07-15-2012, 11:26 PM
|
|
@ سيرة عمر بن الخطاب @ رضي الله عنه
إذا ذُكِرت الشدّة في الحق ذُكِر ، وإن ذُكِر العَدْل ذُكِر ، وإن ذُكِر التواضع ذُكِر ،
وإن ذُكرت الرّحمة بالمساكين ، فهو مَثَل ، وإذا ذُكِرت الفتوحات ذُكِر ..
وإذا ذُكِر الخير ذُكِر عُمر الخير رضي الله عنه وأرضاه ..
اسمـه :
عُمر بن الخطّاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله
بن قُرط بن رَزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العَدويّ .
يَجتمع نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب .
كنيته :
أبو حفص ، وهي كُنية ، وليس له ولد بهذا الاسم .
لقبه :
الفاروق . ولُقِّب به لأنه أظهر الإسلام بمكّة ، ففرّق الله بين الكفر والإيمان .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم أعزّ الإسلام بِعُمَر بن الخطاب .
رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
مولده :
وُلِد عمر رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة .
وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم .
حياته في الجاهلية :
تعلّم القراءة والكتابة في الجاهلية .
وتحمّل المسؤولية صغيراً .
ونشأ نشأة غليظة شديدة ، لم يَعرف فيها ألوان التّرف ،
ولا مظاهر الثروة ، حيث دَفَعه أبوه " الخطّاب "
في غلظة وقسوة إلى المراعي يَرعى إبله .
وكان عمر رضي الله عنه يَرعى إبلاً لخالات له من بني مخزوم .
ثم اشتغل بالتجارة مما جَعَله من أغنياء مكة ، ورَحَل صيفا إلى الشام
وشتاء إلى اليمن ، واحتلّ مكانة بارزة في المجتمع المكيّ الجاهليّ
وأسهم بشكل فعّال في أحداثه ، وساعَدَه تاريخ أجداده المجيد .
قال ابن الجوزي : كانت إليه السفارة في الجاهلية
وذلك إذا وقعت بين قريش وغيرهم حرب بعثوه سفيرا
أو إن نَافَرَهم حيٌّ المفاخرة بعثوه مُفاخِراً ، ورَضُوا به .
صفاته الْخَلْقية والْخُلُقيّـة :
قال ابن الجوزي : كان أبيض طوالا ، تعلوه حمرة
أصلع أشب يخضب بالحناء والكتم
وكان عمر رضي الله عنه رجلا حَكيما
بليغاً ، حصيفاً ، قوياً ، حَليماً ، شريفاً ، قويّ الحجّة ، واضح البيان
زوجاته رضي الله عنه :
تزوّج في الجاهلية بـ زينب بنت مظعون ، فولدت له عبد الله
وعبد الرحمن الأكبر وحفصة
وتزوّج مليكة بنت جرول ، فَوَلَدَتْ له عبيد الله .
وتزوّج قُرَيبَة بنت أبي أمية المخزومي ، ففارقها في الهدنة .
وتزوّج أم حكيم بنت الحارث بن هشام ، فولدت له فاطمة .
وتزوّج جميلة بنت عاصم بن أبي الأقلح .
وتزوّج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل .
وتزوّج بعد ذلك أم كلثوم بنت عليّ رضي الله
وأمها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها
وولدت له زيدا ورُقيّـة .
وتزوّج لُهْيَة – امرأة من اليمن – فولدت له عبد الرحمن الأصغر
وقيل الأوسط . وقيل : هي أم ولد .
وقالوا : كانت عنده فُكيهة – أم ولد – فولدت له زينب .
وكان عمر رضي الله عنه يَتزوّج من أجل الإنجاب
وإكثار الذرية ، فقد قال رضي الله عنه: ما آتي النساء للشهوة
ولولا الولد ما بالَيتُ ألاّ أرى امرأة بِعيني .
وقال : إني لأُكْرِه نفسي على الجماع رجاء أن يُخرِج الله مِنِّي نسمة تُسبّحه وتذكره .
أولاده :
جُملة أولاده ثلاثة عشر ولداً ، وهم :
زيد الأكبر ، وزيد الأصغر ، وعاصم ، وعبد الله
وعبد الرحمن الأكبر ، وعبد الرحمن الأوسط
وعبد الرحمن الأصغر ، وعبيد الله ، وعياض ،
وحفصة ، ورقية ، وزينب ، وفاطمة رضي الله عنهم
إسلامه رضي الله عنه :
قال ابن الجوزي : قال علماء السِّيَر : أسلم عمر في السنة السادسة
من النبوة ، وهو ابن ست وعشرين سنة .
وعند البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
لما أسلم عمر اجتمع الناس
عند داره ، وقالوا : صبأ عمر . وأنا غلام فوق ظهر بيتي
فجاء رجل عليه قباء من ديباج ، فقال
قد صبأ عمر فما ذاك ؟ فأنا له جار . قال : فرأيت الناس تصدّعوا عنه
فقلت : من هذا ؟ قالوا : العاص بن وائل .
وروى البخاري عن سعيد بن زيد أنه قال
لو رأيتني موثقي عمر على الإسلام أنا وأخته وما أسلم .
وروى ابن الجوزي – بإسناده – إلى أنس بن مالك قال
خرج عمر متقلدا بسيفه - أو قال بالسيف - فلقيه رجل من بني زهرة ، فقال
إلى أين تعمد يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدا . قال
وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة ، وقد قتلت محمدا ؟ قال :
فقال عمر : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه . قال :
أفلا أدلك على العجب يا عمر ؟ إن ختنك وأختك قد صبوا
وتركا دينك الذي أنت عليه . قال : فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما
وعندهما رجل من المهاجرين يُقال له : خبّاب . قال :
فلما سمع خباب حسّ عمر توارى في البيت ، فدخل ، فقال :
ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ وكانوا يقرأون (طه) ، فقالا :
ما عدا حديا تحدثناه بيننا . قال : فلعلكما قد صبوتما ؟ قال : فقال له ختنه :
أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟ قال : فوثب عمر على ختنه فوطئه
وطئا شديدا ، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده نفحة فدمى وجهها ،
فقالت - وهي غضبى - : يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟
اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله فلما يئس عمر قال :
أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه . قال : وكان عمر يقرأ الكُتُب
فقالت أخته : إنك رجس ، ولا يمسه إلا المطهرون ، فَقُم فاغتسل وتوضأ
قال : فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ : ( طه ) حتى انتهى إلى قوله :
( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) قال :
فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ،
خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ! فإني أرجو أن تكون دعوة
رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس : اللهم أعز الإسلام
بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم
في الدار التي في أصل الصفا ، فانطلق عمر حتى أتى الدار قال :
وعلى باب الدار حمزة وطلحة وأُناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما رأى حمزة وَجِل القوم من عمر قال حمزة : نعم فهذا عمر ، فإن يُرد الله بعمر خيرا
يُسلِم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يُرد غير ذلك يَكن قتله علينا هينا
قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يُوحى إليه . قال : فخرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال :
ما أنت منتهياً يا عمر حتى يُنْزِل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة
اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب قال : فقال عمر :
أشهد أنك رسول الله . فأسْلَمَ
وعند الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
اللهم أعزّ الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب
قال : وكان أحبّهما إليه عمر . وصححه الألباني ..
يتبع ..
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|