يـــــــــــا صاحبي إني حزين
طلع الصباح...........
فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة خبز أيامي الكـــــفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروشْ
فشربت شاياً في الطريق
ورتقت نعلي
ولعبت بالنرد الموزع بين كفــــــي والصديق
قل ساعة أو ساعتين
وضحكت من أسطورة حمقاء رددها الصديق
ودموع شحاذ صفيق
*
*
*
وأتى المســــــــاء
في غرفتي دلف المساء
والحزن يولد في المساء لأنه حزن ضريــــر
حزن طويل كالطريق من الجحيم إلى الجحيم
حزن صموتْ
والصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت
وبأن أياماً تفوت
وبأن مرفقنا وَهَنْ
وبأن ريحاً من عَفَنْ
مس الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت
حزن تمدد في المدينة
كاللص في جوف السكينة
كالأفعوان بلا فحيح
الحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوز
الحزن قد سمل العيون
الحزن قد عقد الجبـــاه
[ ليقيم حكاماً طغـــــاة ]
يا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يوماً صديق
مغرى بتزويق الكلام
كنا نسيرْ
كفي لكفيه عنــــــــــــاق
والحزن يفترش الطريق
قال الصديق
يا صاحبي
ما نحن إلا نفضة رعناء من ريح سموم
أو منية حمقاء
أو أن اسمينا ببرج النحس كانا يا صديق
وجفلت .... فـــــــــــابتسم الصديق
ومشى به خدر رفيق
ورأيت عينيه تألقتــا كمصباح قديم
ومضى يقول
« سنعيش رغم الحزن، نقهره ونضع في الصباح
أفراحنــــــــا البيضــــــاء، أفراح الذين لهم صباح »..ا
يا صاحبي
زوِّق حديثك، كل شيء قد خلا من كل ذوق
أما أنا......
فلقد عرفت نهاية الحدر العميق