة دوماً ما تكون في الكامب نو ، وليفركوزن لن يتردد أبداً في إيجاع البرسا على أرضه ، خاصة بعد تمكنه من الفوز على فريق بايرن ميونيخ بنتيجة 2-0 في الدوري المحلي هناك الأسبوع الماضي ، وهو انتصار سيعبّد الطريق أمامه لمحاولة عدم التنازل أو الاستسلام أمام برشلونة ، مع نسيان ما حدث بينهما في مباراة الذهاب .
لكن إن نظرنا إلى واقع الحال خلال المباريات التي يخوضها برشلونة على أرضه في الكامب نو ، فإننا سنجده فريقاً لا يرحم خصومه أبداً ، فالفريق الحائز على لقب دوري الأبطال العام الماضي لم يدخل شباكه هذا الموسم في الكامب نو سوى 13 هدفاً في الليغا ، و هدفين اثنين فقط في 3 مباريات مختلفة على مستوى المواجهات الأوروبية .
وأحد أهم الأسباب التي تقف في وجه خصوم برشلونة هي سيطرته المطلقة على أجواء اللعب ، حيث نادراً ما يقل استحواذه على الكرة عن أقل من 70% ، وهو بفعل ما يمتلكه برشلونة من لاعبين مثيرين في تمريراتهم ، فبحسب إحصائية أصدرها الموقع الرسمي لبرشلونة تحدث فيها أن مايسترو خط الوسط في برشلونة تشافي هيرنانديز وخلال المباريات الأوروبية التي لعبها هذا الموسم تمكن لوحده من تمرير أكثر من 1553 تمريرة .
كذلك فإن نجم الفريق ليونيل ميسي يمتلك لغاية الآن 7 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم ، وهو يعتبر ثاني لاعب في الفريق من حيث تمرير الكرات ضمن ذات البطولة ، حيث تمكن من تمرير أكثر من 1351 تمريرة ، في حين جاء داني ألفيس في المركز الرابع متجاوزاً 1215 تمريرة ، وجاء لاعب ريال مدريد تشابي ألونسو في المركز الثالث بنحو 1271 تمريرة .
وهذا ما أبداه بعض لاعبي ليفركوزن حين تحدثوا عن ذلك وكان منهم مهاجم الفريق شتيفان كيسلينج حين قال :" ندرك أن هذه المهمة صعبة بالنسبة لنا ، لكننا لن نفقد الأمل طوال المباراة وسنظل نحاول ، وبالنهاية سنرى ما سيحدث " ، وما يكثّف ضعف فرص نجاح الفريق الألماني في مواجهته للبرسا هو أن برشلونة لم يخسر على أرضه أبداً في دوري الأبطال طيلة آخر 13 مباراة في هذه البطولة وذلك منذ أكتوبر 2009 ، فقد فاز بــ11 مباراة وتعادل في اثنتين ، بينما ليفركوزن لم يفز في مباريات البطولة في آخر 10 مواسم له فيها بعيداً عن أرضه .