رد: قصه وموقف
ثمن التقوى :-
بينما كان أحد الفتية يمشي وحائط بستان رأى غصنا خارج السور وقد تدلت منه ثمرة .
فقال في نفسه - وكان جائعا - انه لايتطلب الاذن من صاحب هذا البستان كي آكل هذه الثمرة فقطفها وأكلها .
ولكنه شعر بتأنيب الضمير فقرر الذهاب لصاحب البستان وإخباره الخبر .
ياصاحب البستان اني قد مررت بحائطك منذ قليل وقد رأيت ثمرةً كذا وكذا .. وأعلمه بالأمر كله وطلب منه الإذن عما بدر منه .
قال صاحب البستان طالما أن هذه الثمرة من بستاني فلن أسامحك على فعلتك اللي فعلت أبدا .
قال الفتى : يارعاك الله خذ من مالي ثمناً لها .. خذ مالي كله ولكن أرجوك أن تسامحني .
أصر صاحب البستان على رأيه رغم كل المحاولات الحثيثه لإقناعه التي باءت بالفشل .
مضى يوم واثنان والمحاولات لازالت مستمرة من هذا الفتى الذي كان يتردد باستمرار على صاحب البستان . ولكن دون جدوى .
في اليوم الثالث جاء الفتى لصاحب البستان وقال له : ياهداك الله اني امرؤٌ على سفر وقد اضطررت للإقامة في هذه القرية أملاً في عفوك . فاعف عني يرحمك الله وخذ من مالي ماتريد .
قال صاحب البستان وإن لم أفعل ؟
قال الفتى : والله لن ابرح هذا البستان حتى تعفو عني أو يقضي الله أمراً كان مفعولا .
قال صاحب البستان : إذن أعفو عنك بشرط !!
الفتى : وما هو ؟
قال : تتزوج بنتي !! لكن اعلم انها لاترى ولا تتكلم ولا تسمع ولا تستطيع الحركة ابدا .
قال الفتى : لاحول ولا قوة الا بالله ولكن كما تعلم أني عابر سبيل أضرب في الأرض وأقصد المشرق والمغرب .
فهل الى غفوٍ من سبيل ؟
قال صاحب البستان : هذا مالدي وأنت وذاك .
فقرر الفتى في النهاية على الموافقة على شرط صاحب البستان .
وتزوجها ولما دخل بها وجدها من أجمل الفتيات خلقا وأدبا صحيحة سليمة لاشية فيها .
فتعجب من قول ابيها ووصفه لها بالسوء وسألها عن ذلك . فقالت : إن ابي على قدرٍ كبير من الذكاء ولمّا أراد أن يزوجني تقي .
أراد أن يمتحن إيمانك ويمحّص تقواك . حتى تثبت عليه . وعندها تكون انت من وقع عليه الاختيار .
.
|