منذ /10-23-2011, 08:34 PM
|
#1
|
مزاجي:
|
( لم يعد في البحر أسماك ) بقلمي " قصة ونقاش"
فتى في ريعان شبابه ، هوايته المفضلة ، " صيد الأسماك " ..
كانت قريته التي نشأ فيها تطل على البحر ، لذا إعتاد مزاولة هوايته المحببّة كل يوم ..
كانت أكثر الصفات التي تميزه عن غيره ،هي : روح التدّي ، وإحتراف الصنعة ، ومهارة الأداء ،فكان ولا بد أن يكون هو الرقم الصعب من بين أقرانه الذين يمارسون تلك الهواية "ولا غرابه ".
بقي الأمر هكذا فترة من الزمن ، حتى توارى ذلك الفتى عن الأنظار، وأصبح أقرانه ينتظرونه دائما على شاطيء البحر ، ولكنه بلا أثر ، ثم ما لبث أن أختفى صاحبنا عن تلك القرية بأكملها.
كان لفقدانه أثر كبير على هؤلاء الشباب ، حيث تعودوا على ذلك التحدّي اليومي ،في مسابقة صيد الأسماك ، حتى وإن كان الأمر عباره عن هوايه ، فقد إعتادوا على حمل صاحبنا على أكتافهم كل يوم " حيث كان هذا الأمر عبارة عن جائزة الفائز في هذه المسابقة " وكالعادة صاحبنا هو الفائز دائما.
صبر الفتيان على مرارة فراق صاحبهم ، ولم يكن هنآك من أمر حسن في هذا الفراق ، سوى كسر الإحتكار وبروز نجم جديد ، ستظهره الأيام ، وربما ما يُخشى أن يبدأ العداد يعد من جديد .
أمّا عن صاحبنا ، فبعد فترة من الزمن ليست بالقليلة ، عُلم عن أثره ..
ولكن الأمر المريب ، أنّه تم العثور عليه تائها ، وقد ترك تلك الهواية ، التي سكنت قلبه حتى أصبحت تجري في دمه ،
قائلا بعد أن سأل عن سبب الرحيل المفاجيء : رحلت لكي أجد بحرا آخرا يملك أسماكا مختلفه عن أسماك بحرنا ، فقد سئمت تلك السمك.
فقيل له : فماذا وجدت ؟
فقال بقول ساذج : وجدت أسماك بحرنا ، قد إنتقلت بالكامل هنآ ، ولكنها أصبحت أكثر عناداً.
فقيل له : كيف ذاك ؟
فقال : ربما وجدت بيئة مختلفة ، تستطيع أن تمارس بها عنادها ، بكل حرية .
فقيل له : فلماذا لم تعد ؟
فقال : خشيت أن تكون هنآك أسماكا جديدة ظهرت في بحرنا ، وقد تعودت على تلك الأسماك القديمة.
فقيل له : إنك تتهرب من السؤال ، بما لا يدخل العقل !
فطأطأ رأسه قليل ، ثم تأوّه من قلبه وقال : ربما خلت جميع البحار من الأسماك ، وأدار ظهره ولم ينطق بعدها بكلمة أخرى .
السؤال : وما ذا بعد يا قتلة المواهب ؟
بقلم : فهد الهبآش،،
توقيع : فهد الهباش |
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الآدمي لو كل شيٍّ بشوره = ما ضاق من دنيا العنا والغرابيل
لا شك من لا صار نفسه صبوره = حكوا به العالم قروم ومهابيل[/poem]
|
|
|
|