« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات » |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رحلة النبي صل الله عليه وسلم إلى الطائف
رحلة النبي صل الله عليه وسلم إلى الطائف الشيخ محمد جمعة الحلبوسي يقول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الممتحنة: 6]. أيُّها المسلم الكريم: نقف اليوم مع ذِكْرى عظيمةٍ في معانيها وإرشاداتها، مع ذكرى تُعلِّم المسلمَ الصبر والثبات على المبدأ والعقيدة، ذكرى تلقِّن المسلم في كل زمان ومكانٍ، كيف يتربَّى على تحمُّل المصائب والشدائد في سبيل نصرة دين الله ربِّ العالمين، مع ذكرى مليئةٍ بالعِبَر والعظات والدروس، هذه الذكرى سبقَتْ حادثة الإسراء والمعراج، هذه الذكرى هي رحلة مربِّي العالَم، رحلة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى الطائف، تلك الرحلة التي قام بها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد أن أدرك وعَلِم أنَّه لا مقام له بمكة بعد موت عمِّه أبي طالب، وزوجته السيدة خديجة - رضي الله عنها - وكثرة إيذاء المشركين له، فلقد أسرفوا في إيذائه إسرافًا بعيدًا عن الكرامة والإنسانية. فقد كان النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يمرُّ في السوق، فيَنْثرون على رأسه التُّراب، فيذهب الصابر المحتسب إلى بيته فتغسله السيدة فاطمة، ويدور الحوار التالي بينه وبينها، وعمرها آنذاك ثلاث عشرة سنة، تسأله السيدة فاطمة وهي تبكي: ما هذا الذي أرى يا أبتاه؟ وتمرح الابتسامة النبويَّةُ على شفتيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يقول لها: ((لا تَبْكي يا بُنيَّة، إنَّ الله مانِعٌ أباك))، نعَم هذا هو نداء الحقِّ الذي لا يتزعزع، هذا هو الثَّبات على المبدأ والعقيدة. وتظَلُّ السيِّدة فاطمة تبكي، وتقول له: وهل يَبقى هذا يتبعك يا أبتاه؟ فيردُّ عليها النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سأغادر مكَّة يا فاطمة))، إلى أين يا أبتَاه؟ ((إلى مكانٍ يُسمَع فيه صوت الحق، ويعينني على أعدائي))، حتَّى إنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - صوَّرَ هذه الحقيقة بقوله: ((ما نالت منِّي قريشٌ شيئًا أكرهه حتَّى مات أبو طالب)). فقرَّر النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يَخرج بالدَّعوة من مكة إلى الطائف؛ لعلَّه يجد بينهم من يؤمن بهذه الرِّسالة الخالدة، ويطلب النُّصرة والعونَ من أهلها، ويَرجو أن يقبلوا منه ما جاءهم به من عندِ الله تعالى. ولكن أيُّها المسلم: كيف وصل النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى الطائف؟ كيف استطاعَ أن يقطع كلَّ هذه المسافة؟ أو هل سار على الأقل على بعيرٍ أصيل؟ لا، لا أيُّها المسلم، إنَّما سار إلى الطائف على قدمَيْه الشريفتين، وتصوَّروا المشقة التي لاقَتْ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في هذه الرحلة من مكة إلى الطائف، والطائف تبعد عن مكةَ المكرَّمةِ حوالي أكثر من خمسة وثمانين كيلو مترًا، وكل هذه المتاعب والمِحَن والشدائد من أجل ماذا؟ هل من أجل الحصول على الجاه؟ هل من أجل الحصول على المنصب؟ هل من أجل الحصول على المال؟ هل من أجل الحصول على الملذَّات والشهوات؟ هل من أجل الحصول على الشُّهرة؟ لا، بل من أجل أن يُخرِج النَّاس من الظلمات إلى النور، ومن أجل الدِّين والعقيدة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Rss Rss 2.0
Html
Xml Sitemap SiteMap
Info-SiteMap
Seo By RaWABeTvB_Seo