سعودي كام شات حبي شات صوتي شات غزل شات بنت ابوي شات غرور كام شات سعودي كام صيف كام شات دقات قلبي
الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري - عرض مشاركة واحدة - *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2014, 01:44 PM   #32
أم عمر
مشرفة القسم الاسلامي وقسم حرية الفكر وتطوير الذات
آل مره


الصورة الرمزية أم عمر
أم عمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10854
 تاريخ التسجيل :  May 2013
 المشاركات : 2,914 [ + ]
 التقييم :  1076
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
الشيخ عائض القرني:

لا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها

عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم
لوني المفضل : Darkred
افتراضي رد: *** ركني الهادي *** من حبر اقلامهم ***





ابن تيمية رجل المرحلة

لاشك أن الله سبحانه وتعالى هيأ الظروف والأحوال لخروج مثل هذا الرجل الإمام المجدد ، إذ كانت الحياة السائدة في عهده حياة تدعو إلى الرثاء ، وتستجدى بزوغ نجم مجدد مصلح كبير ، يكون في مثل عقل ابن تيمية ،وعلمه ، وخشيته ، وشجاعته ، لقد كانت الحالة العقدية بها غبش في التصور ، فظهر الشرك عند القبوريين الذين يطوفون متبركين بالقبور ؛ فظهر كثير من المهنة والمشعوذين والسحرة والدجالين والأفاكين ، ووجد كثير من المبتدعة بشتى مشاربهم ونحلهم ومذاهبهم الخاوية المنحرفة ، واستشرى فساد سياسي يتمثل في الظلم من الحاكم ، والجهل بالشريعة ، كما ظهر الفساد في القضاء من انتشار للرشوة ،وجهل بالشريعة ، وحيف وجور وظلم ، مقيت ، وجهل بالنص ، وبعد عن الدليل ، وبرز الفساد في مسالة الأدب ، حيث تراكم نتاج شعراء أفسدوا في المسيرة الأدبية ، وانحرفوا عن الجادة ؛ لما تركوا من لغو آثم وتركه فاسدة منحرفة عن الصراط المستقيم ، من الفجور والإلحاد.والفسق والعصيان ، كما وجد من يصد عن منهج الله عز وجل في المجتمع ممن يدعو إلى انغماسه في الدنيا بحالة ومقاله ، من فوائد هذه الآية الكريمة يدعو إلى ترك السنة ، من فوائد هذه الآية الكريمة ينصب نفسه للناس إماما وهو ضال مضل ، من فوائد هذه الآية الكريمة يعطل الشرائع ؛ كفرقة البطائحية ، وكالنصيرية الضالة المنحرفة ، وكأتباع غلاة المتصوفة ، وأتباع ابن عربي الحلولي الاتحادي ، وغير ذلك من أرباب المسالك الجائزة فيهأ الله خروج هذا الإمام الذي أتى فملأ الزمان والمكان بالحق المورث عن ولد عدنا صلى الله عليه وسلم ، والملهم من الرحمن ، فأتى مصلحاً مجدداً .
فبدأ بالعقائد فأوضح الحق في هذه المسالة ، ودعا دعوة تامة عامة كاملة للعودة إلى التوحيد الصحيح ، وأنه أصل الأصول ، فبين ووضح وشرح ورد كل شبهة ترد على هذا الأصل العظيم .
ثم أتي إلى الفقه فدعا الناس إلى الاعتصام بالدليل ، مع توفير الأئمة ، وبين في أول كتاب ( الاستقامة ) أن الناس في هذه المسألة طرفان ووسط : فطرف جمد على الظاهر ولم يحترم الأئمة ولم يشتغل بالاستنباط والفقه ، وقابله طرف آخر عظم أقوال الأئمة واصلى الله عليه وسلم أرباب المذاهب على حساب الدليل والنص ، فغلا في التعصب وإفراط في التقليد ، والصحيح الوسط وهو الاعتصام بالدليل من الكتاب والسنة وتقديم قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم عل قول الرجال ، كائناً من كل صاحب هذا القول ، مع احترام الأئمة وعدم المساس بهم رضوان الله عليهم ، وأتى إلى مسالة السنة فأوضحها للناس وبينها ودعا إليها بأقواله وأعماله وأحواله ، ورد على كل من خالفها ، أتم كل بحسبه ، وفت باب خصومات مع أعداء السنة ، فجابههم أتم المجابهة لما تقتضيه حكمته وبصيرته ، وأوذي في كل الأذى وهو صابر محتسب متلذذ بما يصيبه في ذات الله ، ومستعذب العذاب في سبيله ، فكانت العافية له ، وهي سنة الله –عز وجل – في رسله عليهم الصلاة السلام ، واتباع رسله إلى يوم القيامة .
ثم أتى إلى الفساد السياسي فدعا الحاكم إلى العمل شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وشافه الحكام بهذه الدعوة وراسلهم وكاتبهم ، ووجد من بعضهم الأذى ، وحبس في ذلك وأظهر دعوته ، وكتب في ذلك ( السياسة الشرعية ) ، ونهى عن الظلم ، ودعا إلى تقديم الملة على الأحكام الوضعية القانونية الأرضية ، وأخبر بأنه لا يسع أحداً من الناس – سواء الملوك أو العامة – الخروج عن شيء من شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقام في ذلك المقامات التي شهد بها القريب والبعيد وزار السلاطين في بلاطهم ، ودخل دواونيهم ، وخطب بين أيديهم ، وكاتبهم وراسلهم ،وقام المقامات المشهودة عند العامة ، في مجامع الناس ، ونازل أعداء الشريعة وبارزهم في الميادين العامة ، وفي المجالس الخاصة ،وفي أماكن النظر ،وفي محلات التدريس ، فكان بحق شاغل تلك الفترة بالحديث والأخبار والأخذ والعطاء .

ابن تيمية وعلاقته بالدولة في عهده
لا شك أن ابن تيمية صحب في تلك الفترة السلاطين من المماليك ومن الأمراء الذين يتبعون للدولة العباسية في أواخر عهدها الانحطاط والضعف ، وهؤلاء السلاطين نافذون في مصر والشام ، وكان عندهم جور وظلم ، وهم في الجملة مسلمون ، فعاملهم بما يقتضي الحال من النصيحة والإرشاد والتوجيه ،ولم يوافقهم على باطلهم ، ولم يأخذ أعطيا تهم ، ولم يدخل في شيء من وظائفهم ،ولم يتقلد لهم مناصب ،ولم يتول لهم زلالية ، وإنما كان همه إصلاحهم وإعادتهم إلى منهج الله عز وجل وإلى شريعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولنه في المقابل لم يخرج عليهم ، ولم يدع إلى السيف والمبارزة ومقاتلتهم ؛ لأمور منها :أنه يحتكم إلى الشرع الذي يدعو صاحبه صلى الله عليه وسلم إلى عدم الخروج على الإمام والراعي المسلم ما لم نر كفراً بواحاً عندما فه من الله برهان ، فالمعاصي والجور والظلم لا تقتضي الخروج على الحاكم مهما كانت ؛ لأن الخروج أعظم مفسدة من البقاء تحت ولايته ، لما ينتج من ذلك من افتراق الكلمة ، وسفك الدماء ، وذهاب الأموال ، وانتهاك الأعراض ، والفساد في الأرض بكل أنواع الفساد ، فكان ذلك منهج ابن تيمية ومنهج أئمة الإسلام وعلماء الملة على طول التاريخ تعاملهم مع الحكام الظلمة ، وهذا هو المنهج الصحيح الذي أثبت صلاحه ونجاحه على مر الدهور والأعوام ،وهو الموافق لشرع الله عز وجل .



لماذا لم يكون ابن تيمية جماعة
لم يعرف عن ابن تيمية –رحمه الله – أنه كون جماعة أو نظم فرقة معه ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، صحيح أن له طلاباً وأصحاباً ، لكن لم يكن بينهم تنسيق وتنظيم حتى يصحبوا جماعة تعرف بين الناس ، لها خطتها ولها برنامجاً ، ابدأ لم يحصل هذا ، ومن قال ذلك فعليه الدليل ، والمؤكد أن ابن تيمية لم يفعل ذلك؛ لأنه فعل فعل علماء الإسلام وأئمة الدين ممن سبقه من أهل السنة ، ولو أنه كون جماعة لا اقتضى الحال أموراً .
فإما أن تنظيم هذه الجماعة في طاعة الدولة المعاصرة له وتنقد أوامر السلطان في عهده فيكون هذا تحصيل حاصل ؛ لأنها لن تأمر بالمعروف ولن تنهى عن المنكر إلا بإذن من السلطان ، ولن تقوم بعمل رعي عام الإ بسماح منه ، فكأنها لم تفعل شيئاً ، فالناس في عهده في الجملة لا يعلون إلا بإذن السلطان سواء من العلماء أو القضاء أو المحسنين أو الدعاة فما فائدة تكوين جماعة نأتمر بأمر السلطان ؟ والناس كلهم أصلاً مؤتمرون بأمر السلطان فلم يكن هناك شيء جديد إذا وأما أن تقوم هذه الجماعة بأمرها ولا تراجع سلطاناً ولا دولة، فتأمر بالمعروف متى شاءت ، وتنهى عن المنكر متى شاءت ،وتكون لها منهجا صالحاً سنياً على نظرها دون أن تعود إلى سلطان أو دولة ، وحينئذ لن ترضى الدولة المعاصرة ،ولن يرضى السلطان ،وسيقع التصادم ، ثم يستمر الحال ، فإما أن تمضي الدولة كلمتها ،وتمضي أمرها أو تأتي هذه الجماعة فتتفذ أمرها وكلمتها وتمضي أمرها ، وحينئذ يقع التصادم والاختلاف ، وتقع الفرقة ، وينتهي الحال إلى أراقه الدم ،وهو ما حصل في بعض العهود من قيام جماعات قصدها نصره الدين ، ولكنها واجهت دولاً ، فسكفت الدماء ، وفتحت المعتقلات ، ونهيت الأموال ، وانتهكت الأعراض ، ووقع فساد عظيم واختلاف وشر في الأمة ،وهذا الذي منع ابن تيمية من تكوين جماعة أو فرقة ،وكان الذي فعله عين الصواب ، وهو الذي اثبت لابن تيمية قوته وجدارته ، وترك له أثرا علميا ودعوياً وإصلاحياً وتجديدنا مباركاً ، وتركه طيبة من العلم النافع ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهذا المطلوب ؛ فإن إقامة دولة مسلمة هو أمر مطلوب عل العام والخاص ،ولكن إذا لم يستطيع الإنسان إلا أن يكون في ظل دولة مسلمة ،وعندها قصور وجور وظلم وأخطاء ، فإن عليه أن يبقى الله عز وجل ، وأن يعمل بالشرع في لك ، وأن يدعو ويصبر ،وأن يطيع في طاعة الله عز وجل ولا يوافق في المعاصي ، لكنه لا يخرج عليهم ولا ينابذهم السيف ،ولا يدعو غل الفرقة ؛ لأن الشر في ذلك عظيم والفساد كبير .

أثر ابن تيمية في أصحابه وطلابه
من آثار العلم المبارك في حياة العالم أن يكون له اثر طيب على أقرانه وزملائه وأتباعه وأصحابه وطلابه ، وهذا ما حصل مع ابن تيمية ؛ فلا يعلم في العلماء المتأخرين ممن أثر في أصحابه وطلابه من بعده من القرون كابن تيمية ، فكان ينفع الله بمجالسه وبدروسه ، وباللقاء به ، وبمعايشته والسفر معه ، ما شهد به أصحابه وما رايتا أثر ذلك في طلابه ، حتى إن الواحد منهم كان في جهل وفي انحراف ، حتى صحب هذا الإمام وغيره ، فوجد من النفع العظيم ، واستقامة الحال ، وانشراح الصدر ، وصلاح العمل ، وسداد القول ، والبركة في الوقت ، ما صار تاريخاً يكتب ، وما ذلك إلا لبركة هذا الإمام الأستاذ المعلم – رحمه الله - ؛ فكان مبارك الأنفاس ، تعود بركته على أصحابه ، وهذا دليل على صدقة وإخلاصه ،وأعمار أوقاته بالطاعة والنوافل والعبادات والأوراد بأنواعها ، فصار قدوة في جهاده وصبره وصدقه وعلمه وحاله وزهده وتقشفه وجرأته وثباته وثقته وبربه ، وغلى غير ذلك من الخصال الحميدة والأفعال المجيدة ، التي سطرها هذا الإمام وصارت تاريخاً يتلى بعده إلى آخر الدهر ؛ فقد رأينا ممن عاصره من العلماء من كان له طلاب ومؤلفات ، ثم ذهب فكأن مؤلفاته أدرجت في أكفانه ،وكان طلابه ماتوا معه ؛ لأمر علمه سبحانه وتعالى ، لأنه أعلم بالسر وأخفى ؛ وربما لأن هؤلاء العلماء تصدروا للدنيا وهو ما حصل بالفعل ؛ فإن أحدهم كان يغضب للمنصب ويوصى السلطان أن يولي ابنه بعده ، وكما يقول أحد المعاصرين : إن ابن تيمية ترك الدنيا وما فيها لأهلها وطلب الآخرة ممن يملكها سبحانه ، أما المعاصرون له في الغالب فإن لهم عمائم الأبراج ،وأكمام كالإخراج ، همهم الولاية والأوقاف ، وجمع أموال اليتامى ، والتصدر في المجالس ، وحضور مواكب السلطان والفرح بالأعطيات ، وجمع الأموال ، وتكديس الخزائن ، والشهرة في العامة ، وطلب التبرك ممنهم ، والانصياع لأوامرهم ، وتنفيذ مراسيهم ، فذهبوا وانقرضوا وانتهوا وماتوا بآثارهم ، وبقى هذا الإمام الذي عاش فقيراً ، معدماً ولم يتول آية ولاية صغيرة أو كبيرة ، حتى إمامة المجد أو الآذان فبقى في القلوب محفوراً اسمه ، منقوشة حروف علمه في الأذهان الضمائر ،وصار آية للسائلين ،وقصة من قصص العبقرية ، وأحدوثة من أحاديث التجديد واللموع .




 
 توقيع : أم عمر


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69