الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري (http://www.m-f6es.com/vb/index.php)
-   منتدى إسلاميات (http://www.m-f6es.com/vb/forumdisplay.php?f=35)
-   -   وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا (http://www.m-f6es.com/vb/showthread.php?t=21046)

امـ حمد 02-10-2014 06:17 AM

وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تبارك وتعالى(وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)أي،فليس فيها من الخير والنور، إلا ما أعطاها مولاه،
ومن لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر كافر،
كيف يبلُغ مراده أنى له ذلك،تجدُ رجُلين من أبٍ وأُم واحده يوفق أحدُهما لأعظم الطاعات ويغيبُ أحدهما عنها بالكلية وقد اتفقا في منشأهما وتربيتهما وأُصولهما وأعراقهما بل والرحم التي خرجا منها،لكن جعل الله لأحدهما نور ولم يجعلِ اللهِ للأخر نورا،
فمن جعل الله له نوراً اهتدى،ومن لم يجعل الله له نوراً ظلّ وغوي عن سواء السبيل،
جعل نوره لأوليائه في الدنيا والآخرة،قال تعالى(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ،يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)
قال ابن كثير،يقول تعالى،مخبراً عن المؤمنين،أنهم يوم القيامة يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة،بحسب أعمالهم،كما قال عبد الله بن مسعود في قوله(يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ)
قال،على قدر أعمالهم يمرون على الصراط ، منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة ، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم ، وأدناهم نوراً من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة)
وقال قتادة،ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول(من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء فدون ذلك ، حتى إن من المؤمنين من يضيء نوره موضع قدميه)
وهذا إخبار منه تعالى عما يقع يوم القيامة في العرصات من الأهوال المزعجة ، والزلازل العظيمة ، والأمور الفظيعة ، وإنه لا ينجو يومئذ إلا من آمن بالله ورسوله ، وعمل بما أمر الله ، وترك ما عنه زجر،
وقاك القرطبي،قوله تعالى(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ)أي،نستضيء من نوركم،
قال المفسرون،يعطي الله المؤمنين نورا يوم القيامة على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط،ويعطي المنافقين أيضا نوراً خديعة لهم،دليله(وَهُوَ خَادِعُهُمْ )
قال ابن كثير،أي،لهم عند ربهم أجر جزيل ، ونور عظيم يسعى بين أيديهم ، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدنيا من الأعمال،
وقال الله تعالى(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
قال ابن كثير،قال أبي بن كعب،هو المؤمن الذي قد جعل الله الإيمان والقرآن في صدره،فضرب الله مثله فقال(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
فبدأ بنور نفسه،ثم ذكر نور المؤمن فقال،مثل نور من آمن به،
فكان أبي بن كعب يقرؤها،مثل نور من آمن به،فهو المؤمن جعل الإيمان والقرآن في صدره،
ثم قال الطبري،وهو مثل ،ضربه الله لطاعته،فسمى الله طاعته نوراً،ثم سماها أنواراً شتى،
قال أبي بن كعب،المصباح،النور،وهو القرآن والإيمان الذي في صدره،
وقوله(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)أي،يرشد الله إلى هدايته من يختاره ،كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد،عن عبد الله بن عمرو، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(إن الله خلق خلقه في ظلمة،ثم ألقى عليهم نوره يومئذ،فمن أصاب يومئذ من نوره اهتدى،ومن أخطأه ضل،فلذلك أقول،جف القلم على علم الله عز وجل،
وقال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قال ابن كثير،قال سعيد بن جبير،لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين أنزل الله هذه الآية في حق هذه الأمة ،وكِفْلَيْنِ)
أي،ضعفين ،وزادهم(وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ)يعني،هدى يتبصر به من العمى والجهالة،ويغفر لكم،ففضلهم بالنور والمغفرة،
وأخرج مسلم من حديث جابر بن عبد الله ،وكعب بن مالك قال(يحشر الناس يوم القيامة على تل،فأكون أنا وأمتي على تل،فتدعى الأمـم بأوثانها وما كانت تعبد،الأول فالأول،ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول،من تنظرون،فيقولون،ننظر ربنا،
فيقول،أنا ربكـم،فيقولون،حتى ننظر إليك،فيتجلى لهم يضحك،
قال،فينطلق بهم ويتبعونه،ويعطى كل إنسان منهم،منافق أو مؤمن، نورا ثم يتبعونه،وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك،تأخذ من شاء الله ،ثم يطفأ نور المنافقين،ثم ينجو المؤمنون)
فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورًا، وعن أيماننا نورًا، وعن شمائلنا نورًا، وأن يعظم لنا نورًا.

أم عمر 02-15-2014 11:13 AM

رد: وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا
 
اللهم امين اجمعين

وعليكم السلام ورحمة الله

نفعنا الله بك اختي ام حمد جزاك الله خيرا


تحيتي وتقديري


الساعة الآن 06:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69