الملتقى الجماهيري للشاعر محمد بن فطيس المري

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحويل العادات إلى عبادات
إن المؤمن يستطيع أن يجعل لكل ثانية من عمره ثواب وحسنة،و لك أن تحسب كم ثانية تمر بك يومياً وتتكبد فيها مشاق يضيع عليك ثوابها لأنك لم تحتسب أجرها عند الله،وفى الحقيقة تلال من الحسنات التي نضيعها يومياً ولا نقدرها حق قدرها،فمن الناس من يصنع المعروف مكافأة للإحسان،ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذا صلحت نيته وكان عمله خالصاً لوجه الله تعالى،
قال عمر بن الخطاب،أحتسب علي عملك تاخذ أجر عملك واجر حسبتك،وقد ورد في الأثر،تعلموا النيه فإنها أبلغ من العمل،وإنه لاعمل لمن لا نية له،ولا أجر لمن لا حسبة له،
ما معني الأحتساب،هو استحضار القلب قبل أواثناء العمل،أي استحضار عظمه الله تعالي كأنه ناظر إليك، واستحضار الجنه والنار أمام عينيك،واستحضار وقوفك بين يدي الله تعالي،ومرورك علي الصراط،

من قول يحيى ابن أبي كثير(تعلّموا النية فإنها أبلغ من العمل)
بإمكانها أن تقلب حياتنا،وهي تعني أن نحتسب الأجر عند أدائنا للأعمال،بمعنى تحويل العادات إلى عبادات،
لأن صلاح القلب بصلاح العمل،وصلاح العمل بصلاح النية،
وبذلك نحصل على الكثير من الحسنات التي نحتاجها في
(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)

إنما الأعمال بالنيات، يبعث الناس علي نياتهم، يبلغ المرء بنيته مالا يبلغه بعمله، من تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمه،
كان السلف الصالح رضوان الله عليهم، إذا هم احدهم أن يعمل عملا احتسبه عند الله بأكثر من نية ليتضاعف له الأجر،
وقد قال أحدهم،إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي،

وسوف نستحضر نيات صالحه لأغلب أعمالنا اليومية

النوم،عمل يومي ضروري كلنا نستمتع فيه فجميعنا نحتاج أن ننام ،لكن الفرق أن تستطيع أن ننام بحساب أجر مفتوح حتى نستيقظ ونقول،يا رب اجعل نومنا راحة للبدن الذي سيعمل لأجلك ،يطيعك ويعبدك كما تحب،ولاستعانة على قيام الليل،وعلى صلاة الفجر،والتقوى على العمل وكسب الرزق،

دورة المياه،فيها العديد من الفرص لاكتساب الأجر(يحبّ المتطهرين)والوضوء،مع كل قطرة تُغسل الذنوب،
الطعام ،حاجة ضرورية للإنسان،من الوجبات الرئيسية،فنحتسبها كلها لله،بحيث أن هذا الطعام يقوينا ويعيننا على إرضاء الله عزّ وجلّ (والمؤمن القويّ كما تعلمون،خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف)صحيح مسلم،

الثياب(إن الله جميل يحبّ الجمال)صحيح أخرجه مسلم في صحيحه ، وأحمد في مسنده،بأن نتذكر أن هيئتنا المرتبة والأنيقة هي لأجل الله عزّ وجل ،والأناقة تكتمل حين يكون اللباس المناسب للشخص المناسب في المكان المناسب،وهذا يتضمن بكل ما هو محتشم وراقي،يعكس أخلاق الشخص واحترامه لنفسه،
ومع كل قطعة نختارها،نجدد النيّة لذلك،
القراءة،تبني الثقافة في مختلف المجالات،حتى لو كان الشخص لا يستهويها،إلا أنه مثلاً مضطر بعض الأحيان لقراءة المناهج الدراسية،فلو نوينا أننا نقرأ لنرفع الجهل عن أنفسنا،
ونتميز عن الجهلاء،كما قال تعالى(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ )سورة الزمر ،حتى درجاتهم مختلفة عند الله في الدنيا والآخرة،والقراءة هي غذاء الروح مثل ما يكون الطعام غذاء البدن،فمن لا يأكل يموت من الجوع،ومن لا يقرأ يموت من الجهل،ويضيع في ظلامه،
الجلوس على النت،بصفتك تقضي ساعات على جهازك،هل فكّرت أن تشترك في مواقع مفيدة ،وتعتبرها مجلس ذكر،أو أن تتواصل مع الأقارب والأحباب والأصحاب ،والكثيير من الامور التي تجرّ الأجور،لكى تستفيد شيئاً ينفعك في أمور دينك ودنياك
وتكون سبب في هداية أحد أو استفادة احد،

لماذا تضع العطر،إذ أنت إمرأه وقلت لتعجب بي الرجال،زنا
ولكن إن جعلت نيتك،إتباع سنه النبي صلى الله عليه وسلم،لأسعد به زوجي ،
لماذا تذهب للعمل،إن جعلت نيتك،لأكفل يتيم،لأتصدق من عمل يدي،ولأنفع نفسي وأتحمل المسئولية،ولأكون إيجابيا وأنفع المجتمع،لكي لا أكون عاله علي غيري،وأنفق علي أهلي،لأتكسب من عمل يدي ومن حلال،
لماذا تغتسل،إن جعلت نيتك(لأن الله يحب المتطهرين)
لأن النظافة من الإيمان،ولأستعيد نشاطي لممارسه العبادة
لماذا تتزوج،لأعف نفسي،لإنشاء بيت مسلم،ولأنها سنه الله في الأرض،للحفاظ علي النسل وتعمير الأرض،ليتباهي بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة،

لماذا تذهب إلي المسجد،لأن (صلاة الجماعة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة)سامعًا لذكر الله وراغبًا في مجالسة الملائكة،وهجرًا للمعصية وتقربًا إلي الله،واعتكافًا ولو لدقائق في بيت الله ليباعد الله بيني و بين المعصية،
لماذا ادرس واتعلم ،ادرس بنية (من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله به طريقا الى الجنة)
حتى أعز الإسلام بعلمي،وحتى أكون قدوة لغيري بحيث أكون ملتزم ناجح فآخذ ثواب كل من يهتدي بسبي،

عمل المراءة فى البيت،ادخال السرور على زوجها واهل البيت، والعمل من العبادة،

تربية الأولاد،احتسب هذه التربية لوجه الله تعالى أن أربي أولادي
ليكونوا سبباً في عزة الإسلام،وأن أغرس فيهم حب الدين وحب خدمته،وان يكونوا قدوة صالحة فى المجتمع،
وهكذا استحضرنا النية الصالحة فى كل اعمالنا واقولنا سوف نفوز من الحسنات بدون اى مجهود او تعب او تكلفة
قال الله تعالى ( قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين )
أعاذنا الله وإياكم من الرياء والشرك

اللهم احسن نياتنا واخلص اعمالنا وارزقنا حبك وحب كل عمل يقربنا ألى حبك،و

أن يجعل أقوالنا وأفعالنا ونياتنا كلها خالصة لوجهه الكريم .