أَهْوَى ذِكْرَاكَ
تكَادُ تَقتُلُنِي الذِّكرَيَاتُ
و كَأَنَّ تفَاصِيلَها الدَّقِيقَةَ حَدُّ سَيْفٍ
لا يُخْطِيءُ طرِيقَه المحْفُوفَ بزُهُورِ عُمْرِي
و أمَانِيه
ليَتهَاوَى علَى عنُقِ لحظَاتِ يَوْمِي
و علَى دقَائِقِ ما تبَقَّى لِي مِنْ غَدِي
فيَنتَزِعَ مِنْهَا كُلَّ بَسْمَةٍ أدْفَأَتْ خيُوطَ الشَّمسِ
و كُلَّ حُلْمٍ عذْرِيٍّ لَوَّنَ السَّحَابَ بِبَيَاضِ الوَرْدِ
فيُدمِي أطْرَافِي بَرداً لا يَستكِينُ
و يُدمِي سحَابِي بِلَوْنِ الأَنِينِ
و يَسْجِنُنِي قتِيلَةً منفِيَّةً
فِي سِجْنِ مَا مضَى مِنْ أيَّامِي
أصرُخُ شَاكِيَةً غرَقَ رُوحِي فِي بَحْرِ أدْمُعِي
و رَجْفَةَ مسَامَاتِي حِينَ طَوَّقَهَا الصَّقِيعُ
.. خَلْفَ قَضْبَانِ الحَنِينِ ..
جُثَّةً هامِدَةً
لا أُحَرِّكُ سَاكِناً
بِآهَاتٍ ضَائِعَةٍ فِي دهَالِيزِ جسَدِي
بِنَبْضٍ يَسْتَغِيثُ النُّورَ فِي ظُلمَةِ شرَايِينِي و أَوْرِدَتِي
بِأَنَّاتٍ تَرْقُصُ قَهْراً علَى ألْحَانِ مَوْتِي
.. بِنَظَرَاتٍ سَاكِنَةٍ تَرْقُبُكَ فِي كُلِّ حِينٍ ..
بِرَمَادٍ اسْتَوْطَنَ أنْفَاسِي يَأْساً
يَرْتَجِيكَ أنْ تعِيدَ إلَيْهِ لهِيبَ نَارِهِ
بِأَنْقَاضِيَ المُبَعْثَرَةِ علَى أرْصِفَةِ ذَاتِي
و طُرُقَاتِ أَشْجَانِي
أُحَاوِلُ أنْ أُلَمْلِمَهَا عبَثاً
بِنَسَمَاتٍ بالِيَةٍ
.. تُعِيقُهَا أسْوَارُ أَلَمِي ..
.. رغْمَ كُلِّ ذَلِكَ ..
أهْوَى ذِكرَاكَ
و سِجْنَ حنِينِكَ
و أهْوَاكَ
.. يَا حَرْفِيَ الحزِين ..
***