خذوا الأشيـــاء على واقعهـــا

خذوا الأشيـــاء على واقعهـــا

أشعر بالسعادة كل صبـــاح وأنا أحمل قهوتي وأتابع تلك العجوز " مريم نور "
وأتجاهل عنوة مصدر تلك السعادة حتى لا أفسد على نفسي لذتهــا في البحث عن أسبابها

إلا أن الإمساك بـ الريموت يكاد يفسد سعادتـــي فـ " بنت النور" لا تثبت عند مستوى واحد من درجة الصوت

فهي تشبه لحد كبير المذيع " سليمان المطيويع " بالطبع في درجات الصوت وليس في الاتجاة

فـ هي إما تتمتم وإما أن تصرخ غاضبة من أمور لا تعجبهـــا

مما يجعلني سريعة التحكم في خفض مستوى الصوت وإرتفاعه

" مريم نور " بحثت عنها ذات مرة وعن حقيقتهـــا

فلم أجد ماهو جديد فما زالت غامضة مذ أن عرفتهـــا إلى وقتنـــا هذا

وفي أثنـــــاء بحثي

وجدت شخصين قد احـــدتم النقاش بينهم من أجل ( بنت النور )

لمجرد أن أحدهم يفضل السماع لهـــا والآخر ينكر عليه ذلك !!!

واختلطت الأوراق, واختلفت الآراء, و تشابك المؤيد منهم بالمعارضين, وتعدت الصفحــات ,
تجاوزتها ............... لأستقر بآخر صفحة

لا لمعرفة كيف انتهى ذلك النقاش العقيم
بل لمعرفة ما إذا كان هناك شيء قد ذُكرعن حياة العجوز الغامضة لا أعرفه

*
*

حمد لله أن مثل هذا لم يحدث بيني وبين أفراد أسرتــــي

إلا أن أخي البالغ من العمر سبعة عشر عاما قبل ذهابه للمدرسة يقف بيني وبين رؤيتها لبضع دقائق

ويقول ساخرا (( كلو كزب .... وبعضا من كلماتها والتي تصف بها العالم بأنه كاذب ومنافق وجاهل و...و...و

وهو يجزم أنه إذا عاد من المدرسة يجدني قد تدينت بديانتـــها لشدة إنصاتي لهـــا ))

مع العلم أنها تنكر انتمائها لأي ديانة فهي على الفطرة كما تدعـــي!

*
*

خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت

ما أيسر الرغبة وحركتها في النفس وعلى اختلاف ما نرغبه بين الليل والنهــــار

ثم يذهب ما لا نستطيع أن نريده إلى الأعماق ويظل على السطح ما يمكن ويستطــــاع

وعندما نتظاهر بعدم الإيمان بشيء رغم أننـــا نومن به في الحقيقة

نقع في فخ الخوف والاضطرابات الداخلية نتيجة لذلك التناقض

مما يجعلنا أكثر انتقـــــادا للآخرين أو ربما انقيـــادا لهم!!

( والاهتمام بشيء) لا يختلف عن ارتداء أزيـــاء من أنواع معينة
ومن ثم رميها ما إن نجد الأفضل والأجمل منها

فليس من الضروري أن نوفق في اختيـــار الاهتمـــام
لنجـــاهد في سبيل مثل أعلى نؤمن به ونفنى دونه

فحينمــــا نصاب بـ الضجر تسيطر علينا قيود الروتين

فيقودنــــا ذلك إلى الاهتمام بأمور لا تجني علينـــا الراحة
والتغير الذي يدفعنـــا إلى النظر بما هو مفيد

لذلك نجد الكثـــير يحتال وبكل جدارة أن " اهتمامه بشيء " ماهو إلا خروج من دائرة الملل

وليس خروج من دائرة التفكيــــر السليم
رغم أننا نجد ذلك طاغي على حياته بشكل ملحوظ وربما يبقى أسيره في المستقبل

أحبتـــــــــــي

ليس من المنطق في شيء أن نطـــالب النـــاس بحسن إ اختيارهم في اهتمــــاماتهم

فالإنســـان متى ما أطلق لسانه فيما لا ينبغـــي ( قتله )

فـ التحكم( بالاهتمامات ) عائدا على الإنســـان نفسه

بمعنـــى أن يكون هناك شرطا في التسلح بإرادة قوية

لا يشوبها اضطراب حتى لا يستوي الحلو والمر والأعلى والأدنــــى

و ألا نسرف في الاهتمامات .. ولا نحجم عنها

حتى لا نضطر إلى أن نعيش في طاقة محدودة من الشعور بالحيـــــاة
لذلك .......

سنعيش راضيـــن أو ساخطـــين فيما حصل لا فيما أردناه ولم يحصل!!
||

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري