الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة - *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
الموضوع
:
*** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
عرض مشاركة واحدة
09-05-2014, 01:28 PM
#
31
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
10854
تاريخ التسجيل :
May 2013
المشاركات :
2,914 [
+
]
التقييم :
1076
الدولهـ
الجنس ~
SMS ~
الشيخ عائض القرني
:
لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها
عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل :
Darkred
رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
ابن تيمية ومسألة التكفير
ابن تيمية معتصم – كما قلت – بالدليل ، عامل بالبرهان كتاباً وسنة ، مطلع على أسرار الشريعة ، عارف بمقاصدها ؛ ولذلك كان كلامه في التفكير من أحسن الكلام ، حتى إن له من الجدة في الحديث في هذا الباب ، والبراعة في التأصيل ، ما لا تجده عند غيره ، فقد نظر لهذه المسألة ، وأورد عليها أمثلة ، وطرحها بشتى الطروح ، وعدد الأساليب في ذكرها ، فاشترط وجود الأسباب في التكفير ، وانتقاء الموانع ، وجاء بمسألة الخطأ ومسألة العذر ، ومسألة التأويل ، ومتى يكون التكفير ، وتكفير المعين ، وماذا يمنع التكفير ، والقول المكفر ، والفعل المكفر ، وغير ذلك ، حتى صار كلامه مرجعاً في الباب ، ورأيت من ألف في مسائل التكفير أو ذكرها من الأئمة المعاصرين أو المتقدمين من بعد
ابن تيمية
، فإذا هو يعود إلى هذا الإمام ويستشهد بكلامه ، ويقبل قوله ، ويحتج برأيه في هذه المسالة العويصة .
التسلسل الفكري عند ابن تيمية
ابن تيمية لا يخلط الأوراق
، ولا يورد الكلام على عواهنه ، بل يبدأ المسألة متدرجاً فيها من أولها إلى آخرها ، كالباني الذي يبنى لبنة لبنة ، وكالذي يصعد السلم درجة درجة ؛ فهو يبدأ بكمن أول المسألة مؤصلاً لك ، ثم يأخذ بيدك نقطة نقطة ، وفصلاً فصلاً ، وباباً باباً ، حتى ينتهي بك ، فلا يدخل الكلام بعضه في بعض ، ولا يعاضل في الحديث ، ولا يكون في كلامه ارتجاج ، بل تجده – مثلاً – إذا تكلم في مسألة الإيمان، أو مسالة الكفر ، أو البدعة ، أو الفسق ، أو غيرها من المسائل ، وبنى كلامه بعضه على بعض ، حتى يظهره لك فكرياً اثريا يمكن أن تجعله بحثاً مستقلاً . وقد رأيت له بحوثاً في ( الفتاوى ) عن سجود السهو والنوافل والأذكار والصدقة وغيرها ، فوجدت أنها بحوث متكاملة ، ربما لو انفصلت في رسالة (
ماجستير
) ، أو (
بحث جامعي
) لكفت وشفت ،ولما وجدت معترضاً .
ابن تيمية المجتهد المطلق
بقول بعض الفضلاء: إذا لم يكن
ابن تيمية
مجتهداً مطلقاً فلا ندرى من هو المجتهد المطلق ؟ ، فكل ما ذكره أهل المذاهب والعلماء في شروط المجتهد توفرت في ابن تيمية مجتمعة ، وزاد عليها في شروطه ؛ فإن ذكروا الحفظ فهو آية في الحفظ ، وإن ذكروا الفهم فهو مضرب المثل في الفهم ، وإن ذكروا معرفته بالمقاصد فهو إمام يرجع إليه في ذلك ، وإن ذكروا علمه باللغة فحسبك به ، وإن ذكروا قدرته على الاستنباط ، ومثله يكون مرجعاً في المسألة الاجتهاد ،وقد تلكم فيها هو وأوعب الحديث فيها أيعاب ، وأملى فيها فصولاً ،وتكلم بإطناب عن الاجتهاد والتقليد ، ومن يتتبع فتاويه ورسائله يجد أنه بلغ الغاية في الاجتهاد ، حتى إنه لحظ على بعض الأئمة الكبار الخطأ في كثير من المسائل وفي الاستدلال ؛ وبين سبب خطئهم فيها ، وغلظهم في بعض القضايا ، وبين غلظهم بالدليل والبرهان والحجة الدامغة التي لا تقبل الرد ، وقد أثنى عليه كثير من الأئمة ممن ترجموا له كالذهبي ، وكالشوكاني في (
البدر الطالع
) ، وذكروا أنه الغاية في هذا الباب – رحمه الله –
ثناء الأصدقاء والأعداء عليه
لا يجتمع الناس في الثناء على رجل إلا وقد فاق الأقران ، وابن تيمية من أكثر العلماء الذين حصل لهم حظوة ، ووجدوا محبة وقبولاً من الناس ، فأما أصدقاؤه وأحبابه وطلابه فحدث ولا حرج ، فمنهم من قال العبارات التي صارت كالأمثال ؛ كقول بعضهم فيه : لو حلفت بين الركن والمقام أتي ما رأيت مثله ، وأنه ما رأى مثل نفسه لصدقت وما حنثت ، كقول ابن حيان المفسر الأندلسي : أنه لم ير مثل ابن تيمية في الناس ابدأ ، وقول ينسب لبعض العلماء أنه لما رأى
ابن تيمية
لمبالغته في الكلام ، وقول ينسب للمزي أنه قال : لم يأت مثل ابن تيمية من خمسمائة سنة ، وكلام لو ذهبنا نجمه لخرج لنا مجلد كبير من الثناء الحسن على إمامته ، وزهده ، وصدقه ، وتواضعه ، وبراعته في التأليف وفي الفتيا ، وجهاده ، ودعوته ، وإصلاحه ، وأمره بالمعروف ونهية عن المنكر ،وشجاعته ، وكرمه ، وتقشفه ، وغير ذلك من أخلاقه التي ألفت فيها الكتب ؛ فقد ألف البر زار وابن عبد الهادي وأناس من المعاصرين بحوثاً ورسائل وكتباً فيه ، والعجيب أن الأعداء اثنوا عليه وببعض الجوانب ؛ لأنه أصبح كالشمس كما يقول
المتنبي :
وكيف يصح في الأذهان شيء
***
إذا احتاج النهار إلى دليل ؟ !
فحتي أعداؤه من أقرانه وصفوه بالحفظ ، ومنهم من وصفه بالزهد ، ومنهم من وصفه بالتمكن ، بل العجيب إني سمعت علاماً من علماء السنة لقي عالماً شيعياً وتباحثاً في كتاب ابن تيمية (
منهاج السنة
) الذي رد فيه على الرافضة ، فوجد الشيعي منزعجاً من هذا الكتاب ، ولكنه كان يقول للسني : لو أن عند كل طائفة رجلاً مثل ابن تيمية لوجب على هذه الطائفة أن تفتخر بهذا الرجل وتتشرف ، وحق لكم أنتم يا أهل السنة أن تفتخروا بهذا الإمام وتتشرفوا به ، وكثير من الطوائف – حتى من المخالفين – تعجب من ذكائه ونبوغه ، وذهل من عبقريته ؛ لأن المسألة أصبحت قضية ظاهرة ما تقبل اللبس ولا يختلف فيها اثنان ، ولا يستطيع أحد أن ينكر الشمس إذا طلعت على الناس ، أو يشكك في ضوئها ، أو يشكك في نورها هذا لا يكون ، ولذلك كان ابن تيمية فارضاً احترامه على الصديق والعدو، مثبتاً بجدارة أنه إمام يستحق الاهتمام والاعتبار والإنصات والإعجاب ، وكان مقصده – رحمه الله – ما عند الله عز وجل ، فحصل – إن شاء الله – ثواب الآخرة ، والثناء المستمر في الدنيا ، وهذا لسان الصدق في الآخرين .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات .
إضغط هنا للتسجيل
]
فترة الأقامة :
4011 يوم
معدل التقييم :
النادي المفضل :
الاتحاد
زيارات الملف الشخصي :
0
إحصائية مشاركات »
أم عمر
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.73 يوميا
أم عمر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم عمر
زيارة موقع أم عمر المفضل
البحث عن كل مشاركات أم عمر
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69