الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

لا عزاء للكُتب ,
ثمة فتور يطالنا حينما يتعلق الأمر بالقراءة !
نمر بجوار أرفف المكتبات . ونكتفي بشراء البعض من المجلات . وكُله من أجل إضاعة الوقت . فيما تتراوح الكُتب في مكانها . في إنتظار يد تطالها . ولئن فعلت تلك اليد . ستؤول الكُتب لأرفُف أُخرى . غير أرفُفها هذه . أليس كذلك ؟
للأسف . لم تُعد القراءة هاجساً . بل أصبحت مُباهاة بالعضلات الثقافية . لدى البعض . لا أكثر ,
فكُلما زاد عدد الكُتب التي نملكها . كُلما زادت ثقافتنا أمام الأخرين . حتى وإن إكتفينا بصفها في غُرفة الجُلوس . على أرفُفٍ مُغبرةٍ . وكُلهُ من أجل الديكور فقط ,
قلةٍ مَن هُم يقرؤون . والأغلبيةَ بل الأكثر . إما مُتكاسلين . وإما يتحججون بضيق الوقت . وإلتزامات الحياة . وهذا ما هو حادثٍ بالفعل . ولكن لا نُلقي باللوم عليهُم في ذلك . (( لا أعني المُتكاسلين ها هُنا )) . فلقد مررتُ بذات الظُروف . أضف إلى ذلك . أن : (( النت )) . أصبح الخيار الأول للقراءة . بعد توفر الكُتب الإلكترونية . وإن كانت مُتعة قراءة نُسخة ورقية . لا تُقارن بالإلكترونية . وأعلم جيداً بأن : الهدف واحد في كلتا الحالتين . وهو : (( القراءة )) . ولكن للأمانة من خلال تجربتي لكليهُما . أجد بأن قراءة النُسخ الإلكترونيةَ مُزعجة للبصر . ومُجهدةٍ للذهن . وفي بعض الأحيان . نجد بأنها تختلس كثيراً من الوقت . مِن بعدَ أن تُغوينا بالمُنتديات . لزيارتها . ومِن ثَم نتناساها . ولا نُكمل قراءتها لاحقاً ,
لا أعلم ولكن في رأيي بأن : جيل ما قبل النت . كان أكثر ثقافة . من . جيل . (( النت )) . ولا عزاء للكُتب التي تعلوها الأغبرةَ في الأرفُف حتى تكاد أن تختنق . فيما جهاز الكُمبيوتر هو رفيقنا اليومي . والذي نحرص على نظافته ,
للجميع تقديري ,