إنحجب وجه السعاده بالحيــاه = وإسرجت خيل الرجال الراحلين
وإنهدم حصنـاٍ ينومسنـي ذراه=إنهدم حصن الرجال الشامخيـن
وإنثلـم سيفـاٍ نسلـه للبغـاه=سيف نلطم به جباه الظالميـن
وإختفى برقـاٍ يسلينـي سنـاه=فرحةٍ لأهل الديـار المجدبيـن
وإنعدم ذيـبٍ يواسينـي عـواه=ذيـبٍ أفعالـه تعـز الغانميـن
وإنطفى نـوراٍ يقـدي للسـراه=وأظلمت بعده طريق السالكيـن
وأقبلت لقدار من عنـد الإلـه=وأصبحت في امر رب العالمين
وخطفت وقت الضحى ذيب الفلاه=وإنزعت نفساٍ مليئـه باليقيـن
إتركت جسماٍ نحيلاٍ فـي خـلاه=منتقل في ركب قومـاٍ ميتيـن
كل من شافه ولو ساعه بكـاه=فاقدين العـز والمجـد الدفيـن
أوعظ الباكين صبراً يـا بكـاه=قايلاٍ معظم اجـور الصابريـن
وإنهزم صبري معا علم الوفـاه=وخارت عزوم الرجال الحازمين
أذرف دموعاٍ تذوقهـا الشفـاه=وأحرق القلب الحزين من الأنين
إختنق لا شفت انا أكبـر ظنـاه=وأحظنه ما بين صدري واليدين
خالي اللي راح من ياتي سـواه=خالي اللي راح يا جرح السنين
ما بكيته مثل ما يبكيـه اخـاه=ما بكيته كونه مـن الأقربيـن
أبكي الـي بـاع والله إشتـراه=أبكي الي من صدوق المؤمنين
المبادي الساميه أحلـى كسـاه=والعمامة مصحف وذكرٍ مبيـن
شيخ قوماٍ غير مالبس العبـاه=لابسٍ فعل الرجـال الصادقيـن
الديانـة والنزاهـه والأنــاه=والمراجل والأمانه كـل حيـن
خشية الرحمن وفروض الصلاه=والإمامه في صلاة الخاشعيـن
بيته الي فـي مهاذيـره حـواه=بيتاٍ أقدم من بيـوت الزاهديـن
ليت لي نظره ولو لحظـه أراه=نظرةٍ تشفي جـروح المقلتيـن
ليته الملفي وأنا الي في لقـاه=نلتقي لو في مرائـي النائميـن
وأحظنه وادنو على كلتـا يـداه=وأًصعد لتقبيل خشمه والجبيـن
لا ظواني الليل متبلـس غطـاه=تسري الأفكار بالقلب الحزيـن
ما يخففها سوى رؤيـا الفتـاه=اللي رأت رؤيا الرجال الذاهبين
اللي رأتهم فـي نعيـمٍ مانـراه=في جنـانٍ عاليـه للخالديـن
أسأل اللي ما يخيب من دعاه=حمته أقرب لدعوى السائلين
يغفر ذنوبه ويتجاوز خطاه=ويسكنه اعلى جنان المتقين

المصدر: الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري