كــــــان ياما كــــان ....... عفوا .... لا أضن أحدكم يجهل تلك القصة والتي كانت نهايتها
أن فأر الحقل عاد إلى الحقول... وفأر المدينة بقى بالمدينة... أي أن كلاهما بقي في بيئته المناسبة
ذات مساء وفي وقت أراد ضعاف النفوس قلب الشعب على مليكهم
شهدت شوارع المملكة العربية السعودية ولاء الشعب السعودي للوطن
وامتلأت الشوارع باللون الأخضر وعبارات تثبت ذلك الولاء قد لصقت على السيارات وبجوارها صور لملك الإنسانية
ولـــــــكن.... ماذا لو رأينا تلك العبارات والصور على سيارة ( وانيت ) يجول شوارع المدينة!!
نظرت بداخلها وإذا بها شيخ وقور قد وضع بعضا من النباتات العطرية خلف أذنه
فرجعت إلى ذلك الطور الذي كنت فيه حين فارقت قريتــــــي الجميلة
عرفتها وهي تقف شامخة في قطعة أرض خضراء
كانت لشيخ نشيط لم تظهر عليه علامات الكبر رغم أنه تجاوز الستين من عمره
قضى ذلك الشيخ الفلاح شطرا كبيرا من عمره بجوار ( الوانيت ) المزعج على حد قول أهالي المدينة
لم تكن كذلك بالنسبة إلى لأنها كانت بمثابة الساعة فسماع صوت هيكلها المتهالك من بُعد
يخبرني بأن وقت العصر قد آن أوانه
فقطع شريط ذكرياتي( أحلااااااااا يا قروي ) وإذا بهم غلمـــان سفهــــاء لا يحسنون في هذة الحياة غير الدعابة
خرجت من أفواههم بطريقة تشبه الفحيح
أتحتاج تلك العبارات والصور إلى سيارة فارهة ليصبح الولاء مخلصا لا شك فيه ؟
رمقهم الشيخ بنظرة وكأنه يقول
أنا بدوي (ن) ما سكن بالوقت مسكان الضعوف ** أتبع هوى بالي وأسير عند ذودي و اغنمــي
طوفتهـــــــــــا لك لجل خاطر عين ولا مـــا تطوف ** ولا أنت مهما زاد وزنك وزني يطرحك نسمي
تهالكنا على المدن نلهث وراء مطالبها وتستهلكنا نزعاتها وزخارفها
أصبحنا لا نعرف أنفسنا لأننا لم نجد أدنى متسع من الوقت للترفيه عن النفس
واحترام الأشخاص الذي تظهر عليهم سلوكيات لم نكن نفعلها من قبل
أصبحنـــا نملك الوقت الكثير في المضايقة والهمز واللمز
صحيح أن الحضارة منحتنـــا أشياء كثيرة لم نكن نحلم بها
ولكنها سلبتنا أهم ما كنا نتمتع به
( الراحة _ وطمأنينة البال )
جل احترامـــي ودعواتــــــي للشيخ الوقور
ولكل من كان هنـــا
ولأن.....أعلمتم لماذا فر فأر الحقل من المدينة ذاهبا إلى كوخه الصغير في القرية ؟!!
||
