الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري (http://www.m-f6es.com/vb/index.php)
-   الخيمه الرمضانيه (http://www.m-f6es.com/vb/forumdisplay.php?f=36)
-   -   سلسلة غنائم الصائمين 1: سـرٌّ بين العبد وربِّه : (http://www.m-f6es.com/vb/showthread.php?t=20331)

أم عمر 07-03-2013 08:28 AM

سلسلة غنائم الصائمين 1: سـرٌّ بين العبد وربِّه :
 
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]



أ.د. خالد الدريس


هو أمر جليل عظيم ، لا تُقبلُ الأعمالُ الصالحةُ إلا به ، ولا تزكو النفوسُ إلا من خلاله ، وهو روح العبادات التي لا حياةَ لها ، إلا بوجوده ؛ ذلكم هو الإخلاص لله تعالى .

علاقة الصوم بأعمال القلوب ؟
يرتبط الصيام بأعمال القلوب ارتباطاً وثيقاً ، فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن الثمرةَ الكبرى ، والغايةَ العظمى من فرضِ الصوم ، بلوغُ التقوى ، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ، والتقوى محلها القلب .


علاقة الصوم بالإخلاص ؟
يعدُ الصيامُ من أهمِ الوسائلِ المعينةِ على اكتساب الإخلاص والتحلي به ، فلذا كان من أجلِّ ما يغنمه الصائمون في رمضانَ أن يتأملوا في حقيقة الإخلاص وما يشوبه من آفات ، ثم يراجعوا أعمالهم وأقوالهم ، وكلَ تصرفاتهم : أتحقق فيها الإخلاصُ لله تعالى أم لا ؟


مفهوم الإخلاص ومعناه ؟
والإخلاص : كلمة تدل على الصفاء والنقاء من الشوائب ، والمقصود بها شرعاً : تصفية الارادة ، وتنقية القصد ، وتجريد النية ليكون المقصود بالطاعات وجه الله عز وجل.



سر بين العبد وربه ؟
ويستدل على أثر الصيام في اكتساب خصلة الإخلاص ، بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الحديث الصحيح أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ ، الْحَسَنَةُ بعَشْر أَمْثَالِهَا ، إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ))


فقد خص الله الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال الأخرى ، فما سبب ذلك يا تُرى ؟

يقول العلماء في الإجابة عن هذا : ذلك لأن الصيام سر بين العبد و ربه ، لا يطلع عليه غيرُه ، وهو أي الصيام مركب من أمرين :
الأول : نيةٍ باطنةٍ لا يطلع عليها إلا الله .
والثاني : تركِ الشهواتِ التي يستتر الإنسان عند فعلها في العادة .
ولذلك قال بعض العلماء : إن الرياء لا يدخل في الصوم إلا في حالات يسيرة كمن يصوم ثم يتحدث بذلك رغبة أن يُمدح ويُثنى عليه .
ويقول الحافظ ابن رجب في بيان العلاقة بين الإخلاص والصيام : إن من ترك ما تدعوه نفسه إليه لله عز و جل ، حيث لا يطلع عليه غيرُ من أمره و نهاه ، دل على صحة إيمانه ، والله تعالى يحب من عباده أن يعاملوه سرا بينهم و بينه ، وأهل محبته يحبون أن يعاملوه سرا بينهم وبينه بحيث لا يطلع على معاملتهم إياه سواه ، حتى كان بعضهم يود لو تمكن من عبادة لا تشعر بها الملائكة الحفظة ، والنفس البشرية إذا تاقت إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ، ثم تركته لله عز و جل في موضع لا يطلع عليه إلا الله ، كان ذلك دليلا على صحة الإيمان ، فإن الصائم يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته ، وقد حرّم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة ، فأطاع ربه ، و امتثل أمره ، واجتنب نهيه خوفا من عقابه ، ورغبة في ثوابه ، فشكر الله تعالى له ذلك ، واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله . أ. هـ


المصدر: موقع فضيلة الشيخ أ. د. خالد بن منصور بن عبدالله الدريس


الساعة الآن 11:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69