الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

لعل من من مقتضى الإيمان أن يعرف الإنسان نفسه! ويضع لها حدودا يقف عندها أو ينطلق منها وفي كلتا الحالتين تكون تلك الحدود حماية لها من الزلل! وعندما يدرك الإنسان نفسه ويدرك مزاياها ونواقصها حتما سيقوم بمداواة النقص، ليرتقي بها إلى مايسره من الكمال ,وإن كان الكمال صفة لله جل وعلا محال على كل من سارت به قدم أن يصل إليها.هناك بعض الأمراض! التي يصاب بها الإنسان ,,ليست أمراضا عضوية،، وإنما نفسية ومنها انتفاخ غدة (الأنا)والنرجسية,, وعسر الفهم! الموازي لعسر الهضم! والذي يؤدي إلى التخمة والاتخام بالذاتية تاريخنا
الإنساني مليء بالشواهد على تلك الأمراض! ففي الماضي السحيق نجد قصة عسر الفهم والنرجسية
وانتفاخ غدة الأنا! لدى قابيل، عندما أصيب بتلك العوارض الثلاث،، أرتكب جريمته الشنعاء بحق أخيه
ووقف وهو الإنسان حائرا حتى أتي الغراب برمزيته اللونية ليريه أنه محدود الفهم! قليل الإدراك. لقد شرع
الغراب يبحث في الأرض ليحفر موضعا يواري فيه جثمان سواد آخر أو غرابا آخر قتله وهو هنا يقوم بدور المعلم لقابيل
كانت الإستجابة أو ردة الفعل لدى قابيل (((ياويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة
أخي))) هي لحظة طغى فيها الندم وتبددت العوامل الثلاثة ليسيطر الندم على قابيل ويتذوق طعم الموت لكنه الموت المعنوي وليس المادي ,والمعنوي أشد وطأة من المادي على النفس, ماالذي دعى قابيل للقتل؟
أنه الشعور بالنقص! وتواتر العوامل الثلاثة كان محرضا لارتكاب الجريمة.!

محمد الشدوي