سيكون برشلونة هذه الليلة من جديد على موعد مع محاولة للإبقاء على فارق النقاط التي لازالت تفصل بينه وبين المتصدر ريال مدريد ، في مباراة تفصلنا عنها ساعات قليلة تجمع بين برشلونة وسبورتينغ خيخون في ملعب الكامب نو ، ضمن الجولة الـ26 من اللاليغا عند الساعة الـ20 بتوقيت إسبانيا المحلي .
ويدخل برشلونة صراع هذه الجولة بالعديد من الغيابات التي تعتبر مصدر إزعاجه الأول هذا الموسم ، على رأسهم ليونيل ميسي الموقوف بعد حصوله على البطاقة الخامسة في آخر مباراة أمام أتلتيكو مدريد ، أعطاه بعدها المدرب غوارديولا راحة حتى الإثنين القادم ؛ ليريح نفسه استعداداً للمباراة القادمة التي سيخوضها الفريق ضد باير ليفركوزن الألماني في إياب دور الـ16 من دوري الأبطال .
كذلك الحال بالنسبة لغياب المدافع إيريك أبيدال بداعي الإصابة ، والتي على إثرها سيتغيب لمدة 10 أيام على الأقل ، كذلك الشكوك التي تراود المدرب حيال تياغو الكانتارا بسبب المتاعب البدنية التي يعانيها ، في ظل استبعاد سيرجيو بوسكيتس هو الآخر بداعي الإيقاف .
فبدون ميسي وأبيدال وبوسكيتس سيواجه برشلونة خيخون بصراع مجنون ومتسارع ، سيحاول خلاله خيخون استغلاله لصالحه ، في ظل المعاناة التي يعانيها والتي على إثرها استقدم مدربه خافيير كليمنتي لمساعدته على النهوض من جديد ، وهذه الليلة سيتقابل كليمنتي مع غوارديولا في مقاعد البدلاء مرة أخرى بعد مرور سنتين على لقاء جمعهما ، عندما كان كليمنتي مدرباً لفريق بلد الوليد ، تمكن برشلونة من هزيمته بنتيجة 4-0 ، وليحسم برشلونة الدوري لصالحه .
حيث قال كليمنتي مستذكراً تلك الواقعة بقوله :" مضت سنتان على آخر زيارة لي للكامب نو ، كانت في الـ 16- مايو/2010 ، حينها كان برشلونة بحاجة إلى فوز واحد ليتوج نفسه باللقب ، وفعلاً خرجنا من المباراة مهزومين بـ4-0 ، وليرتفع رصيد البرسا من النقاط على إثرها إلى 99 نقطة " ، وإن عدنا قليلاً إلى الوراء سنجد البرسا متفوقاً على فرق كليمنتي التي دربها ، منها نتيجة الـ5-3 التي فاز بها برشلونة على ريال مورسيا في موسم 2007/08 حين كان مدرباً له ، وقد كانت آخر مباراة في عهد المدرب ريكارد .
من جهة أخرى ، فإن المعلوم عن برشلونة هذا الموسم هو صرامته التي يبديها في ملعبه حيث فاز بـ11 مباراة وتعادل بأخرى من أصل 12 لعبها على أرضه ، كانت آخرها نتيجة الـ5-1 ضد فالنسيا ، تميزت حينها المباراة بزخم وتناغم كبير أظهره لاعبو الفريق في الكامب نو ، والتي يأمل أن يظل برشلونة محافظاً عليها في الليغا وكذلك عند استضافته للباير ليفركوزن الأربعاء القادم ، وإن فاز برشلونة أمام خيخون فإن أمل استرجاع النقاط إلى 7 سيكون ممكناً ، خاصة وأن ريال مدريد سيلعب مباراة صعبة أمام إسبانيول .
أما فيما يخص الشأن الداخلي لخيخون ، فإن اللاعب الناشيء فورموسي ميندي ظهر من جديد في التشكيلة المستدعاة للفريق ، حيث سيحل بديلاً لللاعب المصاب أدريان كولونغا ، وقد كان ميندي قد استُدعي للتشكيلة الأساسية لأول مرة بديلاً عن كولونغا في المباراة التي جمعت فريقه مع راسينغ سانتاندير وكانت نتيجتها التعادل ، حيث شعر كولونغا بآلام في عضلة فخذه قبل المباراة جعلت كليمنتي يستبعده عنها ، وبعد الفحوصات التي أجريت عليه تبين أنه يعاني من تمزق في أوتار الركبة سيغيب على إثرها لمدة 3 أسابيع على الأقل .
هذا وقد عاد لاعب الوسط كاسترو أندريه مجدداً بعد إيقاف بسبب تراكم البطاقات ، وكل الدلائل تشير إلى احتمال إشراكه في المباراة على حساب اللاعب ريفيرا الذي أخذ مكانه ، وعلى ما يبدو فإنه سيلعب الليلة بجانب ايجورين سيباستيان الذي انضم لتدريبات الفريق الأخيرة بعد عودته من مباراة شارك فيها مع منتخبه رومانيا ، بالإضافة لوجود اللاعب الذي سيظهر للمرة الأولى كأساسي في عهد كليمنتي إن تم إشراكه وهو اللاعب ناتشو ، بعدما كان أساسيا في عهد المدرب السابق مانولو بريسيادو ، لكن على ما يبدو أن قدرات هذا اللاعب لا تروق حالياً للمدرب كليمنتي الذي سيعتمد في هذه المباراة على القوة البدنية للاعبيه .
وقد تعافى أيضاً كلاً من غريغوري و بوتيا اللذان كانا يعانيان من مشاكل بدنية على مدار الأسبوع المنصرم ، على عكس اللاعب لورا الذي لازال الفريق الطبي ينصح بإبقائه بعيداً عن المباريات أسبوعاً إضافياً آخراً ، بعد معاناته من تمزق في عضلة الفخذ .
من ناحية أخرى فإن الأمر الذي يدعو غوارديولا للقلق نوعاً ما هذه المرة أمام خيخون ، هي الغيابات التي سبق وذكرناها هي وأسبابها ، إضافة إلى الغيابات الملازمة للفريق حتى اللحظة من جهة فيا وأفيلاي وفونتاس ، وهذا ما قد يحيّر غوارديولا في تشكيلته الأساسية ، والتي على ما يبدو أنه سيجعل رأس حربتها كل من سيسك وبيدرو وسانشيز .
الأمر الآخر هو وجود مدرب لخيخون يوصف بالثعلب ، والذي لازال لا يمل ولا يكل من الإدلاء بتصريحات المديح في وسائل الإعلام الكاتلونية عن قوة خصمه برشلونة واعترافه بها ، ولا أحد ينسى الموسم الماضي حين تمكن فريقه من هزيمة ريال مدريد بـ1-0 في البيرنابيو ، وهذا ما يُخشى تكراره هذا الموسم في معقل برشلونة .
وأمر آخر نخاف منه هو الاستعداد البدني للاعبي برشلونة خصوصاً بعد استحقاقات الفيفا الأخيرة ، والتي بسببها لم يتدرب بشكل جيد في المدينة الرياضية للنادي استعداداً لخيخون سوى بيدرو وكيتا وبينتو ، كذلك الأمر فيما يخص الجدل حول تجديد غوارديولا ، كلها أمور من المحتمل أن تشتت ذهن اللاعبين في المباراة .
والأمر الأكثر سعادة لخيخون هو غياب كلاً من دافيد فيا وليونيل ميسي ، فهما الأكثر خطورة من جانب المهاجمين عليهم ، وهذه أخبار جيدة بالنسبة إليهم ، على الرغم من عدم إهمال القوة التي يتمتع بها باقي أفراد الفريق ، وهذا ما ركز عليه كليمنتي هذا الأسبوع عندما خاطب لاعبيه مطالباً إياهم بعدم الاستسلام ، كما حثهم على عدم السماح لبرشلونة بالاستحواذ على الكرة
قائلاً :" علينا أن نضغط عليهم وأن نمتلك السرعة في أدائنا ، وإن كنا سنلعب طيلة المباراة بواقع نمط الفريق المدافع فإن هذا يُحتّم علينا أن نلعب كذلك بطابع الهجوم المباغت ، وأنا هنا أتحدث بشكل جدي عن أهمية السرعة التي يجب أن نمتاز بها في هجومنا المضاد ، فإننا إن سمحنا لهم بأن يفعلوا ما يشاؤون بنا ، فحتماً أن العودة بالنتيجة ستكون صعبة للغاية " .
وهذه قائمة بآخر 5 مواجهات جمعت برشلونة وسبورتينغ خيخون في الليغا :
- برشلونة 1 : 0 خيخون ، 10/2/2011
- برشلونة 1 : 1 خيخون ، 2/12/2011 ( تعادل )
- برشلونة 1 : 0 خيخون ، 22/9/2010
- برشلونة 1 : 0 خيخون ، 30/1/2010
- برشلونة 3 : 0 خيخون ، 31/8/2009
وهذه قائمة بآخر 5 مواجهات خاضها برشلونة هذا الموسم :
- برشلونة 2 : 1 أتلتيكو مدريد ، 26/2/2012 ( الليغا )
- برشلونة 5 : 1 فالنسيا ، 19/2/2012 ( الليغا )
- برشلونة 3 : 1 باير ليفركوزن ، 14/2/2012 ( دوري الأبطال )
- برشلونة 2 : 3 أوساسونا ، 11/2/2012 ( الليغا ) ( خسارة )
- برشلونة 2 : 0 فالنسيا ، 8/2/2012 ( كأس الملك )