الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري (http://www.m-f6es.com/vb/index.php)
-   الخيمه الرمضانيه (http://www.m-f6es.com/vb/forumdisplay.php?f=36)
-   -   نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي.. (http://www.m-f6es.com/vb/showthread.php?t=6799)

بنت الجنوب 07-18-2011 04:28 PM

نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله.
في عصر طغت فيه الماديات، يتشوف العبد المؤمن إلى روزنة يطل منها على روحانية الإسلام.
وفي عصر الإلكترونيات الذي ليس من مأساته أنه توصل إلى صناعة آلات تعمل كالإنسان ولكن المأساة أنها خلفت إنسانا يعمل كالآلة فحتى العبادات صارت (روتينية )تحولت إلى عادات، وفقدت روحها في هذا العصر الذي أغرق في المادة ففقد الروح…
ولما كانت الأزمنة الفاضلة من أنسب أوقات الجد والاجتهاد في الطاعة وكان شهر رمضان من مواسم الجود الإلهي العميم، حيث تعتق الرقاب من النار، وتوزع الجوائز الربانية على الأصفياء والمجتهدين، كان لزاما أن تتواصى الهمم على تحصيل الغاية من مرضاة الرب في هذا الشهر، وهو من التواصي بالحق المأمور به في سورة العصر، وإذا كان دعاة الباطل واللهو والفجور تتعاظم هممهم في الإعداد لغواية الخلق في هذا الشهر بما يذيعونه بين الناس من مسلسلات ومجون وغناء، فأخلق بأهل الإيمان أن ينافسوهم في هذا الاستعداد، ولكن في البر والتقوى.
ولو تجهزت الأمة لهذا الشهر الفضيل وأعدت له عدته، وشمر الناس جميعا سواعد الجد وشدوا مآزرهم في الطاعة لرأينا أمة جديدة تولد ولادة شرعية، وذلك بعد استعداد جاد ومخاض عولجت فيه الهمم والعزائم لتدخل في الشهر وهي وثابة إلى الطاعات.
وهذه الرسالة نصيحة لعام المسلمين بثتها غيرة على حالهم مع الله في هذا الشهر، وجهد مقللأبذله تأثما، ويعلم ربي ما هنالك.

بعث واستثارة الشوق إلى الله

على مر الأيام والليالي يخلق الإيمان في القلب وتصدأ أركان المحبة فتحتاج إلى من يهبك سربالاإيمانا جديدا تستقبل به شهر رمضان، واصل القدرة على فعل الشيء معونة الله ثم مؤونة العبد، ونعني بالمؤونة رغبته وإرادته، فعلى قدر المؤونة تأتي المعونة.
فالبداءة من العبد ثم الإجابة حتما من الرب: { ادعوني أستجب لكم} { فاذكروني أذكركم}.
فلابد من إثارة كوامن شوقك إلى الله عز وجل حتى تلين لك الطاعات فتؤديها ذائقا حلاوتها ولذتها، وأية لذة يمكن أن تحصلها من قيام الليل ومكابدة السهر ومراوحة الأقدام المتعبة أو ظمأ الهواجر أو ألم جوع البطون إذا لم يكن كل ذلك مبنيا على معنى: { وعجلت إليك رب لترضى }؟! ومن لبى نداء حبيبه بدون شوق يحدوه فهو بارد سمج، دعوى محبته لا طعم لها.
لا جرم كان من دعاء النبي في صلاته: "وأسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك…" رواه النسائي بسند صحيح.
وشوقك لربك ولإرضائه أفناه رين الشبهات والشهوات وأهلكته جوائح المعاصي ومرور الأزمنة دون كدح إلى الله، فتحتاج يا باغي الخير إلى بعث هذا الشوق من جديد لو كان ميتا، أو استثارته إن كان موجودا كامنا.


معرفة فضل المواسم ومنة الله فيهاوفرصة العبد منها

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مجاهد قال: ما من يوم إلا يقول: ابن آدم قد دخلت عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم فانظر ماذا تعمل في، فإذا انقضى طواه، ثم يختم عليه فلا يفك حتى يكون الله هو الذي يفض ذلك الخاتم يوم القيامة..
عن الحسن قال: ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم، يقول: يا أيهال الناس: إني يوم جديد وإني على ما يعمل في شهيد، وإني لو قد غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة. وعنه أنه كان يقول: يا ابن آدم اليوم ضيفك، والضيف مرتحل يحمدك أو يذمك، وكذلك ليلتك، وبإسناده عن بكر المزني أنه قال: ما من يوم أخرجه الله إلى أهل الدنيا إلا ينادي: ابن آدم اغتنمني، لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلةإلا تنادي: ابن آدم اغتنمني، لعله لا ليلة لك بعدي.

تمارين العزيمة والهمة

1.استحباب صوم شعبان لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة.
وكان من هدي النبي في قيام الليل أن يبدأ بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر.
2.الايتاء بالسنن والنوافل لانها مثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل.
وكثير من الناس يعقد الآمال بفعل جملة من الطاعات في شهر رمضان فإذا ما أتى الشهر (أصبح خبيث النفس كسلان) وذلك لأنه لم يحل عقدة العادة والكسل والقعود.


نبذ البطالة والبطالين ومصاحبة ذوي الهمم

ليس هناك أشأم على السائر إلى الله من البطالة وصحبة البطالين، فالصاحب ساحب، والقرين بالمقارن يقتدي.(والبرهان الذي يعطيه السالكون علامة لصدقهم أنهم يأبون غلا الهجرة والانضمام إلى القافلة ويذرون كل رفيق يثبطهم ويزين لهم إيثار السلامة، ينتفضون ويهجرون كل قاعد، ويهاجرون مع المهاجرين إلى الله، ويطرحون أغلال الشهوات وحب الأموال عن قلوبهم).

ولما أراد قاتل المائة أن يتوب حقا قيل له: اترك أرضك فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. متفق عليه. فلابد لمن أراد تحصيل المغفرة من شهر رمضان أن يترك المخلدين إلى الأرض ويزامل ذوي الهمم العالية كما قال الجنيد: سيروا مع الهمم العالية.

ترى البطالين يصلون التراويح سويعة ثم يسهرون ويسمرون ويسمدون وتضيع عليهم صلاة الفجر { وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا }.
لا أيها الرشيد، تعال أخبرك بحال من اجتمعوا على السير إلى الله: أوقاتهم بالذكر وتلاوة القرآن معمورة، مساجدهم تهتز بضجيج البكاء من خشية الله، تراهم ذابلين من خوف الآخرة، وعند العبادة تراهم رواسي شامخات كأنهم ما خلقوا إلا للطاعة، ليس في قاموسهم: فاتتني صلاة الجماعة، دع عنك أصل الصلاة، تراهم في قيامهم وقعودهم مطأطئين على حياء من الله يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.


إعداد بيان عن عيوبك وذنوبك المستعصيةوعاداتك القارة في سويداء فؤادك لتبدأعلاجها جديا في رمضان وكذا إعدادقائمة بالطاعات التي ستجتهد فيأدائها لتحاسب نفسك بعد ذلك عليها

قال صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا" رواه البخاري.
لأن همة أبناء الآخرة تأبى إلا الكمال، وأقل نقص يعدونه أعظم عيب، قال الشاعر:
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القـادرين على التمـام


هذه العزمات المتوالية تستحثها في كل زمان، ولكن قد يتسرطن عيب ويتجذر ذنب وتتأصل عادة، ولا يجدي مع مثل هذا أساليب علاج تقليدية، إنما هي عملية جراحية استئصالية تتطلب حمية متوفرة في شهر رمضان، وهمة شحذتها قبيل هذا الزمان المبارك، فما بقي إلا أن تضع مبضع العزيمة الحاد وبجلد وصبر على آلام القطع تستأصل تلك الأورام الناهشة في نسيج إيمانك وتقواك، لا تستعمل أي مخدر، فإن شأن المخدر أن يسافر بك في سمادير السكارى وأوهام الحيارى، فتفيق دون أن تدري بأي الورم لم يستأصل بكامله، بل بقيت منه مضغة متوارية ريثما تتسرطن ثانية فإذا كنت مدخنا أو مبلتى بالنظر أو الوسوسة أ والعشق فبادر إلى تقييد كل هذا البلاء وابدأ العمليات الجراحية في شهر رمضان ولا تتذرع بالتدرج الذي سميناه مخدرا، بل اهجر الذنب وقاطع المعصية وابتر العادة ولا تجزع من غزارة النزيف وشدة الآلام، فإنه ثمن العلاج الناجح، وضرورة الشفاء البات الذي لا يغادر سقما.


إعداد النفس لتذوق عبادة الصبر

قال تعالى: { وما يلقاها إلالذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.
فعين الله تصنعك، والأبالسة في أصفادها ترمقك، ونفسك ستراها إلى الخير وثابة وعن الشر هيابة، فلم يبق إلا أن تعالج الخطرات والوساوس الوالجات في حنايا قلبك، ليت شعري ما أشبه قلبك بالمريض في غرفة العناية المركزة، إنه محروم من كل طعام يفسد دورة علاجه، بل محروم من مخاطبة أقرب الأقربين لتتفرغ أجهزة جسمه للانتعاش واسترداد العافية، ثم إنه يتنفس هواء معقما خاليا من كل تلوث، وتدخل في شرايينه دماء نقية لتمده بأسباب القوة، ويقاس نبضه ودرجة حرارته كل حين ليتأكد الطبيب من تحسن وظائف جسمه، فما أحرى هذا القلب السقيم الذي أوبقته أوزاره، وتعطن بالشهوات، وتلوث بالشبهات، وترهل بمرور الشهور والدهور دون تزكية وتربية، ما أحراه أن يدخل غرفة العناية المركزية في شهور رمضان، فتكون كل إمدادات قوته مادة التقوى وإكسير المحبة لله ورسوله .

قطاع الطريق إلى الله

ها أنت قد شمرت عن ساعد الجد، وحثثت الهمة الخاملة، وأوقدت نار العزيمة الخامدة، وألجمت هواك بلجام الإرادة وجمعت رقاب الأماني بزمام التوكل على الله في الفعل، وبدأت السير إلى الله عز وجل لتصل إلى شهر رمضان وقد توقدت عزيمتك وانقادت لك إرادتك وأذعنت لك همتك.
لقد بدأت المعركة الحقيقية منذ تمحض اختيارك لله وجد سيرك إليه ويممت القلب والقالب في الإقبال عليه، فاحذر حينئذ قطاع هذا الطريق الوعر، فإنه طريق الجنة، وهو محفوف بالشهوات والهوى والشياطين والنزغ والشبهات، وكلها أنواع لجنس واحد، وهو العائق عن الوصول لدرب القبول المؤذن لشمس عزمك ..

وصلى الله وبآرك .. ض29

الهــــــــوى 07-18-2011 04:55 PM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
بارك الله فيك اختي بنت الجنوب وجزاك الله خير على الموضوع والطرح القيّم
وبلغنا الله واياك شهره الفضيل واعاننا على طاعته .


تحيآآآتي لك.

عيوني حزينه 07-18-2011 10:51 PM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
نعم يحق لك السباق للخير

الله يكتب لنا الاجر في هذا الشهر الفضيل

ويجعلنا من صوامه وقوامه

والله يجزاك خير اختي بنت الجنوب على هذا الموضوع الطيب


لك تحيه

آلــــجآدل 07-19-2011 01:54 AM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
الله يبلغنــآ رمضــآن على أحسن حــآل
ويعيننـآ على الصيـآم والطـآعه
موضوع قيم وهــآدف
’،
لاهنتِ ع الطرح
وجزاكِ الله خير

نــايــف مــران 07-19-2011 02:15 AM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
شكرأأأأأأأ
اختي بنت الجنوب على الطرح الاكثر من رائع
نترقب جديدك جزاك الله خير

بنت الجنوب 07-20-2011 05:22 AM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
يعطيك العافية جميعا على المرور .. نورتوا متصفحي

محمد الوريكي 07-20-2011 03:17 PM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
جزيتي خيرآ
واكثر الله من امثالك موضوع مفيد
تشكرين

بنت الجنوب 07-25-2011 04:11 PM

رد: نفحات ايمانية ترشدنا الى علو الهمم فتعالوا احبتي..
 
شكرا على المرور ..منور


الساعة الآن 01:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69