يا مصوبني بسهمك جعل حضك ما يطيح = خاف ربك لا تهملني على درب الهلاك
العطش قاتل و انا قلبي على خبرك جريح = و الليالي وَسِمَت بالمُر في صفحة غلاك
و انت عادك في عِنَادِك من نزاحٍ" لا نِزِيح = تَحسِب الدنيا على كيفك تِنفذ مبتغاك
و انت عارف كل خبت و فيه شمس و فيه ريح = و كل وادي فيه راك و كل راك و به سواك
ما تغرك بعض الاشياء يالعجيب المستريح = و ما يفوتك همس شاعر ما شكا إلا من عناك
عاش في دنيا الغرابة بين الأعجم و الفصيح = صار يفهم كل من حوله ولا يجهل هَواك
كم ليالي قد سراها لأجل عينك يا مليح = و انتهت به خطوته قدام ما ياصل مِداك
صار له قصه غريبه ليل في وادي شحيح = ما نبت به غير شوكٍ" من دعس فوقه فداك
نام لكن راح ليله في رِجِيف و في جِويح = شاف قومٍ" تختلج في يوم شِده و إرتباك
تِحتِشد من كل ديره لين صَفو في البريح = نُورهُم يِشعِي و قايدهم رزين الإحتراك
قال ذا الوادي ذهب خيره وعاثِ به القبيح = اللئيم اللي تمرد لين حل الانتهاك
قُمت من نومي و جيته خايف و قد لي فحيح = قلت انا داخل على الله يا زعيم و في حِماك
قال يا إبني لا تخاف و خل منطوقك صريح = و هاك عِلمي و حفظه با خُص به هذا وِ ذَاك
العمر فاني و شِرك الناسِ واضح مِستَبِيح = و اليُهود إستعمرو حتى السماء ما هي سماك
حلو المريخ و إنحرفو عن إكتاب المسيح = و أُمة الإسلام في جهل وَ تِمَادِي ما خَفاك
المراقص قايمه و الغمر يِتعطر بِشيح = والفتاة تِسير في لبس الكُفر قوم الفتاك
و الاخوان تِفرقَو ما بين أح و بين إيح = و كم تاجر صار فاجر مايحول مستواك
يحسب إن المُلك مُلكَه و الذهب عِندَه يِميح = و صار يقبض في البشر من شان يَدفعهم هِنَاك
الله أكبر يا بن آدم كل جَرح و فيه قيح = و كُل قلب و فيه عِله و العِلاَج أصبح جِرَاك
لا تلومون الجبل لو شابِ وَ الوادي يِصيح = و أجدِبَت الأرض و غَدَت شوك" و لا مِنه فِكَاك
قُلت لَه يا شيخ هَذا الجيشِ صاير له وِ شِيح = مثل سيل العُرضِ لا أقبل دَم جاذيها وجَاك
وين غَازِي يمكن استوعِب و أوثق ما يريح = ما أستِوَو كُل البِشَر من عصر جِدانِك و أباك
قال سيل العُرض كان و كان واديكم يسيح = و انقطع ذاك الهِجيج و حَل تَشتِيت وعِرَاك
و أنتِ تسأَل عن جِيوشِي يا فِطين و يا رجيح = خل عَنِك و إرجع إتبع نَبث سيرك لا وَرَاك
خذت سِر و فيه حِكمه ليل غَمرَاته لقيح = انشر الحاصل و سولف لا تخفي ما دَهَاك
قُمت من عِنده و راسي كنه جرح" به وزيح = من مصايب شفتها شدت ضلوعي بإحتِكاك
و أنبلج وجه الصباح و طِحت من طولي طِريح = كأن نور الصبح يوم العيد في ساعة لِقَاك
هذي القصه جرت لي و أنت هَرجِك له قِريح = كيف تزعل يا وليفي والخطأ كُله خَطاك

ما بقى إلا أودعك و أعِج في الدرب السميح = أنتهت قِصة غرامي و أنت سدك يا مَلاك

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري