سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة - سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2011, 04:31 PM   #30
الماسـه
شــاعــــرهـ
طَيِبْتًكَ تْكَفِينًيِ


الماسـه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1955
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 المشاركات : 11,408 [ + ]
 التقييم :  2234
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
أنا لو الزمن يقسي علي يزيدني تشجيع
أخذت مناللياليدرس صعب اليوم نسيانه
ولايحرقنيالناقد ولايرفعني التلميع
ولاعمري خضعت إلا لرب الكووون سبحانه
لوني المفضل : Blue
مزاجي:

الاوسمة

افتراضي رد: سلسلـة˚◦◦˚◦◦قصص أنبياءالله ˚◦◦˚◦◦عليهـم السلام




في ظلال النبوة والرسالة


في غار حراء:
ولما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين،
وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية
بينه وبين قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ
السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل
النور على مبعدة نحو ميلين من مكة - وهو غار
لطيف طوله أربع أذرع، وعرضة ذراع وثلاثة أرباع
ذراع من ذراع الحديد


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


ومعه أهله قريباً منه،
فيقيم فيه شهر رمضان، يطعم من جاءه من
المساكين، ويقضي وقته في العبادة والتفكير
فيما حوله من مشاهد الكون، وفيما وراءها
من قدرة مبدعة وهو غير مطمئن لما عليه قومه
من عقائد الشرك المهلهلة، وتصوراتها الواهية،
ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد،
ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة
طرفاً من تدبير اللَّه له وليعده لما ينتظره من
الأمر العظيم. ولا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر
في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى...
لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت،
وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة،
وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وهكذا دبر اللَّه لمحمد صلى الله عليه وسلم
وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى، وتغيير وجه
الأرض، وتعديل خط التاريخ... دبر له هذه
العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات،
ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان،
مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء
الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد
التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن اللَّه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



جبريل ينزل بالوحي:
ولما تكامل له أربعون سنة - وهي رأس الكمال،
وقيل: ولها تبعث الرسل - بدأت آثار النبوة
تتلوح وتتلمع له من وراء آفاق الحياة،
وتلك الآثار هي الرؤيا، فكان لا يرى رؤيا
إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة
أشهر - ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة فهذه
الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




- فلما كان رمضان من السنة الثالثة من
عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء اللَّه أن يفيض
من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة،
وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن.
وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن
لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين
لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلاً،
ويوافق 10 أغسطس سنة 610م، وكان عمره
صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة
قمرية، وستة أشهر، و 12 يوماً، وذلك
نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و12 يوماً.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي اللَّه تعالى عنها
تروي لنا قصة هذه الوقعة التي كانت شعلة
من نور اللاهوت أخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر
والضلال حتى غيرت مجرى الحياة، وعدلت خط
التاريخ، قالت عائشة رضي اللَّه عنها:
أول ما بدىء به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
من الوحي هي الرؤيا الصادقة في النوم،




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح،
ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء،
فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات
العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك،
ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها،
حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه
الملك فقال: اقرأ فقلت ما أنا بقارىء،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد،
ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارىء،
فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ
مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} [العلق: 1-3].
فرجع بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده
فدخل على خديجة بنت خويلد فقال:
زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فقال لخديجة ما لي وأخبرها الخبر، لقد خشيت
على نفسي، فقالت خديجة كلا، واللَّه ما يخزيك اللَّه
أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب
المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق،
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل
بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءاً
تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني،
فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللَّه أن يكتب،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وكان شيخاً كبيراً قد عمي - فقالت له خديجة
يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة
يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللَّه
صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة
هذا الناموس الذي نزله اللَّه على موسى، يا ليتني
فيها جذعا، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم؟
قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به
إلا عودي،


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً، ثم لم
ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.
وروى الطبري وابن هشام ما يفيد أنه خرج من
غار حراء بعد ما فوجيء بالوحي ثم رجع وأتم
جواره، وبعد ذلك رجع إلى مكة، ورواية الطبري
تلقي ضوءاً على سبب خروجه وهذا نصها:




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



"قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد ذكر مجيء
الوحي ولم يكن من خلق اللَّه أبغض علي من شاعر
أو مجنون كنت لا أطيق ان انظر إليهما قال:
قلت إن الابعد يعني نفسه شاعر أو مجنون إلا
تحدث بها عني قريش أبداً لأعمدن إلى حالق من
الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها، فلأستريحن
قال: فخرجت أريد ذلك، حتى إذا كنت في وسط
الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول يا محمد
أنت رسول اللَّه، وأنا جبريل، قال: فرفعت رأسي
إلى السماء، فإذا جبريل في صورة رجل صاف
قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول
اللَّه وأنا جبريل،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



قال: فوقفت أنظر إليه،
وشغلني ذلك عما أردت، فما أتقدم وما أتأخر،
وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا
أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك، فما
زلت واقفاً ما أتقدم أمامي، ولا أرجع ورائي،
حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي، حتى بلغوا
مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مقامي،
ثم انصرف عني وانصرفت راجعاً إلى أهلي حتى
أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها
(ملتصقاً بها مائلاً إليها) فقالت: يا أبا
القاسم أين كنت؟



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فواللَّه لقد بعثت في طلبك
حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي، ثم حدثتها بالذي
رأيت، فقالت: أبشر يا ابن عم، واثبت،
فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون
نبي هذه الأمة، ثم قامت فانطلقت إلى ورقة
وأخبرته. فقال: قدوس قدوس، والذي نفس ورقة
بيده لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان
يأتي موسى، وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له
فليثبت، فرجعت خديجة وأخبرته بقول ورقة،
فلما قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جواره
وانصرف إلى مكة لقيه ورقة وقال بعد ان
سمع فيه خبره والذي نفسي بيده، إنك لنبي
هذه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى".


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فترة الوحي:
أما مدة فترة الوحي فروى ابن سعد عن ابن
عباس ما يفيد أنها كانت أياماً وهذا الذي
يترجح بل يتعين بعد إدارة النظر في جميع
الجوانب. وأما ما اشتهر من أنها دامت طيلة
ثلاث سنين أو سنتين ونصف فلا يصح بحال،
وليس هذا موضع التفصيل في رده.
وقد بقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أيام
الفترة كئيباً محزوناً تعتريه الحيرة والدهشة،
فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه
"وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله
عليه وسلم فيما بلغنا حزناً عدا منه مراراً
كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال،



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فكلماأوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه
تبدى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول اللَّه
حقاً، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع،
فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك،
فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل
فقال له مثل ذلك".



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية:
قال ابن حجر: وكان ذلك
(أي انقطاع الوحي أياماً)، ليذهب
ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع،
وليحصل له التشوف إلى العود، فلما
تقلصت ظلال الحيرة، وثبتت أعلام الحقيقة،
وعرف صلى الله عليه وسلم معرفة اليقين أنه
أضحى نبياً للَّه الكبير المتعال، وأن ما جاءه
سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء
وصار تشوفه وارتقابه لمجيء الوحي سبباً
في ثباته واحتماله عندما يعود، جاءه
جبريل للمرة الثانية.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




روى البخاري عن جابر بن عبد اللَّه أنه سمع
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة
الوحي، (قال):
"فبينا أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء،
فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك
الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين
السماء والأرض، فجشثت منه حتى هويت إلى
الأرض، فجئت أهلي فقلت زملوني زملوني،
فزملوني، فأنزل اللَّه تعالى: "يأيها المدثر"
إلى قوله: "فاهجر"، ثم حمى الوحي وتتابع".



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




استطراد في بيان أقسام الوحي:
قبل أن نأخذ في تفصيل حياة الرسالة
والنبوة، نرى أن نتعرف أقسام الوحي الذي
هو مصدر الرسالة ومدد الدعوة. قال ابن
القيم - وهو يذكر مراتب الوحي
إلاولي: الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه
صلى الله عليه وسلم .
الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه
وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي
أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها،
فاتقوا للَّه، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم
استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصي اللَّه،
فإن ما عند اللَّه لا ينال إلا بطاعته.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل
له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يعي عنه ما
يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه
الصحابة أحياناً.
الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس،
وكان أشده عليه فيلتبس به الملك، حتى أن
جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد،
وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا
كان راكبها، ولقد جاء الوحي مرة كذلك وفخذه
على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضها.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




الخامسة: أنه يرى الملك في صورته التي خلق
عليها، فيوحي إليه ما شاء اللَّه أن يوحيه، وهذا
وقع له مرتين كما ذكر اللَّه ذلك في سورة النجم.
السادسة: ما أوحاه اللَّه إليه، وهو فوق السماوات
ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.
السابعة: كلام اللَّه له منه إليه بلا واسطة ملك
كما كلم اللَّه موسى بن عمران، وهذه المرتبة
هي ثابتة لموسى قطعاً بنص القرآن. وثبوتها
لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإسراء.
وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة وهي تكليم اللَّه له
كفاحاً من غير حجاب، وهي مسألة خلاف بين
السلف والخلف. انتهى مع تلخيص يسير في بيان
المرتبة الأولى والثامنة.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



أمر القيام بالدعوة إلى اللَّه، وموادها:
تلقى النبي صلى الله عليه وسلم أوامر عديدة
في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ *
قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ
فَاصْبِرْ} [المدثر: 1 - 7] أوامر بسيطة
ساذجة في الظاهر، بعيدة المدى والغاية،
قوية الأثر والفعل في الحقيقة ونفس الأمر.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



فغاية القيام بالإنذار أن لا يترك أحداً
ممن يخالف مرضاة اللَّه في عالم الوجود إلا
وينذره بعواقبه الوخيمة حتى تقع رجفة
وزلزال في قلبه وروعه.
وغاية تكبير الرب أن لا يترك لأحد كبرياء
في الأرض إلا وتكسر شوكتها، وتقلب ظهراً
لبطن، حتى لا يبقى في الأرض إلا كبرياء اللَّه تعالى.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وغاية تطهير الثياب وهجران الرجز أن
يبلغ في تطهير الظاهر والباطن وفي تزكية
النفس من جميع الشوائب والألواث إلى حد
وكمال يمكن لنفس بشرية تحت ظلال رحمة اللَّه
الوارفة وحفظه وكلئه وهدايته ونوره،
حتى يكون أعلى مثل في المجتمع البشري،
تجتذب إليه القلوب السليمة، وتحس بهيبته
وفخامته القلوب الزائغة، حتى ترتكز إليه
الدنيا بأسرها وفاقاً أو خلافاً.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وغاية عدم الاستكثار بالمنة أن لا يعد
فعالاته وجهوده فخيمة عظيمة، بل لا يزال
يجتهد في عمل بعد عمل، ويبذل الكثير من
الجهد والتضحية والفناء، ثم ينسى كل ذلك،
بل يفنى في الشعور باللَّه بحيث لا يحس
ولا يشعر بما بذل وقدم.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وفي الآية الأخيرة إشارة إلى ما سيلقاه
من أذى المعاندين من المخالفة والاستهزاء
والسخرية إلى الجد والاجتهاد في قتله
وقتل أصحابه، وإبادة كل من التف حوله
من المؤمنين، يأمر اللَّه تعالى أن يصبر على
كل من ذلك بقوة وجلادة، لا لينال حظاً من
حظوظ نفسه، بل لمجرد مرضاة ربه.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



اللَّه أكبر ما أبسط هذه الأوامر في صورتها
الظاهرة، وما أروعها في إيقاعاتها الهادئة
الخلابة، ولكن ما أكبرها وأفخمها وأشدها
في العمل، وما أعظمها إثارة لعاصفة هوجاء
تحضر جوانب العالم كله، وتتركها يتلاحم
بعضها في بعض.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




والآيات نفسها تشتمل على مواد الدعوة
والتبليغ، فالإنذار نفسه يقتضي أن هناك
أعمالاً لها عاقبة سوآى يلقاها أصحابها،
ونظراً لما يعرفه كل أحد أن الدنيا
لا يجازي فيها بكل ما يعمل الناس، بل
ربما لا يمكن المجازاة بجميع الأعمال.
فالإنذار يقتضي يوماً للمجازاة غير أيام
الدنيا، وهو الذي يسمى بيوم القيامة
ويوم الجزاء والدين، وهذا يستلزم حياة
أخرى غير الحياة التي نعيشها في الدنيا.




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



وسائر الآيات تطلب من العباد التوحيد
الصريح، وتفويض الأمور كلها إلى اللَّه تعالى،
وترك مرضاة النفس، ومرضاة العباد إلى
مرضاة اللَّه تعالى.
فإذن تتلخص هذه المواد في:


أ - التوحيد.

ب - الإيمان بيوم الآخرة.

ج - القيام بتزكية النفس بأن تتناهى
عن المنكرات والفواحش التي تفضي إلى سوء
العاقبة، وبأن تقوم باكتساب الفضائل
والكمالات وأعمال الخير.





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]





د - تفويض الأمور كلها إلى اللَّه تعالى.

هـ - وكل ذلك بعد الإيمان برسالة
محمد صلى الله عليه وسلم وتحت قيادته
النبيلة وتوجيهاته الرشيدة.
ثم إن مطلع الآيات تضمنت النداء العلوي
- في صوت الكبير المتعال - بانتداب
النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر الجلل،





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وانتزاعه من النوم، والتدثر والدفء إلى
الجهاد والكفاح والمشقة: {يَا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ} ... كأنه قيل: إن
الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، أما أنت
الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم؟
وما لك والراحة؟ وما لك والفراش الدافيء؟
والعيش الهادىء؟ والمتاع المريح قم للأمر
العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ
لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب،






[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد
منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد
الطويل الشاق، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد.
إنها لكلمة عظيمة رهيبة تنزعه من دفء
الفراش في البيت الهادىء والحضن الدافىء
لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء،
وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي
واقع الحياة سواء.



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




وقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فظل قائماً
بعدها أكثر من عشرين عاماً لم يسترح ولم
يسكن، ولم يعش لنفسه ولا لأهله. قام وظل
قائماً على دعوة اللَّه يحمل رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم على عاتقه العبء الثقيل الباهظ
ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض،
عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء
الكفاح والجهاد في ميادين شتى،




[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]




عاش في
المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين
عاماً لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد،
منذ أن سمع النداء العلوي الجليل، وتلقى
منه التكليف الرهيب جزاه اللَّه عنا وعن البشرية
كلها خير الجزاء.
وليست الأوراق الآتية إلاَّ صورة مصغرة
بسيطة من هذا الجهاد الطويل الشاق
الذي قام به رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم خلال هذا الأمد.[




 
 توقيع : الماسـه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : الماسـه



رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69